إن نزعة معاداة العرب في إيران تظهر بين الحين والآخر في أشكال مختلفة، فتارة نسمع شاعرا فارسيا ينشد قصيدة عنصرية تقطّر كره العرب، وتارة أخرى يوزع مطرب أغنية “راب” تحت عنوان “اقتل عربيا”، وطبيب عيون يعتذر عن قبول المرضى العرب، وينشر أحدهم لعبة إلكترونية تحت عنوان “اضرب واشتم العربي”، وأخيراً بدأت المحلات التجارية تركب موجة معاداة العرب بشكل عام، والمملكة العربية السعودية بشكل خاص.
ونشر موقع “ميدان” الإيراني المعادي للعنصرية مؤخرا صورة أرسلها أحد القراء من سكان مدينة شيراز عاصمة إقليم فارس جنوبي إيران، تعود الصورة لإعلان وضع على الواجهة الزجاجية لمحل مختص بتجارة الملابس يؤكد منع دخول السعوديين العرب إلى محله.
ملصق عنصري يمنع دخول العرب السعوديين إلى المتاجر
الإعلان هو عبارة عن ملصق كتب تحته “يمنع دخول العرب السعوديين إلى هذا المحل”، حيث يبدأ الإعلان بشعر منسوب إلى الشاعر الفارسي أبو القاسم فردوسي (935–1020 ميلادية) صاحب كتاب “الشاهنامة” ترجمته: “بعد أن كان العرب يشربون حليب النوق ويأكلون الضب… بلغ بهم الأمر مبلغا أن يطمحوا في التاج الملكي، فتباً للأيام وسحقاً”، وهنا الشاعر يتحدث على لسان القائد الساساني رستم فرخزاد الذي حاول أن يصد الفتح العربي الإسلامي لإيران.
ويأتي الإعلان على شاكلة ملصق كتب تحته “يمنع دخول العرب السعوديين إلى هذا المحل، ويتوسط الملصق على اليمين صورة للملك الأخميني “قوروش”( 529 – 560 قبل الميلاد)، وخلفه خارطة كتب عليهاPersian Gulf” ” أي “الخليج الفارسي”، وإلى اليسار صورة عربي وبجانبه ناقة ويحمل مضرب غولف كتب خلفه Arabian Golf”” أي لعبة “الغولف العربية” بدلاً من ArabianGulf” ” أي الخليج العربي وهذا الملصق منتشر بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي المعادية للعرب.
وقال الدكتور كريم عبديان بني سعيد رئيس “منظمة حقوق الإنسان الأهوازية” لـ”العربية.نت:” إن معاداة العرب ليست ظاهرة جديدة، فمنذ تأسيس الدولة الإيرانية الحديثة في عام 1926، شكلت معاداة العرب الأساس في رسم صورة الآخر وتم بناء الوطنية الإيرانية، أو بالأحرى القومية الفارسية من خلال جعل العربي النقيض لهذا البناء ونحن العرب في الداخل ندفع الثمن قبل العرب في العالم العربي”.
وتابع القول: “نرى اليوم أن الخلافات بين المملكة العربية السعودية وإيران بلغت ذروتها، والرياض تتهم طهران بالتدخل في شؤون العالم العربي، وتعريض أمنه القومي للخطر، وللدفاع عن هذا الأمن اتخذت السعودية خطوات عملية تمثلت في قرار إطلاق عمليات عاصفة الحزم، وبهذا أصبحت دول الخليج وشقيقتها الكبرى السعودية تشكل الرادع الحقيقي أمام إيران في كل من سوريا والعراق ولبنان واليمن، لذا من الطبيعي أن نرى ترويج معاداة العرب، خاصة معاداة المملكة العربية السعودية، حيث الماكنة الإعلامية للنظام الإيراني تعمل ليل نهار لرسم صورة مشوهة للمملكة في عيون سكان إيران”.
هذا وعلق موقع “ميدان” على الملصق بالاستناد إلى الخلافات بين السعودية وإيران وتنامي العنصرية المعادية للعرب فكتب: “سبق أن شاهدنا علامات لسلوكيات عنصرية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن هذه السلوكيات لم يرد عليها من قبل وسائل الإعلام الرئيسية بشكل جاد، لذا نرى أن العنصرية بدأت تزحف بصورة تثير القلق نحو حدود الحقل السياسي في إيران”.
وأشار الموقع إلى قطع العلاقات بين الرياض وطهران على خلفية الهجوم على السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، منوها بأن “علامات العنصرية المعادية للعرب تزداد في إيران التي تضم مواطنين عرباً على أراضيها”، في إشارة للعرب السكان الأصليين للأقاليم الجنوبية على الضفة الشرقية من الخليج العربي.