صنعاء تتأهب لانتفاضة وشيكة وترقب لمعركة التحرير

- ‎فيأخبار اليمن

تتأهب العاصمة اليمنية صنعاء لانتفاضة مؤجلة تختزل حالة من الاحتقان والسخط الشعبي على انتهاكات الحوثيين وتماديهم في عسكرة مظاهر الحياة العامة، واقتراف جرائم فساد غير مسبوقة، في وقت رفضت فيه القبائل المحيطة بصنعاء دعوة المتمردين الحوثيين إلى ما أسموه «النفير العام»، في حين طلب التحالف العربي من السفن والناقلات الراسية في ميناء الحديدة سرعة المغادرة لدخول السفن المنتظرة.
واستنفذ الحوثيون خلال ما يزيد على عام كل حيلهم ومحاولاتهم لاستمالة الشارع العام بصنعاء، لتصطدم شعاراتهم الصاخبة ودعواتهم المتكررة لحشد الدعم الشعبي لمواجهة ما أسموه «العدوان»، والإسهام في رفد المجهود الحربي بالتبرعات المالية بحالة من الحياد القسري وعدم الاكتراث الذي اتسم به موقف رجل الشارع العادي حيال مساعيهم لاستقطاب الدعم.
واعتبر الناشط الاجتماعي عز الدين حسين الكسار في تصريح ل«الخليج»، أن الحوثيين فقدوا القدرة على تقديم أنفسهم كبديل للحكومة، أو حتى كسلطة أمر واقع جرّاء ارتكابهم جرائم فساد غير مسبوقة استهدفت في مجملها نهب المال العام والعبث بالموارد المحدودة للخزانة العامة للدولة. وأشار إلى أن معظم الشارع العام بصنعاء يتطلع إلى الخلاص من الحوثيين.
وقابل الشارع العام بصنعاء وصول قوات الجيش الوطني إلى «نهم» التي تعد البوابة الشرقية للعاصمة بالكثير من الارتياح الذي عززه الاستشعار العام بقرب الخلاص من الانقلابيين الذين حولوا حياة البسطاء في البلاد إلى جحيم. وأكدت الناشطة الحقوقية ابتسام عبد الكريم المقطري في تصريح ل«الخليج»، أن الحوثيين قدموا نموذجاً قاتماً للميليشيا التي تمتهن العنف ولا تمتلك أي مشروع سياسي، واعتبرت أن فشلهم في إدارة المحافظات التي سيطروا عليها نتاجاً طبيعياً لافتقادهم للحد الأدنى من مقومات الجماعة المنظمة، حيث إنهم لا يزيدون عن عصابة لا تجيد سوى التعامل بلغة القوة والعنف.
ولفتت إلى أن تحول الحوثيين إلى أداة إيرانية لزعزعة استقرار اليمن ودول الجوار.
وتعود أسباب تصعيد أجواء الغضب الشعبي، إلى استفحال مظاهر الفساد التي وصلت إلى حدود غير معهودة من قبيل تحول العديد من شوارع العاصمة إلى أسواق سوداء لبيع المشتقات النفطية بأسعار مضاعفة، وتورط قيادات حوثية بشكل مباشر في جرائم فساد فادحة.
في غضون ذلك، ذكرت أنباء صنعاء أن القبائل المحيطة بالعاصمة، رفضت دعوة وجهتها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح تحت مسمى «النفير العام». وقالت مصادر: «إن شيوخ القبائل اتهموا ميليشيات الحوثي بخوض حرب خاسرة والخيانة وجر البلاد إلى حرب مدمرة». وأضافت أن القبائل رفضت استقبال ممثلين عن الميليشيات في مناطقها أو المشاركة في القتال إلى جانبها.
وتتصاعد حدة الاحتجاجات في صنعاء، مع اقتراب الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وسط توقعات بقرب تحريرها.
من جانب آخر، طلبت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن من السفن والناقلات الراسية في غاطس ميناء الحديدة غرب اليمن سرعة مغادرة الميناء فوراً لفتح المجال للسفن العديدة المنتظرة دخول الميناء.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن القيادة في بيانها أن جميع السفن، خاصة سفن الإغاثة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، التي تحمل تراخيص وتصاريح عبور، سيسمح لها بالعبور وتسهيل مهامها.