كان مع جحا شاة عجفاء، نحيفة الجسم ، كبيرة السن، لا فائدة منها. ذهب بها إلى السوق ليبيعها ويشتري ذات اللبن. باعها بخمسة آلاف ريال، وبحث فلم يجد شاة أخرى ذات لبن. في اليوم التالي، ذهب إلى السوق، ووجد شاة نظيفة، وعليها علامات العناية، وصبغة حناء على شعر جبهتها.
اشتراها بعشرة آلاف درهم، وعاد فرحاً بها إلى البيت. نادى زوجته، وأطلق الشاة من الحبل فانطلقت تجري نحو “الزريبة”.
صرخ جحا مندهشاً: شاة ذكية، عرفت طريق “الزريبة” من أول يوم. صكّت الزوجة وجهها، وقالت: يا عديم البصيرة، هذه شاتنا، ولكنها مُحنّاة.
أبعدك الله، لقد أضعت المال، ولم تحصل إلا على الشاة نفسها. عضّ جحا يده ندماً على خسارته الفادحة. وكان ما كان… ذكرت تلك الطرفة، وأنا أتأمل سلوك الحوثي. عرض عليه قبل الحرب ما رفضه في حينه، وبعد خراب البلد سيقبل به.
وغداً يعود الحوثي من الكويت بالتسوية نفسها التي عرضت عليه قبل الكارثة. سيعود الأحمق بالشاة نفسها، ولكن بعد خسارة! وأية خسارة! أبعدك الله يا عديم البصيرة… إنه الوطن أيها “الأحمق المطاع”