شككت هيئات إغاثية يمنية مستقلة، فيما أورده تقرير المنظمة الدولية حول المساعدات الإنسانية التي قدمت لأكثر من 3.2 مليون يمني محاصر في محافظة تعز، التابعة إداريا لإقليم الجند، خلال الفترة الماضية، وأن المنظمة تمكنت من تغطية المحافظة والمديريات التابعة لها مائة في المائة.
وقال ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز لـ«الشرق الأوسط» إنه من الصعب في الوقت الذي تعاني فيه المدينة من القصف العشوائي، تغطية المدينة ومديرياتها، وإن ما أورده تقرير «هيئة الغذاء العالمية» لم يكن دقيقًا حول الأعداد والأسر التي تمت مساعدتها بالسلال الغذائية، وخصوصا أن هذه المنظمة لم تتمكن من إدخال 4 آلاف سلة في وقت سابق، إلا بوجود مندوب الأمم المتحدة الذي سهل عملية دخول هذه المساعدات.
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر عسكرية، أن ميليشيا الحوثيين في الوقت الراهن تقوم بأعمال قطع الطرق، لوقف أي مساعدات إنسانية تتجه إلى تعز والحديدة في إقليم تهامة، التي حولتها الميليشيا لمركز لتحريك الأفراد والآليات باتجاه جبهات القتال، وأشارت إلى أن هناك كثيرا من الحالات التي وثقت عمليات سطو على القوافل الإغاثية، والاعتداء على مسيري وقادة المركبات، ومن ثم الاستيلاء على المواد الإغاثية.
وبالعودة إلى الوضع الإنساني في تعز، أكد الدكتور عبد الكريم شمسان، رئيس ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز لـ«الشرق الأوسط»، أن الوضع الإنساني في المدينة سيئ للغاية، ولم يتحسن عما كان عليه في السابق رغم إعلان الهدنة التي لم يطبق منها شيء، وما زالت المدينة تعاني من القصف العشوائي وبشكل يومي، والذي يستهدف المدنيين، لافتا إلى أن عدد القتلى في ازدياد، إذ تجاوز عدد الضحايا لهذا الشهر 30 قتيلا، إضافة إلى نحو 146 جريحا، جراء القصف على المدينة.
وأشار الدكتور شمسان، إلى أن مدينة تعز محاصرة منذ أشهر عدة، وتحتاج لكميات كبيرة من الغذاء والدواء لمساعدة المحتاجين، كما أن المدينة تعاني تدهورا في الخدمات الأساسية «الكهرباء، الماء» والذي يعود إلى إغلاق المؤسسات الحكومية، لافتا إلى أنه لم يدخل في الأيام الماضية من قبل المنظمات الإغاثية سوى 4 آلاف سلة غذائية من قبل هيئة الغذاء العالمية، وهذه المساعدات لم تكن لتدخل لولا وجود مندوب الأمم المتحدة.
وحول ما حمله تقرير المنظمة الإغاثية من تغطية المدينة بالمساعدات، قال رئيس ائتلاف الإغاثة الإنسانية، إن تقرير هيئة الغذاء العالمية، حول تغطية المدينة بالمساعدات الإنسانية بنسبة مائة في المائة لشهر مارس (آذار)، غير صحيح وليس دقيقا في الأرقام التي أوردها حول وصول المساعدات إلى جميع سكان المدينة، والبالغ تعدادها نحو 3.2 مليون نسمة.
واستطرد الدكتور شمسان: «لو افترضنا أن الهيئة قامت بتوزيع 100 ألف سلة أو حتى 300 ألف سلة، فهذا يعني أنها غطت 700 ألف شخص، ولم تغطّ جميع الأسر المحتاجة، كما أن هناك 3 محافظات استهدفتها الهيئة بنحو 6 آلاف سلة غذائية، وهذه تغطي 6 آلاف أسرة، والمديريات يقطنها قرابة 50 ألف أسرة، فما مصير 44 ألف أسرة لم يصلها الدعم والمساندة؟». وشدد على أن الوضع في المدينة ومديرياتها «مأساوي وصعب للغاية، وإن لم تحدث هدنة حقيقية فلن نتمكن من مساعدة المتضررين، وخصوصا أن المانحين لا يزالون متخوفين حول إمكانية إدخال أي من المساعدات في ظل القصف العشوائي»، موضحا أن الائتلاف لديه أكثر من 20 طنًا من المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية خارج المدينة لم يتمكن من إدخالها بسب القصف والخروقات التي تحدث ضد مسيري هذه الحملات.
ومنذ مطلع العام الحالي حذرت الأمم المتحدة من الوضع في مدينة تعز، وأنها على شفا المجاعة، مع وصول انعدام الأمن الغذائي الشديد مستوى «الطوارئ» في المدينة التي يحاصرها الانقلابيون، وهو المستوى الذي يسبق «المجاعة» مباشرة، وهناك على الأقل أسرة من كل 5 أسر في المدينة لا تجد ما يكفي من الغذاء للتمتع بحياة صحية، وفقدت سبل كسب الرزق، وتواجه معدلات من سوء التغذية الحاد تهدد حياتها.