حلبْ وتعز… مدينتان منكوبتان

- ‎فيكتابات

ماذا تُستهدف مدينتا تعز اليمنية وحلبْ السورية بأعتى الأسلحة اليوم. تعز محاصرة من مليشيات طهران ومليشيات الرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، منذ عام، ولا مجال هنا لكي نسرد عدد الجرحى والشهداء والمنازل التى دُمرت فيها. المدينة محاصرة حتى كتابة هذه السطور. وقد سربت وسائل الإعلام أن رئيس وفد الحوثيين المفاوض في الكويت أجرى اتصالاً في اليوميين الماضيين، وحث مليشياته على حسم المعركة في تعز، فقد نجح في وقف تحليق طيران التحالف العربي، وبالتالي ما عليهم سوى مداهمة تعز وضربها. من أين جاء هؤلاء؟ هؤلاء هم وحوش القرن الواحد والعشرين. هؤلاء تجردوا من كل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية. الأطفال يموتون في تعز بسبب سوء التغذية، ومنهم من يموت بمدافع الحوثي وصالح. كما أن المرضى يموتون نتيجة انعدام الأكسجين. المدينة محاصرة بكل ما تعنيه الكلمة، وقد رفض رئيس وفد الحوثي المفاوض في الكويت فك الحصار عن هذه المدينة. لكن، على مليشيات الحوثي وصالح أن يفهموا أن تعز عزيزة، وستقاوم كل أنواع الغبن، حتى قيام الساعة. تعز اليمنية قدرها هو النصر، وستنتصر على جرائم القتلة، والأيام بيننا.
أما مدينة حلبْ السورية فتعيش مأساة القرن الواحد والعشرين، وجرحها أعمق من تعز اليمنية. يرتكب النظام السوري جرائم حرب بحق المدنيين في مدينة حلبْ. وقد سمعنا، أخيراً، أن النظام السوري تلقى نصائح من حكومة الجزائر، والتي أكدت فيها أن الحل سيكون عسكرياً، وما على الرئيس بشار الأسد سوى المضي في ضرب حلبْ، وقد شرح وزير جزائري للرئيس المذكور مجرى عمليات الحرب الأهلية الجزائرية في تسعينيات القرن الماضي، حينما فاز الإسلاميون في الانتخابات الجزائرية في انتخابات حرة ونزيهة. ثم انقلب عليها الجيش الجزائري، والذي لازالت قبضته الحديدية على الجزائر، حتى كتابة هذه السطور. وقتل الجيش الجزائري مئات الآلالف من الجزائريين آنذاك.

ما هو سر الهجوم على حلبْ السورية اليوم؟ هذه المدينة منكوبة، فهي تُضرب بأحدث الأسلحة وجيش النظام الفاشي لا يفرق بين الجوامع والمساكن وغيرها. ترتكب مليشيات قاسم سليماني ومليشيات الطاغية المجرم بشار الأسد وطائرات الجيش الروسي مجازر وإبادة جماعية بحق أهلنا في “حلبْ”. هذه المدينة تحترق، ولا أحد يتألم لجراحها. أين الضمير الإنساني؟ أين جامعة الدول العربية؟ أين منظمة المؤتمر الإسلامي؟ نظام المجرم بشار الأسد لا يفرق بين المستشفيات والجوامع وغيرها. لأول مرة في تاريخ حلبْ لا تقام فيها صلاة الجمعة منذ مئات السنين، بسبب ضرب الطيران المتواصل بشكل هستيري.
على نظام المجرم بشار ومليشيات حزب الله وقاسم سليماني أن يفهموا أن حلبْ مدينة عربية، وستظل عربية الى قيام الساعة. هذه المدينة هي التى ستغير مجرى الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، وهذا هو سر الضرب المتواصل من نظام بشار. لن يتحقق حلم المجرم بشار والدب الروسي وكاهن طهران في هذه المدينة العربية. وعلى بشار أن يفهم أن والده هاجم مدينة حماه في ثمانينيات القرن الماضي وفشل. وبالتالي، حتما سيفشل بشار هذه المرة في حلب.
حلبْ السورية وتعز اليمنية هما جرح الأمة النازف. عذرا حلبْ، ما عاد يذكرك العرب والمسلمون اليوم. عذرا حلبْ، حتى وإن مات العرب والمسلمون، فلتعذرينا يا حلبْ. صبرا يا حلبْ، يا مدينة العروبة والعلم والتاريخ. عذراً حلب، أنت لست باريس أو نيويورك ليقف رؤساء العالم تضامناً معك، ولأننا نعيش في زمن النفاق.
ستفشل خطة الحوثي في تعز حتماً، لأن الحكومة اليمنية تعرف مراوغاته وكذبه. وإذا لم يجنح الحوثي وصالح للسلم في الكويت، هذه المرة، فمصيرهما سيكون مؤلماً. أما حلبْ المنكوبة فستغير مجرى أحداث المنطقة بأكملها، والأيام المقبلة مليئة بالمفآجات، وما علينا سوى الانتظار. قلوبنا مع أهلنا في حلبْ وتعز. حفظهما الله، والخزي والعار للقتلة المجرمين.