شدد خبراء ومسؤولون في أزيد من 90 منظمة إنسانية إقليمية ودولية متخصصة في المجالات الإغاثية اجتمعت في العاصمة القطرية الدوحة لبحث الأزمة الإنسانية في اليمن على توفير وبصورة عاجلة ما لا يقل عن ملياري دولار لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان البلد على ضوء التطورات الميدانية الحاصلة.
ويشارك في المؤتمر 150 خبيرا ومتخصصا في المجال في جلسات عمل بدأت أمس وتستمر ثلاثة أيام تحت عنوان الأزمة الإنسانية في اليمن تحديات وآفاق الاستجابة.
ونظمت المؤتمر الذي يسعى إلى توحيد رؤى الشركاء الفاعلين في الميدان جمعية قطر الخيرية بالتعاون مع منظمات أخرى.
وركزت جلسات وورش العمل على تقييم الوضع الإنساني في اليمن وقام المشاركون بتحديد الاحتياجات في قطاعات إنسانية متعددة كالتعليم والصحة والمياه والإصحاح وسبل العيش والتمكين الاقتصادي والمأوى والغذاء والحماية ويؤسس المؤتمر لأول مرة لقاعدة بيانات واضحة وعملية إغاثية في اليمن تقوم على أسس علمية ميدانية.
ودعا عبد الرقيب فتح وزير الإدارة المحلية اليمنية رئيس اللجنة العليا للإغاثة المانحين من دول ومنظمات إلى وضع خطة متكاملة على المديين المتوسط والطويل لإغاثة شعبه وإعادة تأهيل المرافق الخدمية.
وأضاف متحدثا للصحافيين «نحن نعول بصورة رئيسية على توفير إغاثة عاجلة تركز بصورة أساسية على الإنسان وتهتم بإعادة الخدمات مثل المياه والكهرباء والصحة وإعادة تأهيل البنية التحتية التي دمرتها الحرب». وأشار المسؤول اليمني إلى أن التقديرات الأولية لاحتياجات اليمنيين تقدر بأزيد من ملياري دولار. ونبه إلى أن هذه أرقام تقوم على التقديرات فقط وقد تكون كافية لإعادة الحياة وليس لتأسيس حياة طبيعية لأن الحرب مستمرة وأثارها مدمرة .
من جانبه شدد محمد علي الغامدي المدير التنفيذي للتنمية الدولية في قطر الخيرية والمنسق للمؤتمر في تصريح صحافي إن الجمعية تسعى من خلال تنظيم هذا المؤتمر للخروج بمبادرة عالمية لوضع خطة استجابة إنسانية مشتركة، تجمع بين الاحتياجات العاجلة، ومرحلة الانعاش المبكر، بحيث يتبناها جميع المشاركين». وأشار إلى الدراسة المسحية الشاملة المتعددة القطاعات التي أعدتها قطر الخيرية لتقييم الأضرار الناجمة عن الأزمة اليمينة، بالتعاون مع فريق من الكفاءات اليمينة وفق منهجية علمية، والمتاحة حاليا في المؤتمر.
وأوضح أن الدراسة تسمح لقطر الخيرية ولشركائها وكل الفاعلين الإنسانيين من أجل معرفة حجم الأضرار والأولويات التي يجب الاهتمام بها لتلبية الاحتياجات للمتضررين في اليمن في كل قطاع من القطاعات التي سيتم مناقشتها في الورش التقنية. وتعتبر الأزمة اليمنية واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم بالنظر لعدد المتضررين الذين تجاوزت نسبتهم 80 في المائة من عدد سكان اليمن الذين يصل عددهم إلى حوالي 26 مليون نسمة.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فإنه بسبب الأزمة الإنسانية الحالية في اليمن فقد تجاوزت نسبة من يعيشون تحت عتبة الفقر 60 في المائة أي بزيادة بلغت 35 في المائة مقارنة بما كان عليه الوضع قبل الأزمة.
وتشهد القطاعات الخدمية في اليمن انهيارا حادا وخاصة الصحة والتعليم والمياه كما تشير إلى ذلك الأرقام والإحصاءات التقديرية للمنظمات والوكالات الإنسانية. وقدرت دراسة مسحية نفذتها جمعية قطر الخيرية أن عدد المشاريع التي تضررت في مجال المياه والصرف الصحي بلغ (735 مشروعا) أي ما نسبته حوالي (17 في المائة) من إجمالي عدد المشاريع في المناطق المستهدفة.. فيما وصل عدد الأسر التي تضررت بسبب الأحداث في قطاع المياه والصرف الصحي 656.747 أسرة .
90 منظمة وشبكة دولية تحتشد في الدوحة لدعم اليمنيين وتدعو لتوفير ملياري دولار لدعم المنكوبين
No more posts
No more posts