الاستراتيجية المشتركة لإيران و”إسرائيل” تجاه العرب

- ‎فيأخبار اليمن, كتابات

اكد الكاتب الصحفي أيمن خالد أن إيران لا تريد إقامة دولة شيعية فى العراق أو اليمن أو سوريا وإنما تسعى إلي منع قيام دولة عربية مهما كانت ديانتها.

ورأى الكاتب فى مقال له بموقع “عربي 21” تحت عنوان “المشترك بين إسرائيل وإيران تجاه العرب” أن من يعتقد أن إيران تريد إقامة دولة شيعية على جزء من العراق فهو مخطئ، ومن يظن أن إيران تساعد الحوثيين بقصد تقسيم اليمن وإقامة دولة شيعية، فهو مخطئ أيضا، ومن يظن أن إيران تريد إقامة دولة علوية في سوريا، فهو بتقديري ليس على صواب، لأن حقيقة المشروع الإيراني في المنطقة العربية تقوم على منع قيام دولة عربية، مهما كانت ديانة هذه الدولة، ومهما كانت مسمياتها، لذلك فالذين يقاتلون مع إيران، ويحلمون أنهم سيحصلون منها على أي كيانية صغيرة، هم واهمون.

وأضاف الكاتب أيمن خالد أن حقيقة المشروع الإيراني تتمثل في صناعة جيوش من المليشيا، متعددة الأسماء والأشكال، كما هو مشاهد الآن في العراق وسوريا، حيث عشرات ومئات الفصائل والمجموعات الشيعية التي تقاتل على الأرض، ولكن كل هذه المليشيا غير مسموح لها أن تكون ضمن إطار الدولة، وغير مسموح لها حتى ممارسة سلوك الدولة، وما تقوم به هذه المليشيا هو ممارسة سلوك قبائل ما قبل التاريخ، حيث تذبح وتدمر وتحرق كل شيء، وفي نهاية المطاف، تشتري إيران قائمة هذه المسروقات الطويلة، والتي ابتدأت من سرقة كامل شبكات الكهرباء في العراق لحظة الغزو الأمريكي، حيث أفلتت إيران قطعانها ومارسوا نهب كل ما يباع ويشترى، بقصد إعادة العراق إلى العصر الحجري.

وذكر أن إيران التي تؤسس وتحكم وتدعم كل هذه الظواهر الغريبة التي نشاهدها الآن في العراق وسوريا، والتي لا تزال تقوم بصناعة المزيد منها والتي في نهاية الأمر كل ما تمنحها مجرد اسم من الأسماء المقدسة لديها، هذا هو ما لديها بالضبط، ولو كان الحاكم الإيراني يريد لهذه الظاهرة أن تكون مختلفة، لفكرت إيران ضمن أي منطق عصري طبيعي، الذي سيسعى نحو تأسيس قوة عسكرية ضاربة وموحدة، وذات قيادة واحدة، لأن وجود عشرات ومئات الفصائل يعني بالضرورة غياب القوة العسكرية الضاربة والمنظمة، والتي لا يمكن أن تأتي من هذه الفصائل التي لا يعنيها على الأرض أكثر من ممارسة سياسة النهب والأرض المحروقة، تماما وكأننا نعيش حربا في مجاهل التاريخ، ليس لها أي بعد أخلاقي بتاتا.

وتابع : هو بالضبط، العقل الإسرائيلي، الذي يريد منطقة عربية تموج بالاختلافات العربية، وتخترقها الحروب والفوضى، والانقسامات، بحيث تصبح فكرة وجود إسرائيل في المنطقة، بمثابة الدولة الوحيدة التي تقوم في بيئة مليئة بالوحوش والذئاب، وبالتالي ما عجزت إسرائيل عن تحقيقه طوال عشرات السنين، جاءت اليوم إيران لكي تقدمه لإسرائيل على طبق من ذهب، فهي إيران التي تريد تقسيم اليمن والسعودية والعراق وسوريا ولبنان، ولكنه تقسيم لا يقوم حتى على أسس طائفية أو مذهبية فقط، فلو كانت إيران تريد إقامة دولة شيعية في العراق لفكرت بتوحيد الشيعة هناك، لكن الفكرة الإيرانية مختلفة تماما، فمن سيحارب اليوم وغدا مع إيران عليه أن يعرف أنه ذاهب إلى الحرب فقط، وهي الحرب التي لا انتصار فيها بتاتا، لأن دوام الحرب هو ما تريده إيران، ووجود مئات الفصائل التي تمارس سلوك قبائل ما قبل التاريخ، سيكون كفيلا باستحالة قيام (فكرة الدولة) ولو بالحدود الضيقة.

وأردف : إيران التي تشتري حتى الخردة المسروقة من العراق، هي وصية على كل شيء فيه، وأمراء الحرب فيه هم مجرد أجراء صغار، لذلك من الطبيعي أن تضيع أموال النفط العراقي، ومن الطبيعي أن تختفي الخزينة العراقية، لطالما أن اليد الإيرانية هي التي تدير البلاد فعليا مضيفا أن  إسرائيل تريد منطقة عربية بمثابة مزيج من أشباه الدول، يحكمها مئات الأمراء المتناحرون، وما تفعله إيران في المنطقة العربية هو تماما يتوافق مع الحلم الصهيوني، لذلك فالبلاد التي تدخلها الأيادي الإيرانية، هي ذاهبة للحرب، للحرب فقط.