اللواء سيف لـ «الشرق الأوسط»: الحوثيون لا يبحثون عن السلام.. ورصدنا أسلحة مصدرها إيران

- ‎فيأخبار اليمن, حوارات وتحقيقات

يبدو أن جلوس الحوثيين وحليفهم علي صالح على طاولة المفاوضات اليمنية – اليمنية، المنعقدة في الكويت، هو استهلاك للوقت، وتشتيت للمجتمع الدولي عما تقوم به الميليشيا على أرض الواقع من إعادة ترتيب وحداتها العسكرية، التي قامت – وفقا للجيش اليمني – بأكثر من 35 اختراقا للهدنة في اليوم الواحد، إضافة إلى توسيع عمليات تهريب السلاح القادم من إيران، بحسب المصادر العسكرية.
وفي هذا السياق رصد الجيش اليمني وصول مجموعة من الأسلحة المضادة للدبابات عن طريق البحر، التي تستخدم بصورة فردية من قبل مستخدميها، وكشف عن هذه الأسلحة أثناء محاولة إدخالها من منطقة ذباب في باب المندب، ويُقدّر مدى هذا السلاح بنحو 5 آلاف و500 متر، ويمكن للمستفيد منه تدمير مختلف الدبابات العسكرية.
وأكد اللواء أحمد سيف، قائد المنطقة العسكرية الرابعة لـ«الشرق الأوسط» أن ميليشيا الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع «لا يلتزمون بأي بنود اتفق عليها مع قيادتهم في أوقات متفرقة، كما نقضوا اتفاقات سابقة كثيرا، وتجربتنا في هذا الجانب مع الميليشيا كثيرة ومتعددة»، موضحا أن الحوثيين لا يؤمنون بتوقيع أو الاتفاق على أي بنود للهدنة أو للسلام؛ لأن «الأساس في تعاملاتهم الميدانية اعتمادهم على الفتوى الدينية، وبالتالي أي فتوى تصدر من المرجعية تلغي كل الأمور التي اتفق عليها في وقت سابق».
ولفت اللواء سيف إلى أن الخروقات التي سجلت من قبل ميليشيا الحوثيين وحليفهم الحرس الجمهوري، في اليوم الواحد، أكثر من 35 اختراقا على طول جبهة المنطقة الرابعة، والتي تمتد من «البيضاء، إلى مريس إلى تعز، إلى كريش وباب المندب» وهي من أكثر المواقع التي تقصفها الميليشيا بالكاتيوشا والمدفعية الثقيلة، إضافة إلى هجمات منفردة تستهدف مواقع حيوية.
وشدد قائد المنطقة العسكرية الرابعة، على أن هذه الخروقات «نتعامل معها بكل حزم لردع الميليشيا ووقف هذا العدوان الذي يستهدف في المقام الأول المدنيين الذين يعانون من هذه الخروقات للهدنة»، لافتا إلى أنه «لا توجد أي مخاطر على جنود الشرعية والمقاومة الشعبية ومعنوياتهم مرتفعة، إذ يقوم الجيش مسنودا بالمقاومة بالرد المباشر على هذه الهجمات بنفس نوعية السلاح المستخدم لوقف طموحهم في الزحف أو السيطرة على أي موقع».
وأضاف اللواء سيف، أن ميليشيا الحوثيين لا يوجد لديها نية للسلام، والدليل على ذلك خرقهم ودخولهم إلى مدن آمنة بهجمات متفرقة ومنها عدن، كذلك ما يحدث من خروقات وضرب كثيف في تعز والبيضاء بالدبابات والمدفعية، وإن كان هناك مفاوضات فهي تتم في مواقع بعيدة عن السلاح واستهداف المدنيين، موضحا أنه رغم وجود مسارات الحوار التي تهدف إلى وقف الحرب إلا أنهم تسلقوا الدبابات وزحفوا إلى المدن المحررة وعمدوا على ضربها بمختلف أنواع الأسلحة.
وأشار اللواء سيف، إلى أن ميليشيا الحوثيين تريد الاستيلاء على السلطة، ومن ثم التحكم في المياه الإقليمية بقوة السلاح، للإشراف على المحيط الهندي، الذي سيهيئ للإيرانيين الإشراف المباشر على صادرات الخليج العربي، وتصبح متحكمة فيها من خلال الميليشيا، وخصوصا أن الصادرات الخليجية لا تمر عبر مضيق هرمز وتعبر عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب وتتجه إلى دول آسيا، وهو الهدف الأساسي لهذه الميليشيا التي لا تزال تصر عليه لخدمة حليفها في إيران.
وحول عمليات تهريب السلاح للحوثيين، قال اللواء سيف إنه «وصلت مجموعة من الأسلحة المضادة للدبابات التي هُربت عبر البحر، وكُشف عن عملية التهريب في منطقة ذباب في باب المندب»، موضحا أن هذه الأسلحة تستخدم بصورة فردية من قبل المستفيد، إضافة إلى أن مدى هذه الأسلحة يقدر بنحو 5 آلاف و500 متر، وتستطيع أن تدمر أي دبابة عسكرية، وهي تسير في 3 اتجاهات، وتعمل بالتوجيه الحراري.
وأكد قائد المنطقة الرابعة، أن مصدر هذه الأسلحة إيران، وتباع من دول محددة لإيران، وهذا السلاح لم يكن موجودا في الجيش اليمني، ولم يكن داخلا في قوام عملية التسليح للجيش، سواء قبل وبعد الوحدة، وهذا يعطي دلالة واضحة على ما تلعبه إيران وتقدمه من دعم للميليشيا التي لا تبحث عن السلام.