حمل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حزب العمال الكردستاني مسؤولية الهجوم على ديار بكر، الخميس، داعيا الدول الغربية لتصنيف معاداة الإسلام كجريمة إنسانية أسوة بمعاداة السامية
وقال أردوغان خلال كلمة ألقاها بمعهد بروكنجز البحثي بواشنطن، الخميس، إن تنظيم الدولة نفذ عمليات إرهابية في تركيا بالتنسيق مع تنظيم “بي كا كا”، وتابع: “إن تنظيم بي كا كا والاتحاد الديمقراطي شريكان، ونحن نعتبر أنهما تنظيمات إرهابية”، وأضاف: “لا يبرر قتال تنظيم الاتحاد الديمقراطي الإرهابي لتنظيم داعش دعمه، فجبهة النصرة أيضا تقاتل داعش فهل هي تنظيم إرهابي جيد”.
وأشار إلى أن الهجوم على ديار بكر، والذي أسفر عن مقتل سبعة من ضباط الشرطة الأتراك وأزيد من عشرين مصابا، قام به أعضاء من حزب العمال الكردستاني، وقال: “آمل أن تشكل تلك الهجمات وسيلة كي يرى العالم وفي مقدمته الدول الأوروبية الوجه الحقيقي لتنظيم بي كا كا الإرهابي”.
ودعا الرئيس التركي الدول الغربية لتصنيف معادة الإسلام كجريمة إنسانية أسوة بمعاداة السامية، وكـ”جريمة يعاقب عليها”، وتابع: “الإرهاب لا يمكن ربطه بالدين”، مشددا على رفضه ربط الإرهاب بالإسلام وقال: “هذا مرفوض تماما”. كما دعا “كافة دول العالم لأن تتشارك وتتعاون لحل مشكلة الإرهاب”.
ويأتي هذا التصريح بعد تصريحات مرشحي الحزب الجمهوري للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، وتيد كروز على خلفيات الأحداث الإرهابية التي وقعت مؤخرا في بلجيكا وغيرها من الجرائم التي تبناها تنظيم القاعدة في العالم.
واتهم أردوغان الدول الغربية برعاية المنظمات التي تصنفها تركيا بـ”الإرهابية” وقال: “عناصر تنظيم بي كا كا الإرهابي يتجولون بحرية في بلجيكا ويقومون بجمع أموالهم هناك ويأخذون أسلحتهم من الدول الغربية”، وأضاف: “أقول للدول الغربية أين هي الحرية عندما تسمحون لقتلة بالتجول في بلدانكم بكل حرية؟”.
وطالب برفع الحصار عن قطاع غزة المستمر منذ سنوات والذي يسبب معاناة متفاقمة للفلسطينيين، مشيرا إلى سعي الحكومة التركية لتوفير مياه صالحة للاستخدام عبر تقنية مياه البحر في غزة، وإيصال مولدات كهربائية للقطاع، مشيرا إلى أن علاقة أنقرة بتل أبيب في الفترة المقبلة “ستتقدم لحل كافة المشاكل ونطالب برفع الحصار عن قطاع غزة”.
وانتقد الرئيس التركي السياسة الخارجية الروسية، وقال إن “روسيا تتبع سياسات خاطئة تجاهنا ولا نفهم ردود الأفعال الروسية غير المتوازنة بعد إسقاط الطائرة الروسية”، وتابع: “على روسيا أن تعيد تقييم علاقتها معنا في ضوء حقيقة سيادة تركيا على أراضيها”.
وقال إن أطرافا “تدفع الأقليات للقتال مع تنظيم بي كا كا الإرهابي بادعاء مواجهة تنظيم داعش الإرهابي”، متهما حزب العمال الكردستاني بتجاهله لقتال تنظيم الدولة “بل يقاتلنا نحن، ويستهدف المدنيين”.
وحذر من توسع رقعة التنظيمات الإرهابية (داعش، وتنظيم بي كاكا، ووحدات حماية الشعب، وحزب الاتحاد الديمقراطي) وقال إنها ستوقع الضرر بالجميع.
وأكد أنه لا يمكن التفكير بإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط دون وجود حل للأزمة العراقية.
وفيما يخص أزمة اللاجئين السوريين، قال أردوغان إن “المشكلة الأساسية فيما يتعلق بأزمة اللاجئين هي نظام بشار الأسد الذي قتل نحو نصف مليون إنسان وشرد الملايين من شعبه”.
واستنكر تعامل الدول الغربية مع اللاجئين على أساس أمني، وقال: “لا نميز بين اللاجئين على أساس العرق أو الدين، ونستضيفهم في بيوتنا بينما تتعامل معهم بعض الدول الغربية بشكل أمني”، وأضاف: “نحن نستقبل اللاجئين في بلدنا بكل رحابة صدر، وبالمقابل هناك دول تقوم بإغراق قواربهم”.
وتابع: “لجأ إلى تركيا نصف اللاجئين السوريين في الخارج، ولجأ إلينا مئات آلاف اللاجئين العراقيين ولم نسأل أحدا لماذا أتيتم إلينا”، كاشفا عن أن “عدد الأطفال اللاجئين الذين ولدوا في تركيا يفوق عدد اللاجئين في كل أوروبا”.
وشدد أردوغان إلى عمل أنقرة لتحسين العلاقات مع واشنطن وقال: “اختلفنا مع أمريكا في عدة قضايا لكن علاقتنا مع أمريكا متواصلة ونعمل على تطويرها”.