كشفت مصادر منسلخة عن جماعة الحوثيين الانقلابية أن أجواء من السخط تسود بين قيادات التمرد الميدانية، بعد تسرب أنباء عن مغادرة عدد كبير من أفراد عائلة زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، وبعض القيادات الرفيعة داخل الجماعة الانقلابية، واستقرارهم في العاصمة الإيرانية، طهران، بعد تزايد احتمالات شن القوات الموالية للشرعية هجوما كبيرا لاستعادة العاصمة صنعاء.
وقالت المصادر – التي رفضت كشف هويتها – إن قيادات ميدانية رفيعة أبدت تذمرها من تلك الخطوة، مشيرة إلى أنها تسهم في تراجع الروح المعنوية لدى المقاتلين على جبهات القتال، وأضافت أن من شأن انتشار هذا الخبر أن يؤدي لتفاقم حالة اليأس التي تسود بين المقاتلين.
وتابع المصدر قائلا “قيادات الجماعة تقدم مصالحها الخاصة على مصالح بقية الشعب اليمني، وتبذل جهودا كبيرة لضمان سلامة عائلاتها والمقربين منها، في الوقت الذي تدفع بعشرات الآلاف من الشباب إلى جبهات القتال، وتتوقف عن صرف رواتبهم، وهذا الوضع أدى إلى تزايد السخط وسط المقاتلين، ودفع أعدادا كبيرة منهم إلى الهرب من جبهات القتال، فيما استسلم آخرون للثوار.
استشراء الخلافات
كانت أنباء مؤكدة قد أشارت إلى أن قيادات حوثية رفيعة بدأت في مغادرة صنعاء سرا مع عائلاتها، في ظل الضغط العسكري الذي يشكله تقدم قوات الشرعية، والغارات الكثيفة التي يشنها طيران التحالف العربي على معاقلهم، في الوقت الذي دب الانشقاق بين قطبي الانقلاب على الشرعية، وذكرت تقارير أن جماعة الحوثي أطلقت حملة اعتقالات طالت العشرات من عناصر الحرس الجمهوري، الموالي للمخلوع، كما اختطفت صحفيين ونشطاء ومسؤولين مقربين من صالح. وتابعت بالقول إن حملة الاعتقالات الأخيرة تشير بوضوح إلى الوضع الذي وصلت إليه الميليشيات، وأن الخلافات المتفشية بين طرفي التمرد، تنذر بقرب اندحارها تماما وعودة البلاد إلى الشرعية.
وتوقعت أن لا تكتفي قيادة الحرس الجمهوري بالصمت، وأن تقدم على رد يعيد إليها هيبتها، لا سيما بعد تزايد الغضب وسط عناصر اللواء، الذين أكد بعضهم أنهم لم يعودوا يأمنون على أنفسهم ولا على عائلاتهم من احتمال الاختطاف أو الاعتقال بواسطة الحوثيين.
هجمات في العمق
أضافت المصادر أن ستة من قيادات الحوثيين غادروا اليمن إلى طهران، بعد وصولهم الأردن على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية وأن ثلاثة آخرين توجهوا إلى بيروت.
شيرة إلى أن نجل زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي ويدعى جبريل، كان من ضمن المغادرين إلى العاصمة الإيرانية، منوهة إلى أن الكثير من قيادات الجماعة قاموا بإجلاء عائلاتهم من اليمن عقب تصاعد عمليات القوات المشتركة، وتمكن الجيش الوطني والمقاومة من السيطرة على مناطق متاخمة للعاصمة صنعاء، وصعدة المعقل الرئيسي للحوثيين.
وقال المصدر “العملية العسكرية المباغتة التي شنتها قوات التحالف العربي على مواقع الانقلابيين في صعدة، وتمكنها من تصفية عدد من قيادات التمرد، بينهم أعضاء في عائلة الحوثي، أكدت للمتمردين أنه لا يوجد لهم مكان آمن داخل اليمن، وأن القوات الموالية للشرعية قادرة على الوصول إليهم في أي مكان، مما دفع قيادات التمرد إلى التفكير جديا في إرسال أبنائهم خارج اليمن.
وبطبيعة الحال لم يجدوا أفضل من طهران.
وهذا التصرف أكد لعناصر الحركة المتمردة أن قيادتهم لا توليهم اهتماما، بقدر ما تفكر في سلامة أفرادها وعائلاتها.