إعلان سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن الاقتراب من نهاية الحرب في اليمن، مع ربط ذلك بعقد مفاوضات جيدة مع الحوثيين، يعطي شعورا مطمئنا بأن مرحلة العمليات العسكرية قد انتهت فعليا، وبدأت مرحلة المفاوضات السياسية، التي تعتمد على بناء توافقات حقيقية بين اطراف النزاع، مرحلة الحوار المهمة سوف تبدأ في الكويت في 18 من الشهر الجاري، وما سبق ذلك التاريخ يعد حوارا فشل في الوصول الى حلول سياسية جنبت اليمن نيران الحرب.
الاهم في اجتماع الكويت ليس المرجعيات التي تعتمد على القرارات السياسية، ولكن المهم فيها مستوى التمثيل السياسي لأطراف الصراع، فالشخصيات السياسية التي سوف تحضر الاجتماع هم من سوف يعقد عليهم الامل للوصول لحل نهائي ومرض لجميع الأطراف.
الحوثي طرف رئيسي في الحوار واهميته ترجع في الأساس بأنه طرف يعرف ما يريد ان يأخذه وليس لديه شيء يعطيه، فأهميته العسكرية كانت بسبب تحالفه مع علي عبدالله صالح، واهميته السياسية تكمن بابتعاده عن علي صالح، فالرئيس اليمني المخلوع يشكل أهمية واضحة الدلالة للحوثي، السؤال الذي يطرح نفسه ما هي الطريقة التي سيتخلى بها الحوثي عن حليفه الماكر بدون ان يدفع ثمنا غاليا عن هذا الابتعاد؟
الإجابة يكمن سرها في التعيينات التي قام بها الرئيس اليمني، فعلي محسن الأحمر يحظى بثقة ليست بسيطة في صفوف جيش صالح وكذلك عند القبائل الشمالية المؤيدة لصالح، واحمد عبيد بن دغر إضافة لأصوله الجنوبية الا ان حضوره لدى حزب المؤتمر وقوى اليسار السياسي يعد حضورا مؤثرا ومعتبرا، والنتيجة التي خرج بها الحوثي هي ان قوة علي عبدالله صالح العسكرية والقبلية والسياسية تم سحبها منه على خلفية هذه التعيينات، فقوة الحوثي انتقلت من تحالفه مع صالح الى اطراف دولية ترى ان وجود الحوثي في العملية السياسية امر مهم ولا بد منه.
نعود لمشروع الحل السياسي المأمول، وهو حل لا مناص من اعتبار المدخل العسكري هو المدخل الوحيد القادر على ضمان وتثبيت الحل السياسي.
أولاً لا بد من معرفة الجيش اليمني الحالي وما هي ولاءاته وقياداته، هم مجموعة كبيرة من الجيش الذي بناه علي صالح على عقيدة الولاء لصالح وليس على عقيدة وطنية، إضافة لعناصر من الحوثيين، وفي حال الوصول الى حل سياسي، يمكن ان يضاف لهم شباب المقاومة، من هذه القوى التي تحمل ثارات على بعضها البعض يتشكل جيش اليمن وهنا تكمن الخطورة، فأي تعثر مستقبلي في المسيرة السياسية سوف يعود الجيش لولاءاته السابقة وتعود الحرب الأهلية من الجديد، ولضمان تثبيت الحل السياسي الذي تطمح اطراف الصراع السياسي الوصول اليه، يجب ان يتم تأخير تشكيل الجيش اليمني ويوكل لبعض قوات التحالف القيام بمهمة حماية اليمن وحماية الحل السياسي المتفق عليه، وبعد ثلاث سنوات بعد ان يلمس الشعب نعمة الاستقرار والامن يتم بناء جيش اليمن على عقيدة وطنية تعظم من شأن الوطن ولا تقدس الأشخاص.