قائد تحرير المكلا نفذ من قبضة المخلوع صالح بعد 20 عامًا

- ‎فيأخبار اليمن

يبحث اليمن في ذروة مأساته التي يعانيها جراء الانقلاب الحوثي، عمن يسير به نحو الأمن والاستقرار، وتارة تلو أخرى، تنفرج الأزمة بفعل الإخلاص واليقين والولاء للأرض التي تتزايد مشاعر اليمنيين تجاهها حبا، دون أن تتغير في ذروة الحرب أو السلام.

ومن بين الأخبار السعيدة التي تلقاها الشعب اليمني أخيرًا، الانتصار الذي تحقق على يد الجيش والتحالف في معركة المكلا، والذي أدى لتطهير المدينة من جيوب تنظيم القاعدة والمتمردين وقوة الحرس الجمهوري التابع للمخلوع صالح التي جمعها التطرف، لتدمير مقدرات اليمن.

وبرزت الحاجة في الصراع الذي يخوضه اليمن من أجل الخلاص من الانقلاب، لخبراء لديهم الدراية العسكرية، وتاريخ حافل لمواجهة الظرف الراهن، ومن بينهم اللواء فرج سالمين البحسني، قائد المنطقة العسكرية الثانية، الذي أدار بنفسه، معركة تحرير المكلا، التي أفضت لإنقاذ 90 في المائة من موارد اليمن النفطية. ومن بين المفارقات، أن نظام صالح، ظل يلاحق البحسني طيلة 20 عاما، ووجه له تهمة النشاط العسكري، لفصل الجنوب عن بقية مناطق اليمن.

وأشار البحسني في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إلى أن التخطيط للمعركة الأخيرة استغرق ثلاثة أشهر، وقبل ذلك إعداد قوة عسكرية مكونة من 25 ألف جندي من الجيش والمقاومة من أبناء حضرموت، جرى تدريبهم وتسليحهم، لتطهير المنطقة من الإرهاب، مضيفا أن خمسة آلاف مقاتل من القاعدة كانوا في المكلا، أغلبيتهم الساحقة من جنود المخلوع الذين انضموا إليهم، وارتدوا الزي الأفغاني.

وقال إن نقاط تمركز مقاتلي القاعدة والحوثيين كانت في مطار المكلا الدولي وميناء تصدير النفط في الضبة ومطار الريان، مبينا أنهم اندحروا خلال وقت قياسي ولم تتجاوز مقاومتهم أكثر من 24 ساعة، لافتا إلى أن الإرهابيين دبروا لمخطط خبيث يهدف لتدمير الاقتصاد اليمني من خلال تفخيخ ميناء الضبة بالقنابل، من أجل تفجيره في حال خسارتهم المعركة، لكن التحالف والجيش اليمني تنبّه لذلك، ودخل الميناء من جهة البحر، ووصل إليه قبل أن تمتد إليه أيادي التخريب، بينما تصدى 120 خبيرا سعوديا وإماراتيا وفرقة يمنية خاصة، لتفكيك القنابل التي أعدها الحوثيون والقاعدة، واستغرق ذلك يومين.

وذكر قائد المعركة، أن 30 شهيدا يمنيا ارتوت بدمائهم الطاهرة أرض المكلا، وجرح 40 مقاتلا آخر في المعركة، بينما سقط مئات القتلى من القاعدة والحوثيين وجنود المخلوع، وحلت بهم خسائر كبيرة، جراء الغارات الجوية المكثفة التي شنها طيران التحالف، الذي حدد 200 هدف، جرى تدميرها بدقة، مؤكدا أن اليمن بات اليوم على مقربة من الخلاص من الانقلاب الحوثي، ونظام صالح، الذي جثم على صدور اليمنيين أكثر من ثلاثة عقود، امتلأت بالتجبر والطغيان، معبرا عن أمله بأن تعود الحياة لبلاده في أسرع وقت، بإصرار اليمنيين أنفسهم، ودعم التحالف العربي الذي يسير باليمن نحو الأمن والاستقرار والمستقبل المضيء.

وأكد البحسني الذي دخل عقده في الستين، أنه ظل ملاحقا من قبل نظام صالح طوال العقدين الماضيين، لأنه قاد جبهة عسكرية، دافعت عن جنوب اليمن، في حرب 1994 التي شنها المخلوع لتركيع الجنوب وإخضاعه لسيطرته، وأضاف: «كانت حربا ظالمة عندما تحركت الجحافل العسكرية بأمر صالح ضد المناطق الجنوبية، ولم نملك أي خيار آخر سوى المقاومة والدفاع عن أهلنا فنجحنا في ذلك والتاريخ خير شاهد».