“تعز المعضلة”

- ‎فيكتابات

ساند التحالف العربي تحرير مأرب وهو على بينة تامة أن قائد المقاومة هناك إصلاحي.

فعل ذات الأمر مع عدن حتى أنجز المهمة، وواصل في الجوف، وهو يعي تماماً أن الفصيل صاحب الكلمة الأولى في المقاومة هو الاصلاح، بعد تجريب أتباع مشائخ سلموا بقية المناطق لعفاش والحوثي، وقبضوا الأموال من الطرفين.

إستقبلت الإمارات، كبار قادة المقاومة في مأرب ومعظمهم إصلاحيون، ومر كل شيئ بلا ضغينة . أبوظبي التي تحضر كشماعة دائمة للتحالف برفضها للوجود الإصلاحي ” الإخواني ” بدت محتفية بقيادات إصلاح مأرب مع زعماء قبائل آخرين، وتستقبلهم بكرم .

لكن لماذا يحضر الإصلاح في تعز، كسبب لخذلان محافظة تذبح منذ عام ..؟

دعوا المقاومة جانباً وتساءلوا معي على هذا النحو: لماذا لم يتم تجهيز الألوية العسكرية في تعز بالعتاد اللازم كجيش وطني؟

هذه ألوية تتبع الجيش الوطني ، وأصدر الرئيس الشرعي التائه، قراراً بتشكيلها: اللواء 35 بقيادة العميد عدنان الحمادي، الرجل الذي يخوض المعارك بنفسه في الميدان، واللواء 22 ميكا بقيادة العميد صادق علي سرحان، الذي يتقدم أفراده في المعارك، واللواء 17 بقيادة العميد عبدالرحمن الشمساني الذي كان حاضرا بقوة فيرمعارك الضباب الأخيرة ..

هذه ألوية بأفراد، لا يمتلكون عتاداً غير الذي تمتلكه المقاومة..!

لا دبابات ولا مدافع ثقيلة ولا عربات مدرعة ولا ناقلات جند ولا ولا ..

لماذا جرى إستبعاد هذه التشكيلات العسكرية من أي عتاد شمل دعماً منقطع النظير من التحالف، للمقاومة والجيش الوطني في مأرب والجوف وشبوة وحتى صنعاء، المحور العسكري المجمد في نهم ؟

وُجهت اتهامات إماراتية، وأخرى محسوبة على التحالف، لحزب الإصلاح بصورة مباشرة، تقر له في جانب بأنه صاحب حضور حاسم، ومن جانب آخر، لا تريد التعامل معه كما يروج أو تخشى منه وتؤجل المعركة.!

ثمة إستغلال لذهنية متربصة ومهيأة للخصومة بفجور، بهدف إغراقنا في مشاحنات سياسية حمقاء، وفي الحقيقة هم لا يريدون سوى شيئاً واحداً : تبرير خذلان المحافظة، لأنهم لا يريدون أن يقولوا الحقيقة، التي تكبر خلف الكواليس.

هذه المحافظة تخدع وثمة من يضاعف وجعها بافتعال معارك، لا أصل لها ومختلقة.

ليذهب الإصلاح الى الجحيم، لكن من غير المنطقي ان يتم إستغفالنا بهذه الصورة .

من أسف، لا أحد يستيقظ وسط هذه المتاهة ليقول: لننس المقاومة،فلماذا لا يتم تسليم عتاد الألوية المذكورة، لكي يصبح تعامل التحالف والسلطة الشرعية أفضل أداءاً وأكثر ثقة، مع جيش رسمي، بعيداً عن الإصلاح فوبيا ؟

هذا سؤال مفتاحي لملامسة أول الضوء وتفكيك شيفرة ” تعز المعضلة”.