وعدّ خبراء عسكريون سيطرة قوات الشرعية على معسكر يتبع لقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بجبال فرضة نهم، إنجازا استراتيجيا وقرعا لأبواب صنعاء، حسب قول الناطق باسم المقاومة بمحافظة صنعاء عبد الله الشندقي.
وقال الباحث العسكري علي الذهب، المختص بشؤون النزاعات المسلحة، إن التقدم الذي أحرزته المقاومة اليمنية على البوابة الشرقية لصنعاء، يمثل أحد أهم القفزات التكتيكية التي سارت عليها خطة الهجوم لقوات الشرعية، ابتداء من التقدم الكبير بتحرير محافظة مأرب.
تكتيكات المقاومة
وشبه علي الذهب في حديث للجزيرة نت التكتيك العسكري للمقاومة اليمنية بأنه بمثابة قفزات الكنغر، وهي عمليات نوعية محكمة تسلكها قوات الشرعية في تقدمها نحو العاصمة صنعاء، تخفي وراءها ترتيبات هجومية لا يمكن التكهن بها، وجهة ونمطا وتوقيتا، “ذلك أن ثلاثة أرباع القوس المحيط بصنعاء يعيش حالة سكون مريب، وهو الهدوء الذي تعقبه العواصف العاتية”.
وقال المتحدث “يبدو أنها الاستراتيجية الأنسب للتعامل مع صنعاء المدينة المحصنة طبيعيا والمزدحمة بالسكان”، متوقعا أن تكون المواجهات الأعنف، مؤكدا أن معركة صنعاء “وشيكة الحدوث في ظل تبدد آمال السلام”.
وكانت قوات الشرعية، سيطرت أمس على معسكر نقيل فرضة نهم الاستراتيجي، الذي بسقوطه تكون البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء قد فتحت، بعد الالتفاف عليه من الخلف عبر السيطرة على سلسلة جبال الصلب وقرود، كما تمكنت المقاومة من السيطرة على جبل يام، وقرية ملح والتقدم إلى منطقة برّان غرب معسكر الفرضة باتجاه صنعاء.
وبالسيطرة على جبال نهم الاستراتيجية والمواقع العسكرية الحصينة، تنفتح للمقاومة الطريق إلى مديرية أرحب شمال العاصمة، التي تتمركز بها معسكرات جبل الصمع التابعة للحرس الجمهوري، المطلة على مطار صنعاء الدولي.
وبذلك تصبح الطريق سالكة للمقاومة اليمنية باتجاه مديرية بني حشيش بعد السيطرة على منطقة حريب نهم، كما ستفتح جبهة مديريات خولان وبني ضبيان وحتى معقل المخلوع صالح في مديريات سنحان وبلاد الروس وبني بهلول، وستتحكم المقاومة بطرق الإمداد باتجاه أهم مداخل صنعاء شمالا وشرقا وجنوبا.
معركة صنعاء
واعتبر قائد عسكري يمني أن سيطرة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على جبال فرضة نهم الشاهقة والوعرة والمطلة على صنعاء “أهم الخطوات العسكرية الميدانية التي تحققت لتحرير العاصمة، واستعادة رمزية الدولة اليمنية من الانقلابيين الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح”.
وتوقع اللواء محسن خصروف، رئيس دائرة التوجيه المعنوي بالجيش اليمني التابع للشرعية، في تصريحات صحفية، أن تتم عملية تحرير العاصمة صنعاء دون قتال، معتبرا أن “انتفاضة القبائل ضد مليشيات صالح والحوثيين ستمنع نقل المعارك داخل صنعاء وتجنيبها الدمار”.
الكاتب الصحفي محمد سعيد الشرعبي من جهته قال للجزيرة نت إن “تقدم قوات الشرعية في فرضة نهم شرق العاصمة صنعاء دليل على القدرة الفائقة للجش الوطني والمقاومة الشعبية على تحرير العاصمة، وتحديدا بعد حدوث انهيارات في صفوف مليشيات الانقلاب الحوثية”.
وأضاف أن “تحرير قوات الشرعية لجبال ومواقع فرضة نهم الاستراتيجية سيعزز سرعة انتقال المقاومة والجيش الوطني إلى مديريتي بني حشيش وأرحب، وتحريرها ثم الدخول إلى صنعاء واستعادة الدولة ومؤسساتها السيادية وإسقاط الانقلاب نهائيا”.
ويرى الشرعبي أن “انتصارات قوات الشرعية في شرق صنعاء والجوف ومأرب وتعز، ستدفع روسيا وأميركا ودولا غربية أخرى إلى تغيير مواقفها من مليشيات الانقلاب في اليمن“.