كشفت مصادر مطلعة أن الكويت تبذل جهودا حثيثة لعقد المفاوضات يوم الجمعة القادمة وذلك بعد أن تأجل انطلاقها بسبب تخلف وفدي المتمردين الحوثيين وحزب المخلوع صالح عن الحضور، مشترطين انطلاق الحوار بناء على اتفاقية السلم والشراكة كمرجعية بديلة عن المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية ذات الصلة.
في هذا الوقت، حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس على لسان المتحدث الأممي ستيفان دوجاريك على بدء مفاوضات السلام «دون مزيد من التأخير». وقالت المصادر إن الكويت وضعت طائرة خاصة على أهبة الاستعداد لنقل وفد الحوثيين وصالح من صنعاء أو من مسقط إلى الكويت، في حين ترددت أنباء عن قيام سلطنة عمان بمشاورات واتصالات لإقناع الحوثيين بالتزام موقفهم المعلن بالمشاركة في مفاوضات السلام. كما وجه ممثلون للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي أمس رسالة للمتمردين أكدوا فيها «أنهم يتفهمون مخاوفهم» وحضوهم على «الانضمام سريعا للمفاوضات في الكويت لعرض هذه المخاوف»، وفق ما قال دبلوماسي غربي، وأعدت الرسالة خلال اجتماع بين دبلوماسيين والوسيط الأممي الذي التقى على حدة وفد الحكومة اليمنية، وفق دبلوماسي ومصدر قريب من هذا الوفد.
وأوضح الدبلوماسي الغربي أن سفارة الصين في صنعاء ستنقل الرسالة إلى الحوثيين وحلفائهم. وتكررت الخروقات الميدانية للانقلابيين خلال الأيام الماضية. وبينما لا تزال مفاوضات الكويت معلقة تظل الاتصالات مستمرة من جانب المبعوث الأممي لإقناع وفد الحوثيين والمخلوع صالح بالتوجه إلى الكويت، وذلك بعد طرح وفد الانقلابيين لشروط جديدة تضاف إلى الخلافات القائمة.. إلا أن وفد الحكومة رفض أي شروط جديدة خارج إطار قرارات مجلس الأمن والمبادئ التي تم التوصل إليها في محادثات سابقة.
والثلاثاء أفادت مصادر عسكرية عن مقتل 13 مسلحا بينهم خمسة من جنود القوات الشرعية في معارك عنيفة مع المتمردين في محافظة مأرب شرق صنعاء. وشهدت جبهات أخرى اشتباكات أمس أبرزها نهم شمال شرق صنعاء، التي كانت من أبرز المناطق التي سجلت فيها خروقات لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليل 10-11 أبريل. وكان المبعوث الأممي قد دعا وفدي الحوثي والمخلوع صالح لعدم تضييع هذه الفرصة التي قد تجنب اليمن خسارة المزيد من الأرواح.
في غضون ذلك، أوضح السكرتير الصحفي في الرئاسة اليمنية مختار الرحبي في تصريحات إلى «عكاظ» أن الوفد الحكومي لا يزال في الكويت ولم يتخذ أي موقف حاسم إزاء استمرار الانقلابيين في العرقلة لجهود السلام، مبينا أن موقف الحكومة واضح وستتخذ إجراءاتها في الوقت المناسب. وأكد الرحبي حرص السلطات الشرعية على السلام وضرورة حقن دماء الشعب بأي طريقة وبما يسهم في استعادة مؤسسات الدولة وفرض الاستقرار والأمن.