خطوة مفاجئة يتخذها الرئيس هادي لم تكن متوقعة لكنها جاءت لتحمل دلالات واسعة وتشرح عمق الخلافات الداخلية وخاصة ما ظهر في ديباجة القرار ” تعثر الاداء الحكومي” في اشارة واضحة الى عجز بحاح وحكومته في تحقيق أي تقدم يذكر.
القرار الذي اتخذه هادي بعزل بحاح عن مصب رئيس الوزراء والابقاء على اعضاء الحكومة في مناصبهم حسب تعيينهم يظهر مدى الشرخ الذي وصلت اليه علاقات هادي برئيس حكومته الفاشلة اصلا في ادارة كثير من الملفات العالقة اهمها الملف الامني في المناطق المحررة وملف تعز وملف الجرحى.
ربما اراد هادي باختيار الدكتور احمد بن دغر لرئاسة الحكومة خلفا لبحاح من ورائها توحيد الجبهة والاستعداد بحكومة جديدة لمرحلة ما بعد المفاوضات قبل الدخول في مفاوضات الكويت المقرر اطلاقها في 18 من الشهر الجاري برعاية اممية اضافة الى ما يتمتع به ابن دغر من علاقات واسعة في الاوساط السياسية.
الجانب الاخر من قرارات هادي ذات الطابع العسكري لا تقل اهمية عن الشق السياسي فاختيار الفريق الاحمر نائبًا للرئيس يؤكد أولوية خيارات بسط نفوذ الدولة في حال التوصل لاتفاقات او تسويات من نوع ما، او اتخاذ منحى الحسم العسكري في حال تعثر المفاوضات المزمعة مع الحوثيين وأنصار صالح في الكويت.
ولكن اعتقد ان قرارات هادي المفاجأة كانت بمثابة تحصين لمركزه وبقائه كرئيس للجمهورية ليس اكثر فشرط جماعة الحوثي نقل صلاحيات الرئيس لنائبه للدخول في المفاوضات قد تعجلهم يتخلون عن هذا الشرط ويقبلون بهادي على غرار المثل الشعبي “نار هادي ولا جنة علي محسن”.