تأخر بالأمس انطلاق مباحثات السلام في الكويت بشأن اليمن، بسبب تخلف الانقلابيين عن الحضور عمداً، وتعددت الأسباب والتفسيرات، بين قائل بأن هناك خلافات بين وفدي الحوثيين وأنصار المخلوع علي عبدالله صالح، وبين قائل إن التأخير متعمد من قبل الانقلابيين كوسيلة للضغط من أجل الوصول لشروط أفضل، بينما هناك من يقول إن إيران تمارس ضغوطها على الانقلابيين لإفشال المباحثات والعودة للقتال.
أياً كانت أسباب تخلف الانقلابيين عن الحضور، فإنه بحضور وفد الحكومة اليمنية وانتظاره في الكويت قدوم الأطراف الأخرى، يبدو المشهد واضحاً، مَن مع السلام ومع استقرار اليمن، ومَن يحاول التملص من الالتزامات الدولية ويرفض السلام ويسعى للحرب.
الأمل مازال قائماً، والجميع في انتظار حضور الانقلابيين إلى الكويت لبدء المباحثات، ولكن لا شك أن أجواء التفاؤل تراجعت بعض الشيء، وبات القلق على مصير المباحثات سيد الموقف، خصوصاً وأن تحركات طهران منذ البداية لا تبشر بالخير، ولم يحدث أن عبّرت إيران عن ترحيبها بأي مباحثات حول الأزمة في اليمن، بل كل جهودها مكرسة وموجهة نحو إشعال نيران القتال، وفي الوقت الذي كان الجميع يحزم حقائبه استعداداً للسفر للمباحثات في الكويت كانت شحنات السلاح القادمة من إيران تقترب من السواحل اليمنية في طريقها إلى ميليشيات الانقلابيين.