أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حق بلاده في تنفيذ جميع أشكال العمليات التي تراها ضرورية في إطار مكافحة التهديدات التي تواجهها، وذلك في سياق الرد على تفجير أنقرة الذي وقع الأربعاء الماضي وأسفر عن 28 قتيلا وعشرات المصابين.
وقال أردوغان إن “النقطة التي وصلنا إليها هي دفاع مشروع عن النفس”، مشيرا إلى أن لتركيا الحق في جميع أشكال العمليات التي تراها ضرورية في إطار مكافحة التهديدات التي تواجهها، في سوريا وفي كل مكان تتمركز فيه المنظمات الإرهابية.
وأضاف أنه لا يمكن لأحد أن يقيّد حق تركيا في الدفاع عن نفسها ضد العمليات الإرهابية، كما لا يمكنه أيضا منع استخدامها هذا الحق، موضحا أنها ستستخدم حق توسيع قواعد الاشتباك لديها حيث تشمل كافة التهديدات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
وأكد عزم تركيا على القضاء على كافة الهجمات التي تستهدف أراضيها ومواطنيها ووحدتها، ومن مصدرها إن اقتضت الحاجة، بما في ذلك الهجوم الإرهابي الأخير في أنقرة.
وأضاف أردوغان أن حياة أي مواطن تركي لا تقل قيمة عن حياة مواطني المناطق الأخرى حول العالم، وكذلك الأمر بالنسبة للذين يقتلون في سوريا والعراق وفلسطين وأوكرانيا ومناطق مختلفة حول العالم، إذ لا يمكن اعتبار أرواح هؤلاء أقل قيمة من الذين في الدول الغربية.
وانتقد دولا لم يسمها، قال إنها تبدي رد فعل عنيف على العمليات الإرهابية التي تستهدف مواطنيها، ولكنها في الوقت نفسه تتمنى لتركيا الصبر والسلوان، معتبرا ذلك نوعا من النفاق.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن “الهجوم الإرهابي الذي شهدته العاصمة أنقرة الأربعاء الماضي سيؤثر في موقف تركيا من الحرب الدائرة في سوريا”.
وأكد قالن في مقال له أن هذا الهجوم سيسفر عن إجراءات واسعة النطاق، في إطار مكافحة تركيا للتنظيمات المتفرعة عن حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي.
وشدد على أن كافة الدلائل تشير إلى تنفيذ عناصر قوات حماية الشعب الهجوم، رغم نفي ذلك من قبل “قوات سوريا الديمقراطية” المرتبطة بحزب الاتحاد الديمقراطي، على حد تعبيره.
إجراءات أمنية
وقبل أردوغان بساعات، أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو تعزيز الإجراءات الأمنية في البلاد، في أعقاب تفجير أنقرة الذي وقع الأربعاء الماضي وأسفر عن 28 قتيلا وعشرات المصابين.
وقال أوغلو في مؤتمر صحفي عقده في أنقرة مع عدد من أعضاء حكومته السبت، إن الإجراءات الأمنية الجديدة تشمل نشر مزيد من القوات والمعدات، خصوصا في العاصمة أنقرة.
وطالب رئيس الوزراء الشعب التركي بالوقوف صفا واحدا ضد ما وصفها بالموجة الإرهابية التي تواجهها بلاده، وأضاف أنه سيتم إبلاغ كل مؤسسات الدولة بما جرى الاتفاق عليه من إجراءات أمنية جديدة.
ورفض تبني مجموعة كردية تفجير أنقرة، مشددا على أنه ارتكب بالتعاون بين حزب العمال الكردستاني والمقاتلين السوريين الأكراد في وحدات حماية الشعب الذين يقصف الجيش التركي مواقعهم منذ أسبوع.
وأضاف “لقد تبين بوضوح كبير أن هذا الاعتداء الإرهابي هو صنيعة حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية”.
وأوضح أوغلو أن 22 مشتبها بهم اعتقلوا في إطار التحقيق بشأن الاعتداء الذي وقع في قلب العاصمة التركية واستهدف آليات عسكرية.