5 هدن سابقة خُرقت جميعها و3 جولات حوار انغمس فيها الفرقاء اليمنيون في السابق لم تتمخض عن شيء، وبقي الحال على ما هو يتمثل في تعنت حوثي عن الجنوح للسلم، والسعي لكسب المزيد على الأرض.

فما إن دخلت الهدنة المعلنة حيز التنفيذ، حتى خرقت ميليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الهدنة، وصعدت عملياتها العسكرية في أكثر من موقع في محاولة لتحقيق مكاسب على الأرض، فيما تصدت وأحبطت القوات الموالية للشرعية الهجمات في تعز ومأرب وشمال شرقي صنعاء.

ويقول رئيس تحرير موقع “هنا عدن”، أنيس منصور، لـ”سكاي نيوز عربية” إن “نقض الهدنة من قبل الحوثيين هي المقدمة لفشل المفاوضات القادمة في الكويت كونهم مستمرون في عملية القصف”.

وأضاف أن الحوثيين قاموا من قبل بعرقة المحادثات التي عقدت في جنيف بتعنتهم، لافتا إلى أن الحوثيين استغلوا الهدنة وأحرزوا تقدما في عدد من المواقع.

وشدد منصور على أن الحوثيين يستغلون الهدنة من أجل تحقيق مكاسب على الأرض، وليس استخدمها من باب وقف إطلاق النار.

من جانبه، قال محافظ الجوف حسين العجي العواضي، إن ميليشيات الحوثي وصالح خرقت الهدنة في المحافظة الواقعة شمال اليمن منذ دخولها حيز التنفيذ، في خروق جديدة تضاف إلى تلك التي ارتكبتها الميليشيات في مناطق أخرى.

وأشار المحافظ إلى أن ميليشيات الحوثيين استغلت الهدنة من أجل إعادة تموضعها في محافظة الجوف وجلب الدعم اللوجستي، في خرق آخر لوقف إطلاق النار الذي يشمل وقف التحركات وليس وقف الرصاص فقط.

ويرى مراقبون أن الحوثيين وحلفاؤهم  لا يزالون يعلنون قبل كل جولة تفاوض التزامهم بمرجعيتها، إذ لا يشكل سوى التزام لا يلقى أذنا صاغية على الصعيدين الداخلي والخارجي، ففي أكثر من مناسبة لم يلتزموا بأي اتفاق مؤقت أو دائم وسرعان ما يعودون لسيرتهم الأولى.

وكان في السابق الأساس لأي حل تنادي به الشرعية في اليمن هو المبادرة الخليجية، ونتائج الحوار الوطني، والقرار 2216؛ وثلاثتها انقلب عليها الحوثيون، فوقعت معظم انتهاكاتهم بعد صدور القرار الدولي، ليثار التساؤل بشأن مصداقية الحوثيين وصالح في الالتزام اليوم بما انقلبوا عليه بالأمس.

يذكر أن الميليشيات قد انتهكت الهدنة بعد دقائق على بدء سريانها منتصف ليل الاثنين، وشنت قصفا “عنيفا” على مناطق وأحياء سكنية في مدينة تعز، التي تعاني من جراء حصار المتمردين المستمر منذ أكثر من 8 أشهر.