الجيش الوطني وقوات التحالف تنزع 15 ألف لغم زرعها الحوثيون في 5 محافظات

- ‎فيأخبار اليمن

كشف العميد ركن الخضر الطلي، نائب مدير المركز التنفيذي لنزع الألغام نائب رئيس شعبة الهندسة العسكرية في عدن أن الجيش الوطني بالتعاون مع قوات التحالف العربي نوع «1153» لغماً مضاداً للأفراد و»5467» لغاماً مضاداً للمركبات، و»436» عبوة ناسفة محلية الصنع، و»8775» من قذائف وذخائر مخلفات الحرب زرعتها ميليشيات الحوثي وصالح منذ منتصف مارس 2015 أثناء اجتياحها محافظات اليمن.
وقال في الندوة التي نظمها التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان مساء السبت، في العاصمة السعودية الرياض تحت عنوان «الألغام تحصد أرواح الأبرياء في اليمن» أن إجمالي ضحايا الألغام بحسب إحصاءات أولية وصل إلى 400 قتيل و700 جريح.
وأكد الخضر وهو خبير في التعامل مع الألغام أن زراعة الألغام تمت بطرق عشوائية وغير منظمة أوموثقة بخرائط ، وإن كل ما تم نزعه من تلك الألغام والمتفجرات تم تدميره والتخلص منه.
وعدد العميد الخضر أنواع الألغام التي استخدمتها الميليشيات هي المضاد للعربات والمركبات والأفراد PPM2 صنعت في ألمانية الشرقية سابقاً، OZM4 روسي الصنع و BMN بالستيكي روسي الصنع.
وقال «تم العثور على الغام مزروعة في عدد من المنشآت المدنية، كمطار عدن الدولي، ومزارع جعولة بعدن ولحج، ومزارع في المنطقة الوسطى بابين، والطرقات العامة ومقرات حكومية، ومبانٍ سكنية..الخ» .
مشيراً إلى أن عدم توثيق حقول الألغام المزروعة وعدم وعي المدنيين بمخاطر هذه الإلغام ومخلفات الحرب وشحة الإمكانات لتطهير الأراضي من الألغام ومخلفات الحروب يزيد أعداد الضحايا.
رئيس مؤسسة وثاق للتوجه المدني نجيب السعدي عضو التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، أوضح أن ضحايا الألغام التي زرعها الحوثي شملت نساءً وأطفالاً.
مشيراً إلى أن عملية زراعة الألغام في اليمن تعود إلى بداية الستينيات من القرن الماضي وعقبها زراعة الألغام أيام الصراعات بين شطري اليمن سابقاً، وبعد الثورة في عام 2011 عمدت قوات الحرس الجمهوري إلى زراعة الألغام المضادة للأفراد في محيط معسكراتها، وسقط نتيجتها ضحايا من المدنيين بينهم نساء وأطفال.
وعقب اقتحام جماعة الحوثي لمديرية كشر في محافظة حجة قامت بزراعة الألغام في مناطق كشر وعاهم وقتل وأصيب نتيجتها عشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء.
وطالب السعدي الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح بالتوقف الفوري عن زرع الألغام أو تصنيعها مجددًا، والكشف عن خرائط زراعة الألغام، وتزويد فرق نزع الألغام بهذه الخرائط، وتوجيه الجيش الوطني لتدمير جميع الألغام المزروعة، وإدانة دولية وتجريم للميليشيات الحوثية.
اللواء سنيد المزيني قائد سلاح المهندسين بوزارة الدفاع السعودية اعتبر استخدام الألغام كسلاح ضد المدنيين من أبرز انتهاكات الميليشيا الحوثية وقوات المخلوع صالح بحق المدنيين، إضافة إلى استهداف المدنيين بشكل مباشر بالقذائف والصواريخ، واستخدام العبوات المبتكرة لتفخيخ المنازل والموانئ والمرافق العامة.
وتطرق اللواء المزيني إلى الجهود السعودية في الحد من تأثير الألغام على حياة المدنيين، مشيراً إلى أنه تمت إزالة أكثر من 3608 ألغام وإزالة وإبطال مفعول مايقارب 1864 مقذوفاً وذخائر لم تنفجر في القرى والمدن الحدودية، موضحاً أن المدنيين أكثر عرضة لمخاطر الألغام من العسكريين وذلك لعدم معرفتهم باجراءات التعامل مع الألغام.
وقال» تم تزويد القوات الموالية للشرعية بمعدات كسح وإزالة الإلغام ومكتشفات الألغام اليدوية وتدريبهم على التعامل مع الألغام والأجهزة الكاشفة لها، وإرسال فريق من سلاح المهندسين بالقوات البرية الملكية السعودية للتعامل مع الألغام والعبوات المتفجرة داخل عدن والمناطق المجاورة لها».
وأضاف «رصد مركز الملك سلمان عشرة ملايين دولار كمساعدات لإنقاذ ضحايا الألغام ومساعدة المصابين».
الدكتور هادي اليامي رئيس اللجنة العربية لحقوق الإنسان التابعة لجامعة الدول العربية تحدث عن مخاطر الألغام والمخلفات المتفجرة في الحرب والتي تشكل تهديداً خطيراً على سلامة السكان المدنيين المحليين وصحتهم وأرواحهم وعائقاً أمام جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية على الصعيدين الوطني والمحلي في اليمن، وما يلزم القيام به لأجل تجريم استخدام الألغام ودور المجتمع الدولي في دعم اليمن للتخلص من الألغام ومخلفات الحرب، وأكد أهمية تنفيذ التوصيات التي سوف تخرج بها الندوة.
الخبير البريطاني الدولي بإزالة الألغام ومخلفات الحرب الخطرة كرستوفر جون كلارك تحدث عن التزامات اليمن في ضوء الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد» اتفاقية اوتاوا» والتي تنص على عقوبات لمنع وقمع أي نشاط محظور لاستخدام الألغام ومحاكمة الأشخاص المشاركين في نشاطات تحظرها الاتفاقية، وتطرق إلى التقارير الدولية التي تؤكد انتهاك الحوثي وصالح لـ «اتفاقية أوتاوا» منوهاً إلى تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش كشف في نوفمبر الماضي عن استخدام الميليشيا لألغام مضادة للأفراد محظورة.
وأشاد كرستوفر كلارك بالجهود المبذولة من قبل مركز الملك سلمان والمساهمات الإيجابية للسعودية في هذا الجانب التي تؤكد على الدور الإنساني الذي تقوم به المملكة.
حضر الندوة عدد من الوزراء وكبار السياسيين والمسؤولين والمستشارين وأعضاء السلك الدبلوماسي، وتخلل الندوة عرض فيلم وثائقي بعنوان» الألغام تحصد الأبرياء في اليمن» واستعراض لعدد من الضحايا والمعاقين المدنيين والاستماع إليهم وطرح المعاناة الإنسانية التي يعيشونها.
وتم أثناء الندوة عرض صور توضح انتهاكات الحوثي وصالح واستخدامهم للألغام والآثار المترتبة عليها.