منح رد شركة آبل الأخير على مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في ما يتعلق بقضية فك تشفير هاتف آيفون لأحد منفذي عملية سان برناردينو، فرصة للشركة الأميركية لتلقن المحققين درسا بشأن عدد من مسائل سوء الفهم والأخطاء بالاقتباس التي ارتبطت بعدد من القوانين والقضايا التي استشهدوا بها في عرضهم الخاص الأسبوع الماضي.
وحسب آبل فإن الكثير من الحالات التي استخدمتها الحكومة لدعم حجتها بأنه يمكن استخدام قانون “آول ريتس آكت” (All Writs Act) لإجبار آبل على مساعدتها في اختراق آيفون ليس لها علاقة فعليا بهذا القانون، أو التشفير، أو أي شيء على صلة بالقضية الحالية.
ولم تتوقف آبل عند هذا الحد، بل كشفت عن عدد من الأخطاء الفنية التي ارتكبها خبراء الحكومة في موجزهم أمام المحكمة الأسبوع الماضي، ومن بينها تأكيد خبير الإف بي آي، كريستوفر بلوهار أن المتهم سيد رضوان فاروق، اختار تعطيل الحفظ الاحتياطي على خدمة “آيكلاود” لتطبيقات البريد والصور والملاحظات في هاتفه.
لكن مدير خصوصية المستخدم لدى آبل، إيرك نيونسشواندر، كتب يقول إن بلوهار بحاجة إلى مزيد من التدريب، وذلك لأن ما ذهب إليه “خاطئ لأنه غير ممكن”، وأضاف “من المرجح أن بلوهار كان ينظر إلى شاشة أخرى على الجهاز وليس إلى شاشة الإعدادات التي تحكم الحفظ الاحتياطي على آيكلاود.
وأوضح نيونسشواندر أنه ليس بإمكان مستخدمي آيفون تفعيل الحفظ الاحتياطي لتطبيقات بعينها وتعطيله على تطبيقات أخرى باستثناء الصور، لكن بمجرد تفعيل خدمة التخزين الاحتياطي فإن كل تطبيقات آبل بما فيها جهات الاتصال وأحداث الرزنامة والملاحظات وسجل المكالمات ورسائل البريد والرسائل النصية، وإعدادات الجهاز وغيرها، ستخزن في الحفظ الاحتياطي.
كما أشار نيونسشواندر إلى خطأ آخر ارتكبه بلوهار عندما قال إنه حتى لو حفظ آيفون بيانات مستخدمه احتياطيا على حسابه على آيكلاود، فإن الإف بي آي ستظل بحاجة إلى مساعدة آبل للوصول إلى الهاتف لاسترجاع البيانات الأخرى التي لم تحفظ احتياطيا على آيكلاود، وحدد نقرات المفاتيح التي تظل في الذاكرة المؤقتة للهاتف (الكاش).
لكن نيونسشواندر رد على ذلك بأن ذاكرة الكاش للوحة المفاتيح في الإصدار 9 من نظام التشغيل آي أو إس لا تتضمن حفظ نقرات المستخدم على لوحة المفاتيح، أو ما يشبه ذلك.
ولخصت آبل تقييمها لفهم الحكومة الخاطئ للمسائل القانونية والفنية في القضية باقتباس في نهاية موجزها أمس يقول “إن أكبر الأخطار التي تهدد الحرية تكمن في الفطرة الخبيثة للرجال المتحمسين، الذين يملكون النية الجيدة لكن دون فهم”.