براقش المدينة التاريخية التي كانت عاصمة الدولة المعينية و أحد المعالم القديمة الأثرية باليمن، ونحن أطفال سمعنا مثلاً دارج بالمجتمع ،تحدثنا به ، دون معرفتنا مفردة الجملة ودلآلآت الكلمة ، متى قيلت؟ ولماذا واين هي براقش؟ لا وجود في ذهنيتنا غير من لايتقن عمله وهو قادر عليه ثم يخفق ويلحقه ضرر نقول له “جنت على نفسها براقش ” كبرنا وعرفنا أن براقش دولة تاريخية ومدينة محصنة وحضارة إنسانية حلت النكسة والكارثة بها بفعل ابنائها ومن فيها بتساهل والتهاون مع الإتكال ما يعتبر افضع من الإهمال الإعتيادي ، صارت اطلآل، لقد بقية مآثلة امام اعيننا لنعتبر ممن مضى مع استمرارية البقى ،
حينما ادركت مليشيات الحوثي من وقت مبكر أهمية براقش الإستراتيجية، لا من ناحية التراث والأثار والإهتمام به وصيانته ، بل كون براقش والصفراء تقع بمنطقة حساسه ولذالك تم سيطرتهم عليها قبل صعدة ، كونها تربط محافظات متعددة و قريبة من موارد البلد وشريين النفط والغاز ومناجم الذهب بصحرائه، وكثير من العوامل الهامة للمكان من أجل السيطرة وإعادة المشروع الإمامي ،
مُنع كثير من الزور لهذا المكان الأثري منذ 2010 دون ما سبب او مبرر ، هل من أجل الصيانة و الحماية؟ من الذي منع الناس من زيارة براقش؟ سأترك تفاصيل كثيرة لحكاية ليس لها نهاية وإنما المقام عن رحلة إلى معين ، براقش كانت على موعد مع حدث وتحول كبير لنشاهد النضريات تتغير والامثال والحكايات تتكرر لكن بطريقة مختلفة بواقعنا المعاصر وايام الحرب ،
كان مطلع ابريل من كل عام نسمع قصة ،او نحكي خرافة، او نتدول بطولة ، وهي ماتسمى “كذبة ابريل” تغيرت لتكون هذا العام نكسة إبريل لمليشيا الحوثي وصالح ببراقش وجنايتهم على انفسهم هزيمة ،وضعف بتحرير الصفراء ، إجتياز وحدات #الجيش_الوطني أسوار براقش الوهمية، بيت العنكبوت، وصناعة نصر عظيم لليمن ، من طلائع المجد باللواء المجهول وكتائبه الأسطورية و وقيادته وضباطه وجنوده العظمى عرفناكم للوطن فداء ، جرحى وشهداء عقبة الإنتصارات قرارت تاريخية تزامن مع وفد الأمل فكان المطر يقيناً بالأمل القادم لشعبنا والإنفراج يلوح بالأُفق، “جنت براقش لنفسها نصراً” و “جنى الحوثي على نفسه هزيمةً وخيبة آمال” كنت بطريقي نحوهم جميعاً الامل والوفد، النصر والجند ،الحياة والمطر ، الخيال والجمال ، نسابق الخطى، بينما الزمن يتناقص بسرعه والطريق تمتد وتتسع، يرفقني بها معتز و رفيقنا البدر فكان جواً فريداً ورائع،
الرحلة رقم : 314 وجهة الرحلة :من مأرب _الجوف وقت الإقلاع: الثانية ظهراً مكان الوصول: براقش الحزم مفرق الأمل،
لكن هذه المرة من الخط العام بعد تحرير الصفراء باتت الطريق آمنه، تكررت محاولتنا إلى حيث الأمل ومكان الوفد و محور النصر بمدينة الحزم، تجاوزنا براقش بخطنا المستقيم، نشاهد الحياة والناس، حتى الضأن والمعز تمشي أيضاً بجوار الطريق وتعبره القطعان من الماشية، هو الأمان إذاً ،
شاهدنا الأطفال بالحدائق والجمال بجورنا ووهم يلعبون، انضارهم ترمقنا وبلحظهم نسيت كل الآلام ، فكادت ترسم في وجداننا الأنس والشوق للسلام والحنيين للهدؤ والأهل، والمنازل بالقرى والمدينة،
تجاوزنا براقش و الوفد لعله النصر قد سبقنا وصلنا مجمع الجوف نتزود بالوقود وحثينا الخطى عائدون من حيث اتينا ، لعلنا ندركهم هنالك ، مشينا والطريق يرفقنا الامل والمطر يسابقنا ، مرة نسبقه ومرة يسبقني ، على أضواء البرق نهتدي ،ولمعانه وسناه يجعلنا حيارى ، نتخيل انفسنا نمشي نحو صنعاء حقاً ، فرايت “قادمون ياصنعاء ، عشرات الجنود بالطرقات يتسامرون، نسألهم عن الوفد فيجيبون، من هُنا مروا وهذا المطر هم هنالك وذاك الأثر ، هم وفد الأمل يرافقهم القائد البطل حوله زمرة من ابناء قحطان ،
نزلنا براقش وقفنا على اطلالها ليس معتبرين ، بل معبرين عن ،النصر ،المطر والوفد، فكانت ثلاثي الأمل فكررت لزملائي ، جنت لنفسها نصراً ومطراً ووفداً براقش وجنى سجّانها هزيمةً وحلت به النكسة واندحر ، فكان الذل والهوان ،
لعل المطر يمحوى أثار الوفد السُحب تغطيهم وتظلهم ، الماء ليطهرهم به، وليربط على قلوبهم ويثبت به الأقدام ،يذهب رجس الشيطان عنهم ، حل فيني التفأل زاد الأمل، قرارت حلت عقدة ، ونصراً ازال تعقيداً ،ومزن وسحاب بركات عقيداً بكتائبنا وعميداً بإلويتنا ولوائاً بجيشنا الوطني وفريقاً بدولتنا ، واملاً بوفدنا ،
لمعان البرق يجعلني ابتهل وابتسم ليس بإلتقاط صوره تذكرية للوفد او حتى لنا جميعاً ،بل لجماليات التصور لدي بالخير ، واصلنا المسير والمطر يتبعنا حتى وصلنا مأرب بركات نزلت وخطى مرت وهذا الأثر “المطر” .