ثلاث سيناريوهات لمسار الحوار اليمني – اليمني في الكويت

- ‎فيكتابات

قال الباحث العربي ناصر ابو عون ان هناك (ثلاث سيناريوهات) يمكن للأطراف اليمنية المتحاورة السير في أَحَدِها أو صناعة خلطة سحرية من جميع المقترحات لأنهاء الأزمة السياسية، والاستبصار به في حلحلة التشابكات المعقدة داخل المشهد اليمني ويمكن الاستفادة منها جميعًا في ترسيخ قاعدة الحوار، والإسراع بالمفاوضات للوصل إلى نتائج إيجابية وملموسة.

واضاف ابو عون ان هذه السيناريوهات تتمثل في تطبيق المبادرة الخليجية او السعي الى اصدار وثيقة مصالحة وطنية  او العمل بالمبادرة العمانية التي قال الباحث انه كتب عنها سابقا.

السيناريو الأول:

وهو تحت عنوان “المبادرة الخليجية الثانية” بضمانة من مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ومجلس التعاون الخليجي. وهناك بارقة أمل في إنهاء الأزمة مع قيادة سلطنة عمان هذه المبادرة بسبب علاقاتها المتميزة مع سائر أطراف الأزمة والدول المعنيّة بحلحلة الخيوط المتشابكة، والتوصل إلى سلام دائم. حيث أعلن فارس السقاف – مستشار الرئيس اليمني- “أن المبادرة الخليجية ما زالت قائمة، وإن (توسَّعت وشملت جماعة الحوثيين والحراك الجنوبي)، وفقَ ما سمي بـ”اتفاق السلم والشراكة” الذي يعتبر امتدادا للمبادرة الخليجية الأولى)، ويبدو أنّ هذا السيناريو الأخير يلقى قبولا ودعمًا من أطراف عديدة منها الاتحاد الأوروبي حسبما أعلنت فيديريكا موغيريني، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي في اتصالها مع معالي يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، وبحثها “السبل التي يمكن اتخاذها للمضي قدما في حل الأزمة اليمنية”. ويعتمد هذا السيناريو على تقسيم اليمن إلى إقليمين في إطار دولة اتحادية فيديرالية: إقليم جنوبي، متمثل في الرقعة الجغرافية بالحدود الجيو – سياسية المعروفة بجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية قبل العام 1990، وإقليم شمالي، متمثل في الرقعة الجغرافية بالحدود الجيو – سياسية المعروفة بالجمهورية العربية اليمنية قبل 1990. ولكل إقليم حكومة محلية ومجلس شعب مكون من 150 عضوا، وتمارس الحكومة والمجلس عملهما في إطار الإقليم، بينما هناك حكومة عامة للدولة الاتحادية يتناصفها الإقليمين من حيث عدد الوزارات، وكذلك برلمان عام للدولة الاتحادية يتكون من 200 عضو يتناصفهما الإقليمين ومجلس رئاسي للدولة الاتحادية يتكون من 22 عضوا وأعضاء هيئة عليا عددهم 16 و12 مستشارا ورئيس مجلس (عبد ربه منصور هادي، مسمى مسبقا) و4 نواب بالتناصف بين الإقليمين. وأن يكون لكل إقليم (عَلَم)، حيث يكون علم إقليم الجنوب بعلم جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية (جنوب اليمن سابق)، والإقليم الشمالي بعلم الجمهورية العربية اليمنية (شمال اليمن سابقا) ويكون (العَلَم العام) هو علم الدولة الاتحادية المتمثل في علم دولة الوحدة «الجهورية اليمنية حاليا».

السيناريو الثاني:

أن تقرر جميع الأطراف السير على خطى حلحلة الأزمة السوريّة وإصدار وثيقة مصالحة ومفاوضات جادة تقدم فيها جميع الأطراف (تنازلات واقعيّة)، وهذا السيناريو حاضر بقوة وبدعم ورعاية أمميّة وأمريكية وفق تصريح وزير الخارجية الأمريكي أثناء لقائه بنظيره السعودي والذي أعرب في يوم السبت (12 مارس/ آذار) عن إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في اليمن على غرار الترتيبات التي طبقت في سوريا تمَّ تحديد موعده بالعاشر من إبريل. كما نقلت وكالة الأنباء السعودية الأحد 27 مارس تصريح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز “عن أمله بأن تثمر الجهود الدولية في حل الأزمة السورية وفق مقررات (جنيف 1) وأن يتم التوصل لحل الأزمة باليمن من خلال المشاورات اليمنية – اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216″.

السيناريو الثالث:

وهو من دهاليز الماضي القريب غير أنَّ الزمن لم يتجاوزه ويمكن الاتفاق على بعض بنوده وقد أوردناه في مقالة بعنوان “المبادرة العُمانية لحل الأزمة اليمنية.. الأهداف والمحاور والمبادئ” نشرناها في صحيفة أثير الإلكترونية بتاريخ 20/04/2015 وتناقلتها الصحف ولكنها تحتاج إلى أطراف تتعالى على جراحها، وتتنازل من عليائها لصالح (يمن واحد ودولة تشاركية تنبني على قيم المواطنة والعدالة والسلم الأهلي)، (يمن يودّع عصر التبعيّة للخارج)، (مستقلا بذاته) لا يخضع للإملاءات، والتجاذبات الدولية، والاستقطابات الفكريّة وينبني هذا السيناريو على 7 محاور هي: (انسحاب جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) وقوات علي عبد الله صالح من جميع المدن اليمنية. وإلزامهما بإعادة العتاد العسكري، الذي استولوا عليه من مخازن الجيش اليمني/ عودة السلطة الشرعية إلى الجمهورية اليمنية المتمثلة بالرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، وقيادة الحكومة اليمنية وممارسة عملها/ المسارعة بإجراء انتخابات برلمانية، ورئاسية في أقرب وقت/ التوافق على حكومة جديدة تضم جميع أطياف الشعب اليمني وأحزابه/ أن تتحول جماعة (أنصار الله) الحوثية إلى حزب سياسي يشارك في الحياة السياسية اليمنية بطرق شرعية/ عقد مؤتمر دولي للمانحين بهدف مساعدة الاقتصاد اليمني وتنفيذ مشاريع استثمارية/ تقديم اقتراح بإدخال (اليمن) ضمن منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية).

وفي الأخير ليس من الدهشة في شيء ظهور علي عبد الله صالح بشكل مفاجئ في ميدان السبعين يوم السبت 26 مارس/آذار 2016، وخطابه في صنعاء وسط حشود من أنصاره ليس مفاجأةً ودعوته (مجلس الأمن) والدول الكبرى إلى اتخاذ خطوات جديّة لحل الأزمة اليمنية وانتقاده لموقف مجلس الأمن الدولي داعياً إياه إلى تحمل المسؤوليات التي تقع على عاتقه ووقف “العدوان على الشعب اليمني”. في هذا الخطاب يبعث علي عبد الله صالح برسالة سياسية لجميع أطراف المشهد اليمني في الداخل والخارج، والمعارضة والموالاة، والأنصار والشركاء تتلخص في “موافقته على القبول بحلّ أزمة اليمنية تحت أي صيغة شريطة أن يكون بشحمه ولحمه جزءًا من الحل ومكونًا من مكونات المشهد السياسي على غرار التفاهمات الدولية بشأن الأزمة السوريّة والتوافق على عدم المطالبة برحيل بشار الأسد.