برزت إلى الواجهة، مؤشرات جديدة عن اتصالات رفيعة، بين دبلوماسيين سوريين ومسؤولين في جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الذي يتزعمه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، لتنسيق جهود الطرفين في مواجهة خطة سعودية لتدخل بري في سوريا، جرى الإعلان عنها قبل أيام.
وفي هذا السياق، أجرى رئيس اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين، محمد الحوثي، قبل يومين، لقاء نادرا مع القائم بأعمال السفير السوري الحكيم دندي والبعثة الدبلوماسية في صنعاء، بعد أيام من إعلان الرياض اعتزامها القيام بتدخل بري في سوريا.
وذكرت وكالة “سبأ” التي يسيطر عليها الحوثيون، بأن “الحوثيين ونظام بشار الأسد، يشتركان في مواجهة تحالف إقليمي واحد بقيادة السعودية”.
ويتزامن هذا اللقاء مع التصعيد الدبلوماسي الروسي لتحريك الملف اليمني، في الوقت الذي بدأت دمشق اتصالات رفيعة مع الحوثيين في مواجهة خطة سعودية لتدخل بري في البلد العربي الحليف لإيران، وفقا لإذاعة “مونت كارلو”.
وأشاد القيادي الحوثي، في اجتماعه بالسفير “دندي” بما وصفه “الموقف العروبي لسوريا إزاء ما يتعرض له اليمن من مؤامرة. لافتا إلى واحدية ما أسماه بـ”العدوان على اليمن وسوريا”.
وبدا هذا التحرك بين حلفاء إيران، بأنه مؤشر على توجه نحو تنسيق صريح بين الجانبين، قد يمر، باستفادة دمشق من مسار المعركة التي يخوضها الحوثيون والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ضد التحالف الذي تقوده السعودية منذ 10 أشهر دعما لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وفي 10 من كانون الثاني/ يناير الماضي، التقى الأمين العام لحزب صالح، عارف الزوكا، القائم بأعمال السفير السوري في صنعاء، فيما يشير إلى أن اتصالات نظام بشار الأسد، لم تتوقف عند الحوثيين، بل شملت حزب المخلوع صالح ومعاونيه.
وشهدت العلاقة بين علي عبد الله صالح وبشار الأسد، تحولا دراماتيكيا، منذ تنحي الأول من السلطة تحت ضغط ثورة 11 شباط/فبراير في 2011. بعدما التقت مصالح الرجلين على طاولة العداء لثورات الربيع العربي.
وانتدب المخلوع صالح رئيس أركان الأمن المركزي اليمني السابق يحيى صالح وهو نجل شقيقه، لعملية التواصل مع بشار الأسد، حيث قام بزيارات عدة، لدمشق، كان أهمها في الرابع عشر من أيلول/ سبتمبر 2013، لتأكيد وقوف الشعب اليمني مع سوريا بمواجهة المؤامرة الصهيونية والتهديدات الأمريكية والإمبريالية بشن عدوان على سوريا، فضلا عن تكريم الرئيس الأسد على شجاعة موقفه الوطني وصموده وتضحياته. حسب بيان الزيارة حينها.
ومع دخول صالح الذي يتزعم حزب المؤتمر الشعبي العام، ضمن منظومة تحالف “طهران – دمشق- حزب الله”، بدأت ملامح النفوذ الإيراني في اليمن نحو الاتساع، من خلال رعايتها لحلف” الحوثيين وعلي صالح” الذي نجح بعض الشيء ـ أي ذلك الحلف ـ في الانقلاب على مؤسسات الدولة الشرعية في البلاد خلال الفترة السابقة لعملية التحالف العربي الذي تقوده السعودية.