الاستغلال الاقتصادي..الوجه الآخر لاستفادة الغرب من الإرهاب

- ‎فيعربي ودولي

قال الباحث، عبد الرزاق بلحاج مسعود، نحتاج قدرا كبيرا من الجنون لنصدق أن الذين يحملون شعار مقاومة الإرهاب يقاومونه فعلا ولا يصنعونه. بما يغذّي دورة “إنتاج” الدمار التي انتهت إليها رأسمالية مجرّدة من الإنسانية والعقلانية، تتغذى على النفط وإنتاج الأسلحة، وتحارب العالم العربي.

ويعتقد الباحث في مقاله، من بن قردان إلى بروكسال : الإقتصاد السياسي للـ”إرهاب”؟، المنشور في مركز الدراسات الاستراتيجية والديبلوماسية، أن الرأسمالية هى التى تصنع الإرهاب وتصنع ظروف نشأته وشروط استمراره وحجم تمدده ومواقيت فعله، ويحملون صورته وصوته للعالم عبر شبكات التواصل الافتراضي، لذلك لا يضرب الإرهاب “الأعمى” دورة تصنيع وتطوير وتجارة الأسلحة التي تصل إلى كل بؤر النشاط الإجرامي لهذه الجماعات.

وأضاف أن “عمى” الإرهاب لا يصل منشآت النفط في العراق وسوريا وليبيا إلا بالقدر الذي لا يهدد تدفق حاجيات الاستعمار من الطاقة ليستمر في إنتاج وسائل التدمير الموجه لجغرافيا حضارية معينة.

واعتبر مسعود، أن الغرب واجه أزمة بعد نجاح ثورات الربيع العربي في إزاحة أنظمة حكم تصادر الحرية وتحتكر الثروة وعميلة للخارج تؤمّن له دور الوسيط الدائم، لذا كان على دوائر القرار الاستعماري تجديد آليات تدخله للحفاظ على توازنات دولية معقدة، فاستغل الإرهاب لتحقيق ذلك.

وأوضح أن مكاسب الإرهاب تصب مباشرة في رصيد مراكز النهب الرأسمالي المعولم، وشركات التصنيع العسكري المرتبطة مباشرة بمراكز القرار السياسي الغربي وبشبكة المال المعولم بنكيا وافتراضيا. لافتا إلى أنه من السهل جدا التعرّف على القاتل المباشر الذي يكبّر ويطيل لحيته ويرفع المصحف للتعريف بهويته وهو يذبح ويفجر، ولكن من المستحيل تحديد هوية الذي يوفر له السلاح المتطور والقنبلة العصية عن الكشف في أبواب المطارات والموانئ المراقبة الكترونيا ، ومن يحول له المال في كل بنوك العالم ، ومن ينجز له الفيديوات المصورة بالتقنيات الحديثة والمنقولة في كل محطات التواصل الافتراضي المراقب من طرف مهندسي المعلوماتية الاتصالية الحديثة.