رفضت عجوز مغادرة مقبرة الشهداء في مدينة تعز شرقي اليمن بعد دفن حفيدتيها اللتين قتلتا، هما وطفلة ثالثة، بقذيفة أطلقتها ميليشيات الحوثي وصالح على حي صينة غرب مدينة تعز. وقد مارس المتمردون الحوثيون عقاباً جماعياً ضد المدنيين خاصة في مدينة تعز ومنعوا وصول الغذاء والماء والدواء إليها.
هاتان الأسرتان ليستا وحدهما مَن تنزفان دماً ودموعاً نتيجة الحرب، فالمدينة بأسرها تحت حصار قاس منذ ستة أشهر. حصار تتفنن الميليشيات، خلاله، في حصد الأرواح. فمن لم يمت بالقصف العشوائي، طاله رصاص القناصة.
ومن لم يمت بهذا، نال حظه من الجوع بعد استيلاء الميليشيات على المعونات الإنسانية التي جلبتها المنظمات الأممية للمحاصرين، فنهبها المحاصِرون!
هذا كله إلى جانب نقص حاد في الأدوية في مشافي المدينة، الأمر الذي أدى لوفاة مرضى نتيجة انعدام حتى أسطوانات الأكسجين ناهيك عن الأدوية المنقذة للحياة.
من جهتهم، يحاول يمنيو الخارج الضغط من أجل تقليل مآلات الوضع الكارثية. فالعشرات تظاهروا أمام مباني الأمم المتحدة في نيويورك للمطالبة بفك الخناق عن تعز. مطالبات لا يُعرف ما إذا كانت ستجد آذاناً صاغية في المنظمة الدولية التي عجزت حتى الآن عن تطبيق قرارات مجلس الأمن بخصوص اليمن، أم لا.