تأثير اغتيال القيادي بالقاعدة “جلال بعيد” على التنظيم

- ‎فيأخبار اليمن
اعتبر باحثون ومختصون يمنيون في شؤون الجماعات الإسلامية عملية اغتيال القيادي الميداني بالقاعدة جلال بلعيدي، ضربة كبيرة يتلقاها التنظيم ستلقي بظلالها عليه ميدانياً.

وقتل أمس الخميس بلعيدي المكنى “أبو حمزة الزنجباري” مع اثنين من مرافقيه في غارة جوية بطائرة مسيّرة في محافظة أبين جنوبي اليمن.

وظهر الشاب الثلاثيني بقوة في صفوف تنظيم القاعدةنهاية مايو/أيار 2011 عقب سيطرة القاعدة على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، حيث نصب “أميرا” لما أطلق عليه التنظيم حينها “ولاية أبين”.

وقاد بلعيدي -المنحدر من محافظة أبين- العديد من الهجمات والاقتحامات للمدن اليمنية، وشن مع مسلحي التنظيم عمليات مسلحة ضد الجيش، كان أبرزها اختطاف 14 جندياً في محافظة حضرموت من على متن حافلة ركاب وقتلهم ذبحا بالسكاكين يوم 8 أغسطس/آب 2014.

وتأتي عملية مقتل بلعيدي بعد أن خسر تنظيم القاعدة العديد من قادته البارزين خلال الأشهر الماضية، أبرزهم زعيمه ناصر الوحيشي الذي قتل يوم 16 يونيو/حزيران 2015 في غارة جوية بمدينة المكلا في حضرموت.

كما تتزامن حادثة مصرع بلعيدي مع سيطرة القاعدة على بعض المدن بالمحافظات الجنوبية والشرقية في حضرموت ولحج وشبوة وأبين.

تأثير ميداني
وتعليقاً على الحادث، يرى الصحفي والباحث في شؤون القاعدة أحمد الزرقة أن عملية مقتل بلعيدي تلقي بظلالها على حركة التنظيم بشكل واضح في الميدان، خصوصا أنه برز خلال السنوات الأخيرة كعنوان عريض وبارز لعمليات القاعدة التي تجاوزت أبين وصولا إلى شبوة وحضرموت وصنعاء.

وأوضح أن بلعيدي ارتبط اسمه بموضوع إسقاط المدن منذ العام 2011، وعرف كواحد من أكثر الشخصيات ميلا إلى العنف، وتبنى منذ وقت مبكر أفكار وخطاب تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال الزرقة للجزيرة نت إن بلعيدي “كان من أكثر القيادات الميدانية للتنظيم ديناميكية وحيوية وحركة وظهورا في مواقع الأحداث ومنفذا لعمليات النهب والسطو على البنوك والمؤسسات الحكومية خلال الفترة الماضية”.

وأضاف أن استهدافه بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت يدل على استمرار الجانب الأميركي في إدارة ملف الحرب على الإرهاب والقاعدة، معتمدا على أدواته الخاصة ومستغلا حالة الاسترخاء في أداء قادة التنظيم وتحركهم بقليل من الحذر في تنقلاتهم، وهو ما مكن الجانب الأميركي من القضاء على الكثير من الأسماء القيادية.

وأشار الزرقة إلى أن مقتل بلعيدي من شأنه الدفع بالصراعات في صفوف التنظيم الوسطى والقيادية إلى السطح، بخصوص الاستمرار في الولاء للقاعدة أو التحول إلى الولاء لتنظيم الدولة، وهو الموضوع الأكثر حساسية في تاريخ القاعدة بجزيرة العرب الحريص على حفظ التراتبية والولاء لقيادة التنظيم.

ضربة كبيرة
إلى ذلك يرى الباحث المتخصص بشؤون الجماعات الإسلامية نبيل البكيري أن مصرع بلعيدي يمثل ضربة كبيرة لجناحه بالقاعدة الذي كان كل مرة يرفع اسما له، فمرة أنصار الشريعةومرة أخرى تنظيم الدولة.

وأشار إلى أن بلعيدي من الجناح غير المطلوب أميركيا، وتصفيته تضع أكثر من سؤال حول لغز الرجل ولمصلحة من تمت تصفيته، متسائلاً هل لذلك علاقة بالتقدم الذي يحصل في قتال قوات الشرعية على مشارف صنعاء؟

وأكد البكيري أن مستقبل التنظيم مرهون بعودة الدولة اليمنية وفرض وجودها في كل شبر من تراب الوطن، لافتاً إلى أن التنظيمات الإرهابية تستفيد من غياب الدولة.

وأضاف أن “ما يجري يعكس حالة الارتباك التي يعيشها حاملو ملف مكافحة الاٍرهاب على المستوى الدولي والإقليمي”.

وأوضح أن الأفكار المتطرفة للتنظيمات الإرهابية لا ترتبط بالأشخاص، وبالتالي فإن مقتل بلعيدي أو غيره لا يعني نهاية هذه الجماعة، بل إن إيجاد الدولة وحضورها السياسي والاقتصادي والتنموي هما اللذان يحدان من انتشار هذه الأفكار والتنظيمات.