وكان الحديث أثناء مشاورات الكويت بين أطراف الصراع اليمني حول احتمالات إحداث اختراق في مشاورات السلام.
واعتبر مسؤولون في الحكومة الشرعية هذا الاستيلاء إعلان حرب لا مجرد تصعيد، وردت الحكومة اليمنية بتعليق مشاركة وفدها في مشاورات الكويت.
قبل أن يذهب المحللون لقراءة المشهد، تحدث القيادي بالمقاومة الشعبية في تعز حميد الخُليدي لحلقة الأحد (1/5/2015) من برنامج “حديث الثورة” قائلا إن مدينته لم تعرف التهدئة منذ إعلانها، وإن “عصابة الحوثي وصالح” تستغل وقف تحليق الطيران لنقل العتاد واقتحام المنافذ وحملات الاعتقال.
أما الكاتب والمحلل السياسي عبد الوهاب الشرفي فقال من صنعاء إن “أطراف الرياض” لم يقدموا أي خطوة لوقف إطلاق النار، وإن الطائرات ما زالت تحلق فوق صنعاء وتقصف في مناطق أخرى، وفق قوله.
ورأى الشرفي أن الطيران يمكن ضبطه بسهولة ليس كما هي الحال في الجبهات المشتعلة على الأرض. واتهم من يسميهم “أطراف الرياض” برفض تشكيل لجان محايدة ضمن هيكليتها الأمم المتحدة، ولأنهم يريدون استمرار الحرب إنهم يتذرعون بالاختراقات.
أما “أطراف صنعاء” بحسب توصيف الشرفي فإنهم يتحدثون عن حل سياسي توافقي يشترك فيه الجميع، بينما طرف الرياض يريد أن يفرض على الجميع رؤيته ويقول للحوثيين “سلموا أسلحتكم وعودوا إلى صعدة“.
من الرياض قال الكاتب والمحلل السياسي سليمان العقيلي إن الاستيلاء على لواء العمالقة يعني انهيار المشاورات وإعلان استئناف الحرب، مضيفا أن الحوثيين بما فعلوه سيطروا على كميات كبيرة من الآليات والأسلحة التي ينبغي ملاحقتها وضربها.
وختم العقيلي بالقول إن التحالف يقوم بدورين هما التغطية السياسية والدعم العسكري للشرعية المعترف بها من دول العالم. أما ما يقال من اتصالات سعودية مع الحوثيين فقال إنها لا تنال من دعم التحالف الملتزم بالوقوف مع الشرعية، ولا تعني الاعتراف بالانقلابيين كسلطة أمر واقع.
من ناحيته نفى عضو الفريق الاستشاري للوفد الحكومي اليمني في الكويت السفير أحمد عوض بن مبارك وجود خرق للهدنة في اليمن منذ خمسة أيام وبشهادة الأمم المتحدة.
وأضاف بن مبارك -وهو أيضا سفير اليمن لدى الولايات المتحدة- أن تعليق مشاورات الكويت بسبب جملة من الخروقات آخرها الاستيلاء على لواء العمالقة الذي لديه مخزون كبير من السلاح، وكان سيلعب دورا في تسلم الأسلحة، مما ينبئ بعدم جدية الطرف الانقلابي.
وخلص إلى أن الوفد الحكومي قدم رؤى مفصلة تبدأ من إعادة بناء الثقة، والترتيبات العسكرية واستعادة الدولة واستئناف العملية السياسية، وعليه فإنه لا يمكن القبول بمنطق الانقلاب، ولا يمكن تكرار ما جرى بعد اتفاق السلم والشراكة الذي انقض عليه الحوثيون ووضعوا الرئيس تحت الإقامة الجبرية.
الكاتب والباحث السياسي اليمني محمد جميح قال إن لواء العمالقة رفض الحوثيين فحاصروه، مضيفا أن هذا اللواء رفض الخوض في الصراع حاله حال ثلثي الجيش الذي انصرف إلى البيوت.
ورأى جميح أن الحوثيين يريدون تشكيل جسم انتقالي تنفيذي يكونون فيه هم القوة المسيطرة، فينزعون سلاحهم للجهة التي يسيطرون عليها، متسائلا “الحوثيون يضحكون على من؟”.