عبد الملك الحوثي يوكل إلى نجله “جبريل” العديد من المهام , ويتجاهل قيادات جماعته

- ‎فيأخبار اليمن, هامة

بدأ زعيم مليشيا الحوثيين عبدالملك الحوثي بتلميع نجله الأكبر “جبريل” ذو الـ 16 ربيعاً في الآونة الأخيرة على حساب قيادات في الجماعة تمثل رموزاً كبيرة للجماعة التي أسسها حسين بدر الحوثي, الأب الروحي للجماعة, قبل أن يلقى مصرعه في أول حرب تشهدها محافظة صعدة في 2004م.

وتشير مصادر مطلعة من داخل الجماعة إلى أن عبدالملك أوكل إلى “جبريل” , بالرغم من حداثة سنه, العديد من المهام وفي مقدمتها التواصل مع القيادات الميدانية والزعامات الروحية للجماعة لتكريسه وإعداده لمرحلة قادمه, وتوطيد علاقاته بتلك القيادات قبل أن ينتقل إلى مرحلة القيادة وخلافة والده المهدده حياته بالفناء, وسط حصار خانق تفرضه عليه قوات التحالف العربي التي تعتبره هدفاً أول ضمن عملياتها العسكرية الرامية لإعادة الشرعية باليمن.

وووفقاً للمعلومات التي أدلت بها مصادر موثوقة أنشقت عن الجماعة مؤخراً فإن عبدالملك الحوثي عمل في الفترة الماضية على تهيأة نجله وتهميش بقية أفراد أسرة بدر الدين الحوثي وعلى وجه الخصوص أبناء حسين بدر الدين الحوثي, عبدالله وعلي, رغم أن أعمارهما قريبة من عمر عبدالملك ويحظيان باحترام كبير وسط جماعة الحوثيين باعتبارهما أبناء القائد المؤسس الذي ينظر إليه أتباع الجماعة على أنه الأب الروحي لهم.

وتضيف ذات المصادر أن عبدالملك تعمد تهميش أشقاءه الأكبر سناً منه وكذلك أبناء شقيقه المؤسس ليمنح نفسه ونجله “الغض” السلطة المطلقة في حكم الجماعة والتصرف بمداخيلها المالية الضخمة التي يجنيها عبر أسر وقيادات هاشمية من الزكوات والنهب المنضب لمؤسسات الدولة الإيرادية ليجعل “جبريل” مديراً لها وتحت تصرفه المباشر.

موضحة أن زعيم الحوثيين الحالي عمل جاهداً على أقصاء شقيقه الأكبر محمد بدر الحوثيين وهو الذي أسس برفقة أخيه حسين ومحمد عزان وعبدالكريم جدبان الذي اغتيل العام الماضي في صنعاء حركة “الشباب المؤمن” التي كانت أساس ومنشأ جماعة الحوثيين أو ماباتت تعرف اليوم بجماعة “أنصار الله” خوفاً منهم ومن إلتفاف بقية أنصارهم حولهم وقبل أن يخرجوا عن طوع عبدالملك الذي استلم قيادة الجماعة في لحظة فارقة.

وكشفت المصادر عن الطرق التي تمكن بها عبدالملك من تهميش القيادات المؤسسة لحركة “الشباب المؤمن” بعد مقتل القائد المؤسس حسين بدر الدين الحوثي, حيث بدأ بإقصاء وتهميش محمد عزان الذي فضل هو الآخر الانزواء بعيداً عن تحركات الجماعة بعد أن تطرفت وشذت عن النهج الذي كان يأمل عزان تأسيسه, ثم أغتيل عبدالكريم جدبان في ظروف غامضة لم يكشف عن الجناة حتى اليوم, ولم تبق أمامه سوى شقيقه الأكبر محمد بدر الدين, حيث تؤكد المصادر إلى أن تحركاته مقيدة ومرصودة وتحت رقابة شديدة من عبدالملك نفسه.

وفيما يتعلق بنجلي شقيقه الأكبر حسين قالت المصادر أن عبدبالملك الحوثي تعمد تكليف عبدالله حسين بدر الدين الذي قتل قبل أيام في ضربة جوية بعمل بعيد عن قيادة الجماعة حيث منحه رئاسة جمعية المعاقين في صعدة وهي جمعية مغمورة, فيما فرض على بقية إخوانه إقامة جبرية في منطقة الجميمة, ومنعهم من الخروج أو مقابلة الناس وأنصار الجماعة الذين يرون فيهم خلفاء مستحقين لقيادتهم بعد مقتل والدهم المؤسس حين بدرالدين الحوثي.

ويأتي الكشف عن هذه المعلومات وسط ضربات جوية دقيقة لقوات التحالف أطاحت بالعشرات من قيادات الحوثيين, فيما تشير المصادر إلى أن عبدالملك الحوثي منح أمتيازات لقيادات جديدة وأوكل لها مهمة تحصيل الأموال وجبايتها من مؤسسات الدولة الايرادية كأسرة العماد والشامي والمتوكل والمؤيد وغيرها, وهي ذات الأسر التي بدأت بترحيل أسرها إلى خارج اليمن.

وقالت مصادر موثوقة أن معظم القيادات الهاشمية رحلت أسرها خلال الشهرين الماضيين عبر عمان إلى عدد من الدول العربية وخلقت قنوات ومسالك آمنة لمغادرتها البلاد في قادم الأيام بالتزامن مع استعداد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبإسناد من قوات التحالف تحرير بقية المحافظات والمناطق الخاضة لسيطرة الحوثيين وفي مقدمتها العاصمة صنعاء.

وقالت المصادر أن تلك القيادات ستترك تابعيها من أبناء القبائل أو ماباتوا يعرفون بـ”الزنابيل” يواجهون مصيرهم منفردين ليتحولوا إلى وقود للحرب التي بدأتها جماعة الحوثي لإعادة الحكم الإمامي إلى اليمن بعد نصف قرن من ثورة 26 سبتمبر المجيدة وبدعم من إيران التي تريد تسطير ثورتها الشيعية إلى الوطن العربي.