طرح إعلان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، “تحييد المسار السياسي في مشاورات الكويت بين الأطراف اليمنية عن الأوضاع الميدانية” تساؤلا مهما حول مخاطر وأبعاد هذا الإجراء، في ظل “هدنة هشة”باتت عرضة للاختراق جراء استمرار القتال في أكثر من جبهة.
مغالطة ومخاطر
وفي هذا السياق، قال الخبير اليمني الاستراتيجي في شؤون النزاعات المسلحة علي الذهب، إن الأمر يبدو كما لو أنه تعزيز للمفاوضات الدائرة وحمايتها من الفشل، وقطع الطريق على من يريد اتخاذ ما يجري من خرق للهدنة سببا لتوقفها.
وأضاف في تصريح خاص لـ”عربي21″ أن هذا الإجراء من قبل الأمم المتحدة، يحمل الكثير من المغالطات والمخاطر في الوقت نفسه، ذلك أن “الحوثيين أمنوا جانب السعودية ـ أي أوقفوا العمليات على الحدود ـ، ومن غير الممكن استبعاد أن “تشهد الأيام القادمة عملا عسكريا حاسما للحوثيين وحلفائهم، يستهدف تعز أو مأرب أو الجوف، وبمباركة غربية، أمريكية على وجه التحديد. على حسب قوله.
وأوضح الخبير الاستراتيجي اليمني أن الحوثيين استطاعوا إقناع السعوديين بأنهم من يدير المعركة، وأن علي صالح مجرد ظاهرة صوتية ليس إلا، وقد “عززوا ذلك بتكثيف عملياتهم على الحدود مع السعودية”.
كما تمكن الحوثيون من إقناع الولايات المتحدة بأنهم “يدها الفولاذية التي لن تخذلهم في ضرب تنظيم القاعدة”، فالمعركة مشتركة مع واشنطن في هذا الجانب.
واعتبر الذهب أن كل عمل عسكري يمكن أن يقدم عليه الحوثيون سيكون مسكوتا عنه، بل ومرضيا عنه كذلك، وهذا هو خطر الفصل بين المسار السياسي والعسكري على الأرض.
أسلوب جديد لدعم الانقلاب
من جهته، أكد رئيس تحرير “الموقع” الإخباري، عامر الدميني، أن تحييد المسار السياسي عن التطورات الميدانية وفقا لإعلان المبعوث الأممي، يعد “أسلوبا جديدا” لتمكين الانقلاب من تثبيت أقدامه داخل اليمن والتمدد نحو مناطق جغرافية جديدة ستصبح تحت سيطرته أو الحفاظ على ما لديه من مناطق.
وقال في حديث خاص لـ”عربي21″، إن “دوافع هذه الخطوة كما يبدو هي التطورات التي حصلت في معسكر العمالقة والتي أثرت على عملية الاستمرار بالمشاورات في الكويت وأدت إلى توقفها لثلاثة أيام، ولذلك جرى فصل تطورات الداخل الميدانية عن مشاورات الخارج السياسية”.
وأشار الدميني إلى أن هذا الأمر سيضاعف من توسع الانقلابيين على الأرض، ويمكنهم من إعادة ترتيب صفوفهم عسكريا، خصوصا مع مطالبهم الحثيثة بوقف طلعات التحالف العربي في الأجواء اليمنية.
وحذر رئيس تحرير الموقع اليمني من خطورة إعلان ولد الشيخ، على قدرة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، التي لا تنال الدعم العسكري الكافي، للبقاء في موقع الند للحوثيين وقوات صالح، وبالتالي فإن “تحييد الوضع الميداني عن المسار السياسي يصب في مصلحة الانقلابيين أكثر من الشرعية”.
وأكد المبعوث الأممي في بيان له، الثلاثاء الماضي، على ضرورة تحييد المسار السياسي لمشاورات السلام اليمنية المقامة في الكويت، عن الأوضاع الميدانية، بعدما علق وفد الحكومة اليمنية مشاركته في المشاورات، احتجاجا على هجوم الحوثيين على معسكر لواء العمالقة في شمال البلاد، واستمرار خرق وقف إطلاق النار في بلدة نهم بريف صنعاء، وفي تعز والجوف جنوب وشمال شرق اليمن.