“الصرخة”.. إيرانية المنشأ حوثية الاستخدام عربية الهدف

بلقيس احمد27 أبريل 2016
“الصرخة”.. إيرانية المنشأ حوثية الاستخدام عربية الهدف

الشعار الذي اتخذه الحوثيين لهم، المتضمن عبارات حماسية تدعو إلى الثأر والانتقام من أمريكا واليهود، يعتبر أحد سمات الصورة الحوثية، التي ظهرت منذ تغيير الحكم في اليمن، في 2012، بيد أنه لا يتعدى إطار الصورة.

“الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”؛ شعار صار يملأ الأماكن في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين، بل إن المسلح الحوثي لمن لا يعرفه من هيئته، يستدل عليه من سلاحه، حيث يلصق الشعار على سلاحه.

الشعار ذاك، هو “الصرخة”، بحسب ما يطلق عليه الحوثيون، وصار معروفاً في أصقاع البلاد، ويفرض الحوثيون على سكان المناطق التي يسيطرون عليها ترديده، في المساجد والمدارس.

بل إن “الصرخة” صارت موضوع نقاش، ودرس يتعمق فيه قادة مليشيا الحوثي في اجتماعاتهم، وجلسات تجمعهم مع شخصيات يمنية ليس بالضرورة معتقدين بالحوثي، وهو ما يؤكده صحفيون ومثقفون، تمت دعوتهم من قبل قادة في مليشيا الحوثي، لأجل كسبهم إلى جانبهم.

وفي النظر إلى كلمات “الصرخة” نجد أنها لم تطبق منذ رفع الحوثيون بها أصواتهم، فيما الموت الذي يعلنوه في صرختهم ويقصدون توجيهه لأمريكا وإسرائيل، وجهوه لأبناء جلدتهم اليمنيين، لا سيما منذ 2013 حتى اليوم.

وكان الحوثيون أيدوا حركة الاحتجاجات الشعبية عام 2011، واعتصموا في “ساحات التغيير” بصنعاء وصعدة إلى جانب الثوار اليمنيين، لكنهم اعترضوا على المبادرة الخليجية، التي كانت تهدف إلى ترتيب نقل السلطة في البلاد، ومن هنا بدأ الحوثيون ينحون منحى الاشتباكات العسكرية، والقتل واحتلال المناطق، منقلبين على الشرعية، وهو ما استدعى تدخل قوة عربية لإرجاع الأمور إلى نصابها.

وذكرت بعض المراجع بأن أول ظهور لما عُرف بـ”الصرخة” في اليمن كان في 17 يناير/كانون الثاني 2002، خلال محاضرة ألقاها حسين بدر الدين الحوثي في مدرسة الهادي بمنطقة مران، بعنوان “الصرخة في وجه المستكبرين”.

وتحدث الحوثي آنذاك عن الطغيان الأمريكي والذل الذي تعاني منه الشعوب العربية والإسلامية، كما أشاد بموقف إيران وحزب الله، مؤكداً ضرورة مواجهة هذا الطغيان والظلم الأمريكي والإسرائيلي بترديد شعار “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.

وكانت المواجهة الأولى بين السلطة اليمنية وأنصار الحوثي بسبب ترديد شعار “الصرخة”، عندما قامت مجموعات بترديده عقب الصلوات في الجامع الكبير بوسط صنعاء القديمة، في 2004، لتندلع حينذاك حرب بين الحوثيين والسلطة، لمدة شهر، ثم توقفت واندلعت خمس مرات أخرى.

خلال هذه الحروب، قُتل عشرات الآلاف من اليمنيين من الطرفين، وشرد مئات الآلاف، ودمرت مزارع بأكملها، وهدمت آلاف المنازل، وكابد الاقتصاد اليمني خسائر فادحة، أثرت سلباً في مستوى دخل المواطن اليمني.

الحوثيون الذين يعتقدون بـ”الصرخة” تسببوا منذ أعوام بمقتل آلاف اليمنيين، وتدمير أحياء ومدن واقتصاد البلاد وسلب أمنها، ومؤخراً شوهت “الصرخة” جمال صنعاء القديمة، تلك التحفة الفنية النادرة.

يقول عبد الملك الحوثي، مرجع الحركة الحوثية، عن هذا الشعار: “هذه الصرخة من وجهة نظر الأمريكيين واليهود تشكل خطورة بالغة عليهم”، في الوقت الذي يصف السفير الأمريكي في صنعاء، جيرالد فايرستاين، هذا الشعار بـ”المثير للسخرية والمضحك”.

أما يحيى بدر الدين الحوثي، ممثل الحوثيين في أوروبا، فقد تحدث عن الصرخة في لقاء عبر قناة الجزيرة بقوله: “إخواننا يقولون الله أكبر الموت لأمريكا.. هذا كلام، ما حد مات، الحمد لله أمريكا موجودة”.

وقال في لقاء آخر: “نحن لا نعادي أحداً، ولسنا مؤهلين لأن نحارب أمريكا ولا نحارب إسرائيل ولا نحارب أحداً”.

ما قاله يحيى الحوثي، هو ما يقتنع به قادة الحوثيين، وما يدروكون حقيقته، لكن على ما يبدو فإن “الصرخة” شعار حماسي يلهب البسطاء، الذين تجعل الهتافات الحماسية منهم مطيعين لتنفيذ ما يراد منهم، وفقاً لمراقبين.

ويرى المراقبون أيضاً أن “الصرخة” مصدرها إيران، التي ترفع “الموت لأمريكا” شعاراً لثورتها، لكن إيران شنت حروباً على العرب، وتدخلت في شؤون المنطقة العربية، ومنها اليمن، مستغلة أتباعها “الحوثيين”، ولم تبادر إلى مقاتلة أمريكا.

والحوثيون يثمنون الدور الإيراني في دعمهم، كذلك فإن إيران ملجأ قادة الحوثيين، ومركز تدريبهم وتثقيفهم، وتزويدهم بالسلاح، وقد أنتج هذا الدعم حرباً يمنية داخلية، أنتجت طائفية وتوتراً أمنياً وتدهوراً اقتصادياً.

“الصرخة” الحوثية تلقفها البعض للتندر، في برامج تلفزيونية، تناولت الحوثيين و”صرختهم”.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

الاخبار العاجلة
نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق