اليمن: الحوثيون يبدأون موسم «الهروب الكبير» للخارج وغموض يكتنف وضع صالح

- ‎فيأخبار اليمن

ذكرت العديد من المصادر الوثيقة الاطلاع أن المتمردين الحوثيين بدأوا فعليا ما وصف بعمليات (الهروب الكبير) من اليمن مع اقتراب القوات الحكومية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي من المدخل الشرقي للعاصمة صنعاء وانهيار ميليشياتهم أمامها.
وكشفت لـ«القدس العربي» ان العديد من القيادات الحوثية بدأوا ترتيب هروبهم من العاصمة صنعاء، سواء عبر الجو من مطار صنعاء الدولي الذي يسيطرون عليه حتى الآن أو برا إلى محافظة الحديدة الساحلية، المتواجدين فيها بقوة، والتي تتوفر فيها امكانية الهروب عبر البحر إلى دولة اريتريا.
وتصاعدت عمليات الهروب مع تردد أنباء عن مقتل العديد من القيادات الحوثية والقيادات العسكرية الموالية للمخلوع علي صالح في المواجهات العسكرية التي شهدتها جبهات منطقة فرضة نِهم والتي كان صالح والحوثيون يعتبرونها السياج الحصين لحماية العاصمة صنعاء، لاحتوائها على أهم معسكرات الحرس الجمهوري الموالية لصالح.
وترددت أنباء أمس عن مقتل بعض القيادات العسكرية الكبيرة الموالية للمخلوع صالح وبعض القيادات الحوثية المرموقة، لكن لم تصدر تأكيدات من قبل جماعة الحوثي أو مكتب صالح الإعلامي، على الرغم من أنهم غالبا ما يتسترون على نشر مثل هذه المعلومات حتى لا تؤثر على معنويات مقاتليهم في الجبهات وبالذات في هذا الوقت الحساس.
ولم يعد الحوثيون يخفون أو يتسترون على عمليات هروبهم من العاصمة صنعاء، فلقد أعلن عضو المجلس الثوري للحوثيين حسن زيد اتخاذه قرارا بمغادرة العاصمة صنعاء إلى صعده، وتضمن قراره اعتزاله العمل السياسي والتفرغ للعبادة هناك.
كان رئيس المجلس الثوري محمد الحوثي قد غادر العاصمة صنعاء الاسبوع الماضي إلى محافظة الحديدة وتنقل بشكل سري عبر وسائل مواصلات عامة، بينها الموتور سيكل، لإخفاء هويته، مستغلا عدم معرفة السكان هناك له للتخفي والتحرك بحرية. وذكرت وسائل إعلام الحوثيين أن محمد الحوثي قام بزيارة للعديد من المناطق في محافظة الحديدة بينها مدينة زبيد، والشواطئ البعيدة عن مدينة الحديدة، ونشرت صورة له بمفرده وهو على أطراف أحد شواطئ الحديدة، والتي أخذت الكثير من التعليقات من قبل نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي والذين رددوا أن الحوثي يقوم بالترتيب لمنافذ الهروب بنفسه عبر البحر من شواطئ الحديدة.
وكانت القيادات الحوثية العليا والوسطى قامت خلال الأسابيع الأخيرة بتسفير كافة أفراد أسرهم جوا إلى خارج البلاد، عبر مطار صنعاء الدولي، مستغلين سيطرتهم على المطار وتحمكمهم بعمليات الحركة فيه، كما نشطت حاليا عمليات الترتيب لهروب الحوثيين عبر البحر مع مخاوفهم المتصاعدة من سرعة سقوط العاصمة صنعاء من أيديهم.
وترددت أنباء خلال الفترة الأخيرة أنه تم نقل عائلات القيادات الحوثية مؤخرا إلى العاصمة الإيرانية طهران عبر مطار عمّان الأردني وكذا عبر سلطنة عمان، وفي مقدمة ذلك أفراد أسرة زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي، الذي تأكد وصول أفراد أسرته إلى العاصمة الإيرانية طهران برفقة نجله الأكبر جبريل.
وعلمت (القدس العربي) من مصدر سياسي أن العديد من القيادات الحوثية والقيادات العسكرية والسياسية الموالية لصالح بدؤوا ترتيب عمليات مغادرتهم العاصمة صنعاء بعد أن أجلوا كافة أفراد أسرهم إلى خارج البلاد.
وقالت «أصبح واضحا أن أغلب من تبقى من القيادات الحوثية والعسكرية والسياسية التابعة لصالح جاهزة لمغادرة البلاد ماعدى المخلوع صالح الذي لا زال مصيرة غامضا، وهل سيقرر مغادرة البلاد أم أنه سيصمم على البقاء داخل البلاد حتى في حال سقوط العاصمة صنعاء».
وأوضح أن «صالح عنيد بطبعه وهو ما أوصل البلاد إلى حافة الهاوية بل ودفع بها نحو الحرب المدمرة، وبالتالي قد لا يقرر الهروب بسهولة وقد يكون آخر الخارجين من اليمن، ولا شك أنه قد يكون جهز سيناريوهات عديدة لهذا الهروب الذي قد يكلفه كثيرا كلما تأخر أكثر، رغم أنه قد قام بتسفير كافة أفراد اسرته إلى دولة الامارات العربية المتحدة وغيرها من الدول الصديقة له».
ولم يستبعد المصدر السياسي المقرب من صالح سابقا أن «يكون مصيره مثل مصير الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي أخذ منه صالح صفات عديدة، على الرغم من أنه كان يصفه بالرئيس المعتوه».
مشيرا إلى أن «صالح يرسم مصيره بيده حاليا، ولا يسمح لأي من معاونيه أو المحيطين به مشاركته في اتخاذ أي قرار من هذا النوع وقد يكون قراره الراهن أصعب من أي قرار سابق، لأنه قرار حياة أو موت».
من جانبه، بحث نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحاح، أمس، بالعاصمة السعودية الرياض مستجدات الوضع في اليمن مع سفير روسيا لدى السعودية أوليغ أزيروف. وتناول اللقاء استعراض المساعي السياسية التي تقوم بها روسيا من أجل إحلال السلام في اليمن وموقفها الداعم للشرعية ولقرارات مجلس الأمن وللجهود الأممية المتعلقة بهذا الشأن.
وأكد بحاح استعداد الحكومة لحضور أي لقاء تشاوري وتحت مظلة الأمم المتحدة بما يخدم استقرار الوضع في اليمن، وثمن الموقف الروسي وما تبذله الدبلوماسية الروسية من جهود تدعم ما اتفق عليه اليمنيون من مخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور.
وقال: إن ما تقوم به الحكومة من حل عسكري هو في إطار استعادة الدولة وإنقاذ الوطن من الميليشيات المسلحة.
من جانبه سلم السفير الروسي، نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة بحاح دعوة لزيارة جمهورية روسيا الاتحادية للقاء بالمسؤولين ولبحث مستجدات الوضع في اليمن وتحديداً فيما يتعلق بالمسار السياسي، معرباً عن أمله للاستجابة للدعوة.
وأكد أوليغ أزيروف أن بلاده ستواصل جهودها الداعمة لليمن وشعبها في ظل ما تشهده من ظروف استثنائية صعبة، وتمنى أن يعود لليمن أمنه واستقراره في القريب العاجل.
ومنذ 26 مارس/آذار الماضي يواصل التحالف العربي بقيادة السعودية، وبمشاركة الإمارات، قصف مواقع تابعة لجماعة الحوثي، وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، ضمن عملية أسماها «عاصفة الحزم» استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً لـ «حماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية»، قبل أن يعقبها في 21 أبريل/نيسان بعملية أخرى أطلق عليها اسم «إعادة الأمل»، قال إن من أهدافها شقا سياسيا يتعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين، وعدم تمكينهم من استخدام الأسلحة من خلال غارات جوية.