نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريراً عن علي عبدالله صالح الرئيس السابق ومقارنته بالحوثيين في اليمن وقالت إن هذا “المستبد القديم” ما يزال الرجل الرئيس في اليمن.
وقالت الصحيفة: “لا شك أن لعلي عبدالله صالح دورا كبيرا في الصراع اليمني، حيث يعتبر من أكثر الشخصيات غموضا ورجل الخفاء في الحرب اليمنية التي يديرها في سرية تامة.
وأضافت: “ومن المرجح أن عبدالله صالح يمكن أن يحمل مفتاح إنهاء الحرب اليمنية، لكنه متغيب عن مفاوضات الكويت التي تهدف إلى إنهاء الصراع اليمني. وأنصار هذا المستبد القديم، الذي اضطر إلى الاستقالة في عام 2012 في أعقاب الربيع العربي، يقاتلون إلى جانب المتمردين الحوثيين منذ أكثر من عام.”
“أسفر هذا الصراع عن مقتل أكثر من 6500 يمني، حيث إن الرياض وباريس ولندن كانت دائما تتهم الحوثيين المدعومين من إيران وتؤيد رجوع هذا الديكتاتور إلى الحكم. ومكّن هذا التحالف بين الحوثيين وعبدالله صالح من سيطرته على صنعاء ومناطق شاسعة في اليمن، بما أن القوات الموالية لهذا الحاكم، الأقوى على الساحة في المعركة اليمنية.” قالت الصحيفة.
وتشير الصحيفة إلى أن القوات الموالية لـ”صالح” تتكون من الحرس الرئاسي والقوات الخاصة السابقتين اللتين دربتهما الولايات المتحدة حتى عام 2011 على التعامل مع صواريخ “سكود” التي تطلق ضد السعودية.
وقال مراقب أجنبي يعيش في صنعاء، خلال زيارته الأخيرة إلى باريس “إن ما لا يقل عن 65 بالمئة من المقاتلين هم موالون لصالح”، ونفس هذه القوات في العاصمة هي التي تقوم بالمحافظة على الأمن، حيث إنهم لا يزالون يسيطرون على وزارة الداخلية والأمن السياسي والمخابرات.
أمّا خارج مدينة صنعاء، هناك كثير من اليمنيين أصبحوا معادين للرئيس صالح، بسبب عمليات القصف العشوائي من قوات التحالف.
وتوضح الصحيفة: “ولا تزال أيضا العديد من الأصول المالية تحت قبضة عبدالله صالح، حيث تقدر ثروته بأكثر من 30 مليار دولار، وذلك وفقا لمصادر تابعة للأمم المتحدة، وهي موزعة بين، قرابة، عشرين دولة مثل إثيوبيا، فرنسا، دبي وأبوظبي، أينما يعيش نجله أحمد، وهذه القوة المالية لا تزال تسمح له بشراء الولاءات القبلية ورعاية الرياضة الوطنية في بلد تغيب فيه الحكومة المركزية منذ عقود.”
يقول مسؤول في منظمة حقوق الإنسان إنه “شئنا أم أبينا، الرجل القوي في اليمن هو صالح، وهو من يجب أن نتحدث معه”. فيما المتحدث باسم الجيش السعودي في الرياض، أحمد العسيري صرّح “أقسم إن صالح هو المشكلة، لا يمكن أن يكون جزءا من الحل”، حتى إن السعودية تتهمه بدعم فرع من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وأضاف “وإذا أمكن لصالح أن يستخدم نفوذه لدعم بعض مقاتلي القاعدة، فإنه من الخطأ أن نقول إنه هو المسؤول عن ظهور منظمة جهادية”.
وأشار مصدر سعودي، في لقاء مع صحيفة لوفيغارو، إلى أنه عن طريق التفاوض المباشر مع الحوثيين في الكويت، تحاول المملكة العربية “خلق فجوة بين الحوثيين ومؤيدي صالح”. وبسبب هذا التقارب البنّاء بين السعودية والحوثيين صرّح وزير الخارجية، عادل جبير بأن “العدو الأول هو القاعدة وتنظيم القاعدة، لا الحوثيون جيراننا”.
وفي هذا السياق، وافقت الرياض منذ شهر ونصف الشهر على إنشاء لجان مشتركة لمتابعة وقف إطلاق النار مع الحوثيين، غير الموالين لصالح. وبالتالي ومن المرجح أن هذه المناورات التي تقوم بها الرياض سوف تنجح هذه المرة.
وتنقل الصحيفة الفرنسية عن مراقب تابع لمنظمات حقوقية إن “هذه أفضل وسيلة لاندلاع حرب أهلية في المستقبل بين الحليفين”.
وفي الختام، يتساءل هذا المراقب عن الدور المستقبلي لصالح؟ وهل أنه سيبقى في صنعاء ببساطة على رأس حزبه أو أنه سيغادر البلاد؟ علما بأن عبدالله صالح قد صرح في مناسبات سابقة لن يستسلم وسيموت في بلده.
(يمن مونيتور)