قالت مصادر محلية إن قوات مشتركة من الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية وقوات التحالف بقيادة الإمارات، تمكنت اليوم من السيطرة على مطار الريان واللواء 127، والدخول إلى مدينة المكلا وطرد عناصر القاعدة من المدينة، في عملية عسكرية برية وبحرية وجوية، بدأت منذ الليلة الماضية، بمساندة من طيران التحالف والطيران الأمريكي، كما ذكرت بعض المصادر الإعلامية..
وأضافت المصادر إن القوات المشتركة خاضت معارك شرسة في منطقة بوش سقط منها عشرات القتلى من القاعدة وتمكنت من دخول مدينة المكلا من جهتين بمنطقة المحضار والمدخل الثاني من جهة ديس بمنطقة المحضار شرقي المكلا .
وكانت طائرات التحالف التي تساند عملية استعادة مدينة المكلا ومحافظة حضرموت من قبضة عناصر التنظيم استهدفت بعدة غارات جويه اليوم مبنى القصر الجمهوري و مبنى ادارة المرور والمؤسسة الاقتصادية.
وجاءت هذه العملية بعد الأنباء التي تحدثت مؤخراً عن قيام دولة الإمارات المشاركة ضمن التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بتقديم طلب لواشنطن بمساعدتها عسكريا في شن هجمات ضد تنظيم القاعدة باليمن،
حيث ذكرت وكالات الأنباء نقلا عن مسؤولين أمريكيين بأن الولايات المتحدة تدرس طلبا من دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم عسكري يساعد في شن هجوم جديد ضد تنظيم القاعدة باليمن.
وهو ما اعتبره مراقبون حينها تجاوزا لحدود الدور المتاح لها، ومحاولة للانسحاب من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وتشكيل تحالف جديد تقوده أبو ظبي في اليمن، لاسيما أن الطلب الإماراتي لم يلتفت كذلك إلى الحكومة اليمنية الشرعية التي يمثلها الرئيس عبدربه منصور هادي.
وقال مصدر يمني مطلع لـ”بويمن” إنه لا يُعرف بالضبط كيف تسير الأمور في عملية حضرموت، مشيراً إلى أنه لا يوجد حتى الآن ما يدل على وجود تنسيق عسكري بين الإمارات والسعودية أو بينها وبين الحكومة اليمنية الشرعية بخصوص العملية العسكرية الجارية في حضرموت بقيادة الإمارات..
وأبدى المصدر – الذي فضل عدم ذكر اسمه-، خشيته من أن يؤدي غياب التنسيق بين الإماراتيين وقيادة دول التحالف والرئاسة والحكومة اليمنيتين، إلى تكرار الوقوع في مستنقع جديد على غرار ما حصل في عدن حينما انفردت الإمارات بملف تحريرها دون وجود رؤية واضحة لما بعد التحرير.
وقال المصدر إن أبو ظبي حريصة بشكل لافت على الانفراد بجميع الملفات التي تخص الإرهاب لإثبات انها الدولة التي تحارب الإرهاب،
مؤكدا أن دلائل ضعف التنسيق بينها وبين السعودية واضحة في التناولات الإعلامية للحدث وفي تناولات الناطق باسم التحالف احمد عسيري لمجريات المعركة والتي بدت اقل من العادة.
وكانت صحيفة البيان الإماراتية المقربة من دوائر الحكم في “أبوظبي”، قد كتبت قبل أيام افتتاحية حملت خطاباً إنفعالياً متشنجاً شنت فيه هجوماً عنيفاً على حزب الإصلاح أحد أكبر المكونات السياسية الموالية للشرعية اليمنية، متهمة من وصفتهم بـ”الإخوان”، بالعمالة لإيران (!) والوقوف ضد التحالف العربي في اليمن في جبهة واحدة مع إيران ومع كل مصادر الإرهاب والفوضى في بلداننا العربية.
وجاء هجوم الصحيفة الإماراتية يومها رداً على الأخبار التي تحدثت عن فتور في العلاقات بين الرياض وأبوظبي،
وقالت الصحيفة التشكيك في علاقات الأشقاء لا يأتي إلا من المغرضين وسيئي النوايا، الحاقدين على التقارب والأخوة وقوة الروابط بين الأشقاء،
وأضافت الصحيفة بأن “عدو الشعب السعودي بات عدواً للشعب الإماراتي، ومثال على ذلك جماعة «الإخوان المسلمون» الإرهابية، التي تشكل جزءاً مهماً من منظومة الإرهاب الدولي في المنطقة، وليس مقبولاً من منظري هذه الجماعة من أصحاب الفكر الأسود أن يشككوا في العلاقات بين السعودية والإمارات، ولن يصدقهم عاقل،
واستشهدت الصحيفة بتغريدات قرقاش، حيث قالت: “وكما قال وزير الدولة للشؤون الخارجية معالي أنور بن محمد قرقاش عن هؤلاء الرافضين لمحور الرياض ـ أبوظبي إنهم خاضعون لفكر المؤامرة، وإن فكرهم قديم وساقط، مؤكداً أن تحالف السعودية والإمارات ليس عابراً ولا مؤقتاً، بل ثبتته التضحية والشهادة على أرض اليمن الشقيق.”، بحسب ما أوردته صحيفة البيان الإماراتية.
وسيطر تنظيم القاعدة على عدد من المدن في جنوب البلاد، مستغلا الفراغ الأمني لقوات الشرعية، إلا أن الحملة العسكرية التي بدأت تخطط لها الإمارات التي تمسك بـ”ملف الجنوب” تثير المخاوف في ظل حساباتها المعادية لبعض فصائل المقاومة والجيش الوطني المؤيد للشرعية.”ودعمها للانفصال.