أعلنت قيادة المنطقة العسكرية الأولى في عموم مناطق الصحراء والوادي بمحافظة حضرموت كبرى مدن الجنوب انتهاء عملياتها العسكرية القتالية ضد الجماعات الإرهابية بمناطق وادي سر بالقطن مع استمرار عمليات التفتيش والملاحقة في كل مناطق وادي وصحراء حضرموت.
وقالت قيادة المنطقة العسكرية الأولى في بيان لها إنه مع تدمير معسكري نخر الحاشدي وسودف الذي اتخذتهما عناصر الإرهاب قاعدة للتأهيل والتدريب على مستوى اليمن، فقد تقرر انتهاء عملياتها العسكرية مع استمرار عمليات التفتيش والملاحقة للجيوب الإرهابية الضالة.
قيادة المنطقة العسكرية الأولى تقدمت في بيانها بالشكر لأهالي حضرموت ولشهداء القوات المسلحة والمقاومة الشعبية ودول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ومن جهة ثانية اغتال مسلحون مجهولون، أمس الجمعة، مدير سجن المنصورة بعدن وهاد نجيب أحمد، وقالت مصادر أمنية بشرطة عدن لـ«الشرق الأوسط» إن مجهولين اغتالوا مدير سجن المنصورة أثناء مروره بعد صلاة الجمعة برفقة شقيقه؛ حيث باشره مسلحون بالنار وأردوه قتيلا على الفور وإصابة شقيقه بجراح خطيرة نقل على إثرها إلى أحد مشافي المدينة.
إلى ذلك قام محافظ محافظة لحج الدكتور ناصر الخبجي، أول من أمس، بزيارة تفقدية موسعة لمدينة الحوطة، زار خلالها عددا من المرافق الحكومية، وأطلع على آثار الدمار الذي خلفته الحرب، والأوضاع الأمنية والعامة في المدينة، وسير العمل في الإدارات وذلك بعد تطهير المحافظة من الإرهابيين، إلى جانب قيامه بجولة ميدانية في عاصمة المحافظة الحوطة، ومديرية تبن، وتفقد النقاط الأمنية.
وعقد المحافظ الخبجي اجتماعين بمدير مكتب الصحة العامة والسكان الدكتور باسل البغدادي، الذي رافقه في زيارته لمستشفى ابن خلدون، وكذلك بمدير التربية والتعليم نصر اللحجي، وعدد من مديري المكتب، واطلع على سير العملية التعليمية بالمحافظة.
وأكد المحافظ أهمية الدور المجتمعي في الاستقرار والأمن والبناء ومساعدة قيادة المحافظة التي تحدت الظروف والوضع، لتتولى مناصبها في ظل المخاطر الكبيرة، قائلا: «إن الحوطة خصوصا، ولحج بشكل عام، قادمة على عهد جديد».
وشكر التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، على جهوده ومواقفه، مؤكدا أهمية أن تعود لحج آمنة مستقرة، وتعيد إعمار بنيتها التحتية ومرافقها، وتطبيع الحياة فيها.
محافظ محافظة لحج أكد في تصريحات حصرية لـ«الشرق الأوسط»، أن العمل سيكون من الحوطة، فور تأهيل بنيتها التحتية، وإعادة إعمار المرافق وتأهيلها؛ حيث إن أغلبيتها مدمرة.
وأشار الدكتور الخبجي، إلى أن الحملة الأمنية مستمرة، وأن الوضع في لحج وخاصة تبن والحوطة يشير إلى التحسن.
بدوره حذر مدير شرطة لحج العميد عادل الحالمي العناصر التخريبية والإرهابية من أي محاولة للعبث بأمن الحوطة ومحافظة لحج ككل، داعيا تلك العناصر إلى تسليم نفسها للتحقيق، ومن لم يثبت تورطه بأعمال قتل وإراقة دماء، سيتم التحاور معه والعفو عنه، مقدما شكره وتقديره، لدول التحالف العربي التي قدمت كل الإسناد والإمكانيات للمقاومة، وخاصة القوات الإماراتية والسعودية.
من جهة اخرى أشار محافظ حضرموت اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك إلى أن هناك إجراءات تم اتخاذها لتسجيل كل من شارك في عملية تحرير المكلا من منتسبي المقاومة، لتدريبهم في المعسكرات الخاصة ودمجهم ضمن قوات الجيش والأمن بالمحافظة.
واجتمع المحافظ بعدد من العلماء والمشايخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية وبعض ممثلين عن منظمات ومؤسسات المجتمع المدني في محافظة حضرموت. وفي اللقاء الذي حضره قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج سالمين البحسني، أكد أن هناك من يريد إعادة إنتاج سيناريو الصراع الذي حدث في عدن وبعض المحافظات بين المقاومة وقوات الجيش الرسمية والسلطة المحلية، وأن السلطة المحلية بحضرموت لن تقبل بتشكيل أي ميليشيات أو جماعات مسلحة من شأنها تشويه صورة حضرموت وخدش جمال الانتصار والتلاحم الذي حدث في تحرير المكلا ومطاردة العناصر الإرهابية، موضحًا أن السلاح يجب أن يكون تحت سيطرة القوات النظامية للدولة دون غيرها.
وكشف بن بريك لـ«الشرق الأوسط» عن جهود تبذلها السلطة المحلية بالمحافظة لتطبيع الحياة وتسهيل الخدمات للمواطنين، وفي مقدمتها الكهرباء والماء وإعادة تدشين العمل في المرافق الخدمية والحيوية تباعًا، ومنها مصلحة الهجرة والجوازات ومصلحة الأحوال الشخصية والسجل المدني، التي ستدشن عملها الأسبوع القادم.
وأشار بن بريك إلى أن تخفيف المعاناة عن سكان حضرموت واستعادة الخدمات الضرورية وتطبيع الحياة واستتباب الأمن والسكينة من الأولويات إلى جانب ملفات عدة، منها دمج شباب المقاومة في مؤسستي الجيش والأمن وتشغيل حركة التنمية والاستثمار الواقفة منذ أعوام، نظرًا للأزمات المتتالية ومن ثم الحرب التي ما زالت قائمة في البلاد.
وعثر سكان محليون على ورشة لتصنيع الصواريخ والعبوات الناسفة والمتفجرات بداخل مبنى محكمة غيل باوزير بحضرموت شرق اليمن.
وقالت مصادر محلية وعسكرية لـ«الشرق الأوسط» إن رجال المقاومة بحضرموت من السكان المساندين للجيش الوطني في عملياته ضد القاعدة بحضرموت، عثروا عصر أول من أمس الخميس، على صواريخ وعبوات ناسفة محلية الصنع تم تجهيزها داخل ورشة استحدثها تنظيم القاعدة داخل مبنى محكمة غيل باوزير عقب سيطرتهم عليها أبريل (نيسان) الماضي.
وأضافت أن كميات من هذه المواد تم تجميعها من مواقع عدة في مدينة المكلا وجوارها، موضحة أن قوات الجيش الوطني الموالي للسلطة الشرعية عزز بكاسحات ألغام ومتفجرات، وصلت إلى مدينة المكلا مساء أول من أمس الخميس، كما طلب الجيش الوطني فرقًا متخصصة بنزع الألغام لإزالة مخلفات تنظيم القاعدة في عدد من المعسكرات والمواقع التي اتخذت منها تلك الجماعات مقرًا لتصنيع وتجهيز العمليات الإرهابية أو قامت بتلغيمها خلال وجودها في المدينة قبل تحريرها السبت قبل الماضي.
كما أصدر محافظ حضرموت قرارًا يعفي المواطنين من دفع نسبة 50 في المائة من المديونية المتراكمة المستحقة على فواتير الفترة السابقة وحتى شهر مايو (أيار) الحالي، على أن تدفع 500 ريال مضافة للقسط الشهري من المديونية السابقة لذوي الدخل المحدود، الذين لم تتجاوز فواتيرهم 10 آلاف ريال يمني (الدولار يساوي 252 ريالاً).
ونص القرار على إعفاء القطاع التجاري بنسبة 30 في المائة من استهلاك الكهرباء والمياه على أن يقوموا بدفع النسبة المتبقية عليهم دون تأخير.
كما سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة والرادعة ضد المتأخرين والمخالفين الذين يختلسون خدمة الكهرباء والمياه من خلال الربط العشوائي بالشبكة.
وقال محافظ حضرموت إن القرار هدفه رفع المعاناة عن السكان في مدن الساحل والوادي المعروفة بحرارتها المرتفعة التي تصل إلى 47 درجة مئوية، خصوصًا في مناطق الوادي، التي تصل فيها إلى 50 درجة.
وأضاف أن مديونية مؤسستي المياه والكهرباء لدى السكان والجهات الحكومية بلغت نحو ملياري ريال يمني للمياه، ونحو 14 مليار ونصف مليار ريال لمؤسسة الكهرباء، علاوة على وجود مديونية هي قيمة شراء طاقة من القطاع الخاص وبواقع 140 مليون دولار.
ودعا المحافظ المواطنين إلى ضرورة تسديد الفواتير للكهرباء والمياه والاتصالات حتى تستمر في تقديم خدماتها، منوهًا بالجهود المستمرة في الناحية العسكرية ومتابعة العمليات من أجل نزع وتفكيك الألغام والمتفجرات التي زرعتها العناصر الإجرامية الضالة وعمليات الملاحقة والتطهير للأوكار الإرهابية.
وأشاد الشيخ صالح الشرفي بما تحقق لمدينة المكلا وحضرموت عمومًا من تجنب الصراع والفوضى، مشيرًا إلى أهمية فرض هيبة الدولة في هذه المرحلة الحساسة ورفع معاناة المواطن والتوزيع العادل لمواد الإغاثة الغذائية والطبية، وأهمية تأمين المشتقات النفطية لحضرموت ورفع معاناة الصيادين الذين يعانون من توقف نشاطهم منذ أكثر من 10 أيام.
وشدد الشيخ الشرفي على ضرورة مواجهة السلوكيات والمظاهر المشوهة لمدينة المكلا ومنع القات وإبعاد أسواقه من المدينة وتوفير مشاريع تنموية لاستقطاب أكبر عدد من الشباب الذين يعانون البطالة والفقر، وأحقية حضرموت في أن يكون لها الصدارة كونها أرض الثروة والتاريخ والعلم، بعيدًا عن سنوات الظلم والنهب والتهميش والإقصاء التي عانتها من الأنظمة الظالمة.