ظهرت أمس بوادر فشل مبكرة لمباحثات السلام اليمنية في الكويت التي بدأت الخميس ولم تبرح مكانها بعد 4 أيام من التباحث حول دائرة مفرغة بين الحكومة اليمنية وبين تحالف الانقلابيين (الحوثي/صالح) ولم تحدث أي تقدم على مسار المفاوضات التي كانت تهدف إلى إنهاء الحرب والشروع في تسوية سياسية للأزمة اليمنية.
وعلمت (القدس العربي) من مصدر يمني في الكويت ان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد عجز عن احتواء الوضع الذي أصيب بـ(التوتر الشديد) بين أطراف المباحثات اليمنية في الجلسة الصباحية ليوم أمس في الكويت ما اضطره إلى رفع الجلسة الصباحية على أن يستعيض عنها بالجلسة المسائية والتي تعذّر انعقادها أيضا بعد امتناع وفد الحوثيين عن الحضور.
وقالت مصادر يمنية في الكويت إن وفد تحالف الانقلابيين (الحوثيين/صالح) امتنع عن حضور الجلسة المسائية التي كان من المفترض أن تبدأ عند الساعة الرابعة حسب التوقيت المحلي في الكويت غير أن رئيس الوفد الحوثي محمد عبد السلام طلب من المبعوث الأممي أن يعطيهم مهلة إضافية حتى يناقشوا الوضع مع قيادتهم ويتلقوا التعليمات عما إذا كانت ستعطيهم موافقة على الاستمرار في مباحثات أم لا.
وأوضح أن نقطة الخلاف التي تسببت في تأزيم الوضع خلال المباحثات إصرار الحوثيين على ضرورة تغيير جدول أعمال المباحثات بما يتماشى وتوجهاتهم، بينما وجّه المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ للوفد الحوثي تحذيرات حازمة وأنه لن يقبل الانصياع لإملاءاتهم التي تسعى إلى تغيير جدول المشاورات وفقاً للأجندة التي تخدمهم.
وكانت الجلسة الصباحية من المباحثات اليمنية في الكويت رفعت أمس بعد رفض الوفد المشترك لتحالف الانقلابيين (الحوثي/ صالح) الذي رفض البدء في المباحثات وفقا لجدول الاعمال المتفق عليها سلفا، وشدد المبعوث الاممي على ضرورة المضي في المباحثات حسب جدول الاعمال بجدّية مع استمرار دعم لجنة التهدأة والتواصل، غير ان وفد الحوثي/صالح رفض اي خطوة تتجه نحو البدء في اجندة السلام لوقف الحرب. وأضاف المصدر لـ(القدس العربي) «اظهر وفد الانقلابيين بوضوح ممانعته لاي جلسة حوار حسب الاجندة المتفق عليها سلفا واصيب بصدمة عندما تم تقديم تقرير المتابعة اليومية للعمليات العسكرية وظهر فيه زيف ادعاءاته عن الغارات الجوية لقوات التحالف العربي في اليمن وأظهر ان كل الخروقات للهدنة ارتكبت من قبل ميليشيا الحوثي/ صالح والتي شملت قصف المدن واستمرار الحشود والتعزيزات العسكرية باتجاه محافظات تعز ومأرب وشبوة ولحج وغيرها».
وكان الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي ورئيس وفدها إلى مباحثات الكويت قال «ان استمرار الغارات الجوية واستهداف الطرق والجسور والبيوت كما حدث بالامس في حرض والحديدة وفرضة نهم وما حدث قبلها منذ بدء المشاورات في تعز وشبوه ومناطق أخرى يؤكد أن الإعلان عن وقف الاعمال العسكرية مجرد كلام عار عن الصحة وأن مسار المشاورات في ظل العدوان لن يختلف عن الجولات السابقة» في إشارة إلى أن جولة المباحثات اليمنية الثالثة المنعقدة منذ الخميس في الكويت سيكون قد يكون مصيرها الفشل كمصير الجولتين السابقتين المنعقدتين في سويسرا نهاية العام الماضي.
وذكرت المصادر أن جلسات مباحثات امس تأجلت إلى الساعة السابعه مساء بدلا من الساعة الرابعة عصرا وفقا لجدول أعمال الجلسات اليومية، وأرجعت أسباب ذلك إلى توقف وفد الانقلابيين (الحوثيين/صالح) عن الحضور بمبرر أنهم لم يتلقوا بعد تعليمات من قياداتهم في الداخل بشأن الاستمرار في المشاورات من عدمها مادامت الامور تسير حسب جدول الاعمال المتفق عليه وان وفد الانقلابييين يرفض منذ جلسات امس الأول البدء في جدول الاعمال للمباحثات الحالية.
وقال مصدر مقرب من المباحثات اليمنية في الكويت لـ(القدس العربي) «ان المباحثات الحكومية تجري مع مندوبين بلا صلاحيات من قبل الانقلابيين وهو أمر مخالف لما تم الاتفاق عليه مسبقا، حيث تم الاتفاق على ضرورة ان يكون الوفد مخولا كليا بالتوقيع والمناقشة واتخاذ القرار».
الى ذلك اكد الوفد الحكومي تمسكه بخيار السلام والعمل بجدية على وقف الاعمال القتالية ومواصلة سريان وقف اطلاق النار في اليمن ولكن وفد الحوثي/صالح يرفض السير في المباحثات والبدء بجدول الاعمال بعد 4 أيام من الجلسات المفرغة من محتواها، وأكد وفد الانقلابيين انه جاء فقط من اجل وقف الغارات الجوية لقوات التحالف و»ليس مخول بالحوار حول أي قضايا أخرى».
مشيرا إلى أن الأمور بدأت تنجلي بشكل واضح بأن «وفد الانقلابيين لم يأت بجدية إلى مباحثات الكويت وإنما لشراء الوقت من أجل ترتيب وضعه العسكري الميداني، حيث يسعى عبر هذه المباحثات إلى إضاعة الوقت وعدم الرغبة في اقتناص الفرصة لوقف الحرب، ويركز مطالبه حول وقف الغارات الجوية لقوات التحالف فقط بهدف التفرغ للحرب الداخلية لاحقا».
بوادر مبكرة لفشل مباحثات السلام في الكويت
No more posts
No more posts