حذّر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيدف من نشوب “حرب عالمية جديدة” في حال دخول قوات برية إلى سوريا، مطالبا كل القوى بالجلوس إلى طاولة التفاوض من أجل وضع حد للحرب هناك.
وفي مقابلة تنشرها صحيفة هاندلسبلات الألمانية الجمعة، قال مدفيدف إن “الهجمات البرية تؤدي عادة إلى نشوب حرب دائمة”، مضيفا أنه سيكون من المستحيل كسب حرب كهذه بسرعة، “لا سيما في العالم العربي، حيث يقاتل الجميع ضد الجميع”.
وقال أيضا “ينبغي إرغام جميع الأطراف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بدلا من إطلاق حرب عالمية جديدة”.
وجاءت تصريحات مدفيدف في الوقت الذي ينعقد فيه في بروكسل اجتماع للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وقال مراسل الجزيرة إنه لم يكن هناك حديث في اجتماعات بروكسل عن حرب برية في سوريا، ونقل عن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قوله إنه لا رغبة للدول في إرسال قوات برية إلى سوريا.
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير جدد أمس التأكيد على استعداد بلاده لإنزال قوات برية في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة ضمن التحالف الدولي، مضيفا أنه سيتم بحث هذا الموضوع بين المختصين من الدول المعنية لتحديد كيفية المشاركة في هذه الحملة.
ولفت إلى أن بلاده تسعى لإيجاد الأمن والاستقرار في المنطقة على أساس عدم التدخل في شؤون الآخرين، مؤكدا أن محادثات جنيف فشلت بسبب “تعنت وفد النظام وروسيا”، كما شدد على أنه لا مكان لرئيس النظام بشار الأسد في مستقبل سوريا.
وبالأمس أيضا، حذر مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين من مغبة “إرسال قوات عربية لقتال النظام السوري على أراضيه”، وقال “لن نعتذر عما نقوم به في سوريا”، مبينا أن وجود قوات بلاده هناك شرعي وبناء على دعوة من “الحكومة السورية”، وذلك على نقيض التحالف الدولي، حسب رأيه.
كما رجّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس -في تصريحات صحفية- لجوء بعض الدول المعنية للرهان على الحل العسكري إن فشلت المفاوضات، “انطلاقا من كرهها شخصية الرئيس بشار الأسد”، لكنه استبعد قيام تركيا بذلك.
وكثفت روسيا مؤخرا حملتها الجوية في سوريا، وساعدت قوات النظام السوري على التوغل في ريفحلب الشمالي، مما تسبب في مقتل المئات ونزوح نحو سبعين ألف شخص.