ما يجهله أغلب اليمنين أنه خلال ثورة 26 سبتمبر أقدمت اسرائيل على تسليح القوات الموالية للإمام البدر او ما يعرف بالقوات الملكية، بعدة شحنات من الأسلحة عبر إنزال جوي حيث كانت الطائرات الإسرائيلية تتزود بالوقود في جيبوتي، وتسقط السلاح في السواحل اليمنية للملكيين بهدف ضرب الجيش المصري الذي كان مشاركاً في الحرب في اليمن بشكل مباشر، كما قال الصحفي المصري محمد حسنين هيكل المقرب جداً من الرئيس المصري عبدالناصر .
نجحت إسرائيل في ضرب الجيش المصري في مقتل عبر دعم الملكيين الذي أدوا الدور المطلوب منهم كما يجب سعياً منهم للعودة إلى الحكم، فقدمت لهم شحنات ضخمة من السلاح عبر الطائرات الإسرائيلية وأرسلت لهم مئات المرتزقة الأوربيين الذين قاتلوا في صفوف الملكية ضد الثوار والجيش المصري، وتكبدت مصر خسائر فادحة في اليمن لتنجح إسرائيل بخطتها وتحقق إنتصار كبير على الجيش المصري 1967 عام النكسة بسبب إنشغاله بحرب اليمن والخسائر التي تكبدتها هناك .
بعد النكسة وإنسحاب الجيش المصري يبدو أن الدعم الإسرائيلي للملكيين توقف، كما أنسحب الكثير من المرتزقة وعادوا إلى بلادنهم في أوربا، ويبدو أن توقف ذلك الدعم كان عامل حسم مهم في هزيمة الملكيين على يد ثوار 26 سبتمبر فمهمة ضرب الجيش المصري على يد الإماميين تمت بنجاح .
الدعم الذي تلقته القوات الملكية من اسرائيل كان لهدف خدمة اسرائيل وليس من أجل سواد عيون الملكيين والإمام البدر، واليوم التاريخ يعيد نفسه فعلى ذات السواحل اليمنية في ميدي وجد السلاح الإسرائيلي بيد الحوثيين لكن هذه المرة لضرب دول عربية آخرى وجيوش عربية آخر فقد نجحت إسرائيل عبر الحوثيين في تفتيت الجيش اليمني، كما أنها اليوم تستهدف الجيش السعودي، فإسرائيل لا تريد أي جيش عربي في المنطقة، كما أنها لا تريد لتجربة أول تحالف عسكري عربي أن ينجح مهما كان الثمن، ولا تغرنكم شعارات الموت لإسرائيل فالتركيز على هذه الشعارات احياناً يكون بهدف تظليل الخصم وإرباكه وإظهار العداء وتضليل البسطاء عن الدعم الإسرائيلي للحركة الحوثية، فعلى سبيل المثال كان الإمام أحمد يعلن العداء لإسرائيل، لكن عمليات بساط الريح لنقل اليهود اليمنيين كانت تتم على قدم وساق لدعمها بـ 50 الف يهودي يمني، وحقيقة ما حدث أنهم هاجروا من أجل المساهمة في بناء دولة اسرائيل الوليدة ومساندتها في قتال العرب والمسلمين، وتمت العملية بسرية تامة ولم يعلن عنها الا بعد الإنتهاء منها بـ 4 أشهر .
سلاح الجو الإسرائيلي بعد مرور ما يقرب من 40 سنة أعترف بقيامه بتسليح الملكيين للتصدي للجيش المصري، وأنه قام بعملية أطلق عليها أسم “صلصة” لدعم الملكيين في اليمن، والتاريخ لا يعيد نفسه، لكنه يتشابه إلى حد دقيق، وسيأتي اليوم الذي تعترف به إسرائيل بدعم الحوثيين بمختلف أنواع الدعم المباشر بالسلاح والمال والغير مباشر بأشكال مختلفة .
يكفي فقط أن تعرفوا أن إعلام منظمة اوكسفام البريطانية التي تعمل بشكل حثيث للتصدي للسعودية والتحالف العربي إعلامياً ونشر تقارير مغلوطة يدار من تل أبيب، وقد نشرت عدد من وسائل الإعلام اليمنية ذلك وحددت أسم المشرفة الإسرائيلية على إعلام منظمة اوكسفام المتعلق باليمن من مكتبها في تل أبيب.
تفاصيل الدعم الإسرائيلي للحوثيين كثيرة وعبر وسائل شتى منها المنظمات المشبوهة وهو ما سيكشفه التاريخ، وسيؤكد التاريخ ان اسرائيل وايران نجحتا في تفتيت دولة عربية وجرها إلى صراع مسلح منذ العام 2004 واستغلال الإماميين أو الملكيين الجدد لزعزعة أمن واستقرار المنطقة برمتها، وادخالها في دوامة الحروب لخدمة الأهداف الإسرائيلة في تفتيت الدول العربية، وأستغلت ايران ذلك في محاولة التوسع على حساب الدول العربية وتطويق المملكة العربية السعودية .
قد يستغرب الكثيرون لماذا هذه المعلومات المهمة ظلت تخفى على المواطن والطالب اليمني منذ سنوات طويلة ولم يتم تداولها بشكل واسع لإدانة الملكيين واثبات خيانتهم للأمة العربية، والسبب كما قال الرئيس هادي في مقابلته مع عكاظ أن الدولة العميقة مازلت منذ أيام الإمام وهو ما تكشفت عنه سابق الأيام بالفعل، فالدولة العميقة منعت من تداول هذه المعلومات الخطيرة للغاية التي تثبت خيانة الإماميين للوطن والأمة العربية والإسلامية أجمع.
علاقة الإماميين بإسرائيل علاقة حميمة ومن استلم والده السلاح من اسرائيل بالأمس لن يتورع هو عن إستلام السلاح والمال منها اليوم .