يكثف نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق الركن علي محسن الأحمر، لقاءاته بمشايخ القبائل في محافظة صنعاء (ريف العاصمة)، وتحديدا أبناء القبائل والمناطق المحيطة بالعاصمة من مختلف الاتجاهات، في الوقت الذي كشفت فيه مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» عن قيام المخلوع علي عبد الله صالح بتوزيع أموال وسيارات وأسلحة وذخائر لعدد من المشايخ في مناطق الطوق للعاصمة صنعاء، خلال الأيام القليلة الماضية.
وقالت مصادر يمنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن لقاءات الفريق الأحمر، شملت أيضا، قيادات المقاومة الشعبية في تلك المناطق وبحثت التطورات والتحضيرات الجارية لعملية تحرير العاصمة من قبضة الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح.
وأشارت المصادر إلى أن فحوى تحركات الأحمر ولقاءاته واتصالاته تصب باتجاه دعم المقاومة الشعبية والجيش الوطني في عملياتهما، التي تجري في شرق صنعاء، والجبهات التي يجري الاستعداد لفتحها في الاتجاهات الأخرى، حيث تؤكد القيادات السياسية والعسكرية في صنعاء أنها تسعى إلى تحرير العاصمة بأقل الخسائر، وتجنيب المدينة التاريخية وسكانها ويلات الحرب.
ومن اللقاءات المعلنة للأحمر، لقاء جمعه برئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في محافظة صنعاء، الشيخ منصور الحنق، وبحسب مكتب الأخير، فقد جرى مناقشة «خطط استكمال تحرير مديريات محافظة صنعاء وأمانة العاصمة واعتماد آليات تضمن تنفيذ خطة التحرير بأقل الخسائر والتكاليف».
ونقل عن الحنق قوله إن «اللقاء تطرق إلى عملية التواصل مع الشخصيات الاجتماعية والعسكرية في محافظة صنعاء وأمانة العاصمة لتسهيل تحريرهما والحفاظ على سلامة المواطنين وممتلكاتهم والمصالح العامة»، إضافة إلى بحث «احتياجات المقاومة الشعبية والجيش الوطني وفي مقدمتها صرف مرتبات المقاتلين في جبهات المعركة وضم وحدات المقاومة إلى صفوف الجيش الوطني».
وقال مصدر قبلي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن الاتصالات واللقاءات التي يجريها الفريق الأحمر مع القبائل والشخصيات الاجتماعية في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، تلقى استجابة كبيرة، لكنه أشار إلى أن جوانب كثيرة مما يدور في تلك الاتصالات ما زالت غير معلنة وغير معلومة.
واعتبر المصدر أن علي محسن الأحمر «من أهم رجالات قبائل اليمن، فهو الجنرال الشيخ والأكاديمي العميق بكل ما تعنيه الكلمة»، مؤكدا أن «ارتباطه بالقبائل كان وما زال أهم أولوية وأقوى نقاط قوته»، وأن «ارتباطه بالجميع وخاصة القبائل مبني على مواقف صادقة ووعود حقيقية ووفاء دائم ولذلك تجد أن القبائل إذا اتفقت مع محسن على شيء تطمئن له ويتحقق في موعده بعكس علي عبد الله صالح المعروف بالكذب والخيانة والغدر حسب تعبير المصدر.
ووفقا لمراقبين، فقد أحدثت تحركات الفريق الركن علي محسن الأحمر، بعد تعيينه نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، في أوساط القبائل وقوات الجيش الوطني، تأثيرا إيجابيا لمصلحة قوات الشرعية. ويؤكد الشيخ صالح عبد الله بن طعيمان، أحد مشايخ مأرب لـ«الشرق الأوسط» أن الأحمر «قادر على استقطاب رموز القبائل ومشايخها وسيلقى تجاوبا، خصوصا أن بعض القبائل لديها امتعاض كبير من سيطرت الحوثيين وإذلالهم وتصرفاتهم نحوهم»، مشيرا إلى أن «الأحمر لديه علاقات جيدة مع البعض ولديه خبرة كبيرة ومعرفة بالرموز والمشايخ المؤثرين في تلك المناطق (صنعاء) وسيجد تجاوبا كبيرا من أهالي صنعاء وما حولها الذين ضيقت عليهم الميليشيات تحركاتهم خنقت حياتهم».
كما أشار بن طعيمان إلى عدم الاستهانة بتحركات المخلوع والأسلحة والأموال والسيارات التي قام بضخها، الأيام الماضية، إلى بعض مشايخ القبائل في مناطق الطوق حول صنعاء، عبر مبعوثه عارف الزوكا، القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي فشلت زيارته ولقاءاته بالكثير من مشايخ القبائل، من الصفين الأول والثاني، في الحصول على تأييد من تلك القبائل بالوقوف إلى جانبه مع اقتراب قوات الشرعية من العاصمة صنعاء.
ومنذ اقتربت قوات الشرعية من صنعاء وسيطرتها على فرضة نهم وبدء تحركاتها على الاتجاهات الأخرى، وعقب تعيين الأحمر، تسود حالة من الارتباك في الحوثيين وحليفهم المخلوع علي صالح في صنعاء، فإلى جانب التحركات الأمنية والعسكرية والتضييق على السكان وملاحقة واعتقال النشطاء المتواصلة والتجسس على كل من يعتقد أنهم مؤيدون للشرعية، فإن علاقة الميليشيات بالقبائل، وهي أبرز مكون اجتماعي في صنعاء، (العاصمة والمحافظة)، تشهد حالة من عدم الثقة.
وبحسب المراقبين، فإن ذلك يتجلى في عدم وجود شخصيات ذات ثقل قبلي واجتماعي تؤيد المتمردين والمخلوع، إلى جانب الإجراءات المتواصلة للميليشيات في تغيير كافة الكفاءات في جهاز الدولة المالي والإداري، والتضييق على الضباط في أجهزة الأمن والشرطة والجيش المتواجدين في صنعاء.
على الصعيد الميداني، أفشلت المقاومة الشعبية في فرضة نهم بمديرية نهم في شرق العاصمة صنعاء، محاولة للميليشيات الحوثية لتفجير عدد من محطات التقوية التابعة لشركات الاتصالات في تبة جبلية تسمى «تبة المحولات».
وقال مصدر ميداني في المقاومة لـ«الشرق الأوسط» إن التبة مجاورة لفرضة نهم وإن المسلحين الستة، الذين تسللوا، قتلوا على يد عناصر المقاومة، في حين تستمر الاشتباكات في نهم، أشار المصدر إلى تكثيف قوات الجيش الوطني والمقاومة قصفها المدفعي على مواقع الميليشيات في نقيل بين غيلان والمناطق المجاورة له، كمنطقة محلي، التي شوهد العشرات من عناصر الميليشيات يفرون منها، أمس، إلى المناطق المجاورة على وقع ضربات المدفعية وجراء الاشتباكات والغارات الجوية المكثفة لطيران التحالف على مواقع الميليشيات.