تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي شهادة لاحد الاشخاص قال انه نائب امام مسجد “التقوى” بمدينة ذمار الذي اقتحمته مليشيا الحوثي ليلة امس واعتقلت إمام المسجد وولده بعد ان اطلقت الاعيرة النارية داخل حرم المسجد واصابت الإمام واعتدت بالضرب المبرح على نجله.
يقول الشاهد محمد سعد:
بينما كان المؤذن يصدح بالأذان لصلاة العشاء إذ دخل من باب المسجد رجل أربعيني يحمل بندقيته وجاء ينادي إمام المسجد يقول له بصوت يسمعه المصغي : تعال ، أريد أن أكلمك ..
إلتمَّ الناس حول هذا الرجل وأيديهم تمسك بالشيخ ويطلبون منه أن يدع الشيخ ليصلي العشاء وبعدها يأخذه إن شاء ، فخرج الرجل واستدعى رجالاً له خارج المسجد أن ٱدخلوا ، فدخل اثنان -والنعال لا تزال على رجليهما – أما الأول فشاب عشريني كان ملثماً ، وأما الآخر فثلاثيني إلا أنه غير ملثم ، فهدد الناس أن من سيعترض لهم سيلاقي حتفه ، وأطلق أحدهما رصاصات على الأرض ليفرق بها جموع المصلّين ، فتفرق الناس ، وأصابت إحداها الشيخ المسن والذي يبلغ من العمر 76عاماً في أسفل قدمه ، فلما رآه ابنه انتفض صارخاً في وجوه المعتدين فلاحقوه بعدّة طلقات نارية تطيش في أنحاء المسجد وضربوه ضربات متتالية بأعقاب البنادق على رأسه حتى سال الدم منه ، كل هذا والناس يتطايرون خوفا وفزعا من رصاصات الأعيرة النارية ، فمنهم من كان في المنبر ومنهم من اختبأ خلف أعمدة المسجد ومن هؤلاء أنا ، في هذه الأثناء كان الشيخ العجوز ينزف دمه ويسيل على رجله ، وينادي بصعوبة : إربطوا لي رجلي ..
فتقدمتُ والرصاصات لا تزال تطيش ، وربطت قدمه ، والتفتُ ورائي فإذا المعتصم رافعاً يديه استسلاماً والدماء تسيل على وجهه ، ولولا ذالك لقتل حالاً ، فأخذوهما والدماء تسيل منهما وأخرجوهما من السجد إلى حيث لا ندري ..
مؤذن المسجد ناداني وقال لي بعبرات خافتة جداً :
أنا لا أستطيع ..! ، أقمِ الصلاة وصلِّ بالناس ، فتقدمت وأقمتها وصليت بالمصلّين ، وقام الناس بعد الصلاة ليروا ما فعله المجرمون ، واستكرت قلوبهم هذا العمل كما استنكرته ألسنته حتى لهجت ألسنتهم بالدعاء على المجرمين ، وكانت إحدى الرصاصات قد أصابت محراب المسجد ، وأخريات في النوافذ وأرضية المسجد .
إلا أن أكثر ماآلمني هو حال ذالك المسن الذي يسيل الدم من قدمه وقد جفا على الأرض وعينه تنظر إلى ولده والذي يتلقى ضربات قوية جداً على رأسه وكتفيه وركلات على كل جسمه ، والبنادق موجهة نحوه ووالده يقول : لا تقتلوا ابني ..!
كل هذه القصة وما حدثتكم عنها من تفاصيل حدثت داخل مسجد التقوى بمدينة ذمار ، أمام أعين الناس .. والله من فوق سبع سماوات يرْقُب ويرى ..
لا تسألني ، ماذنب رجل مسن قد بلغ من العمر عتياً ..؟
فأنت أمام شرذمة لا تعرف خلقا ولا عرفا ولا دينا ولا قيما ..
لا تسألني ، كيف دخلوا ببنادقهم إلى المسجد بلا مراعاة لأذان ينادى به ولا لصلاة قد حضر وقتها ولا لمسجد يعبد فيه رب العالمين ..؟
فهؤلاء شرُّ ما خلق الله على هذه البسيطة ..
لا تسألني ، كيف ضربوا الشاب بأعقاب بنادقهم حتى سال دمه داخل بيت الله وهو لا يملك شيئا ليدافع به عن نفسه ..؟
فأنت أمام مجموعة ذئاب تستحلي دماء البشر ..
لا تسألني ، كيف أطلق النار داخل المسجد والمصلين فيه…؟
فأنت أمام أشخاص باعوا دينهم لسيدهم ، فلم يبق لهم دين ولا ذِمَّة..
أعرفكم بالضحية :
أما المسن ، فالشيخ / علي حفظ الله الأهنومي .
وأما الشاب ، فمعتصم علي حفظ الله (ابن الشيخ) ، يدرس حلقة قرآن في الجامع ، ويعتبر هو القائم بالمسجد ..