مشاورات السلام اليمنية تقترب من … «الفشل»

بلقيس احمد10 مايو 2016
مشاورات السلام اليمنية تقترب من … «الفشل»

تقترب مشاورات السلام اليمنية، التي تستضيفها الكويت منذ ثلاثة أسابيع، من الفشل، مع عدم إحراز أي تقدم يذكر، في ظل المراوحة والعودة إلى فتح ملفات سبق أن اتفقت عليها الأطراف المفاوضة، الأمر الذي دفع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى دعوة المفاوضين اليمنيين إلى التفكير في مصلحة الشعب أولا، معربا عن ثقته في رغبة اليمنيين في إنهاء الصراع.

وأجرى ولد الشيخ أمس سلسلة من الاجتماعات الثنائية مع الأطراف اليمنية من أجل التوصل إلى تفاهم حول مجموعة من القضايا، مشددا خلالها على أهمية تقديم التنازلات لبلوغ حل سلمي شامل ومتكامل. وقال في تصريح صحافي عقب الاجتماعات «يجب على المشاركين في مفاوضات الكويت أن يعكسوا تطلعات الشعب اليمني، كل الشعب اليمني، وكلي ثقة في أن اليمنيين يريدون انهاء النزاع وعلى المفاوضين أن يفكروا بمصلحة الشعب أولا».

وجدد تأكيده على ان «العملية التفاوضية دقيقة وتستغرق وقتا، كونها تستهدف التوصل إلى اتفاق ملزم على كافة القضايا الخلافية حتى يكون الحل شاملا وكاملا».

كما عقد ولد الشيخ اجتماعاً مع سبع نساء يمنيات يمثلن التوافق النسوي اليمني من أجل الأمن والسلام، مرحبا بمشاركتهن «لأهمية الدور الذي تلعبه المرأة في العملية السياسية والسلمية لا سيما وأن الأمم المتحدة التزمت بإشراك النساء كمناصرات حقيقيات للسلام». والتقى ولد الشيخ رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وأطلعه على آخر مستجدات الساعة.

في هذه الأثناء، أعلن وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي ان «مباحثات السلام لم تحرز اي تقدم». وقال المخلافي الذي يرأس وفد الحكومة الشرعية للمفاوضات «من اجل السلام قبلنا كل ما تقدم لنا من مقترحات. وبعد ثلاثة أسابيع ليس في يدنا الا قبض ريح، بسبب تراجع الطرف الآخر عن كل ما يلتزمون به».

عمليا، استأنفت اللجان الفرعية التي تم تشكيلها اجتماعاتها أمس لبحث المسارين السياسي والأمني وقضية السجناء والمعتقلين بعد ان تعذر انعقادها يوم الأحد الذي كان من المقرر ان تعقد اللجان اجتماعاتها فيه، الا ان مصدرا مقربا من مبعوث الامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد أعلن تأجيل الاجتماعات الى الاثنين بسبب «التباين في وجهات نظر الأطراف اليمنية».

واكد المصدر ان المبعوث الأممي يسعى الى تضييق هوة الخلافات بين الأطراف اليمنية معولا على الأجواء الإيجابية التي تحققت في الأيام الماضية.

وعما جرى يوم امس، قال المحلل السياسي زيد السلامي ان المشاورات اشتملت لقاءات منفردة للمبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ لرئيسي وفد الحكومة والحوثيين، حيث دار النقاش حول الدفع بعجلة المشاورات الى الامام واستئناف الجلسات المباشرة.

واضاف السلامي ان الوفد الحكومي يرحب بهذه اللقاءات والعودة الى الجلسات المباشرة، بحسب جدول الاعمال و الاطار العام الذي حددته الامم المتحدة. وعن لقاء المبعوث الاممي مع الشيخ صباح الخالد، قال ان اللقاء ناقش سبل انجاح المشاورات والدفع بعملية السلام. ورحب السلامي بتواجد القياديات اليمنيات، مؤكدا ان رئيس الوفد الحكومي رحب بتواجدهن كمواطنات يمنيات يحق لهن إبداء وجهة نظرهن والاسهام باقناع الطرف الآخر بالمضي نحو السلام، وعلى النساء طرح رؤيتهن على الاطراف للنظر بها.

وعن مطالب الحوثيين بالسلطة الانتقالية، قال ان هذا الموضوع غير مطروح للنقاش لان القرار 2216 ونقاطه الخمس واضحة، وهناك خطوات تسبق نقطة تشكل سلطة انتقالية، وهناك اجماع محلي واقليمي ودولي على شرعية الرئيس اليمني.

في المقابل، حمل الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام عارف الزوكا «من يزعمون انهم يمثلون الشرعية مسؤولية وتبعات ما يجري في محافظة عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية من عمليات ترحيل وتهجير قسري لأبناء المحافظات الشمالية»، مؤكدا ان «هذه الاعمال تندرج في اطار مشروع يستهدف وحدة اليمن وتمزيق نسيجه وسلمه الاجتماعي والإضرار بقيم التعايش والتسامح التي عرف بها اليمنيون على مر التاريخ».

وقال الزوكا في تصريح صحافي «من المؤسف حقا ان هذه الاجراءات تتم في مدينة عدن ثغر اليمن الباسم وعنوان المقاومة للاستعمار، والتي عرف عنها وعلى مدى تاريخها بأنها مدينة التعايش والتنوع، وكان لها شرف احتضان كل أحرار اليمن الذين قارعوا شمالا وانخرطوا مع اخوانهم في الجنوب ضمن الصفوف الامامية لثوار 14 اكتوبر 1963، ورووا معا بدمائهم الزكية شوارع وأزقة عدن الباسلة».

ودعا الأمين العام للمؤتمر «كل قيادات وكوادر وأعضاء المؤتمر الشعبي العام وكافة ابناء الشعب اليمني الى التصدي لمثل هذه الاعمال بكل حزم، باعتبار ذلك واجبا دينيا وقانونيا وأخلاقيا تفرضه مبادئ وقيم الانتماء للوطن الواحد الموحد، وطن الثاني والعشرين من مايو المجيد الذي كان لعدن شرف احتضان ميلاده في عام 1990، مؤكدا ان عدن ستظل مدينة السلام والتعايش والتسامح».

الأصبحي لـ«الراي»: لا مفاوضات مباشرة حالياً

قال وزير حقوق الإنسان اليمني عز الدين الأصبحي أن «خروق الهدنة التي عرقلت المفاوضات اليمنية سببها استمرار استهداف المدنيين من جانب الطرف الآخر»، مستبعداً في تصريح لـ «الراي» بأن «تستأنف المفاوضات المباشرة حتى نهاية اليوم (أمس)».

وقال الأصبحي العضو في الفريق الحكومي المشارك في مشاورات السلام إن «الضربات التي وجهها الطيران التابع للتحالف تأتي في إطار الرد على التجاوزات، وهي في الواقع دليل على ما تقوم به جماعة الحوثي وصالح من هجمات ضد المدنيين على اعتبار ان الطيران لا يوجه ضرباته إلا في حال تلقي اخباريات من الأرض بوجود اختراقات واعتداءات على المدنيين»، مشيرا إلى أن «التجاوزات شملت مناطق مثل تعز المحاصرة وبيضاء والمأرب وغيرها».

No more posts

No more posts

Breaking News
نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
Accept