ما إن نكتب عن حمى الضنك في بيحان شبوة، حتى تأتي الرسائل متلاحقة من مدن أخرى مكلومة …
في الحديدة لا يجد الناس ما يواجهون به موجة الحر الشديدة مع انقطاع الكهرباء…
وصديق يكتب: وماذا عن عدن؟
ويقول أحدهم من المكلا: لماذا لا تذكر “المكلا”، وفيها وباء حمى الضنك والحر الشديد…
ومن تعز تصل رسالة تقول: تخليتم عنا للحمى والحصار والمليشيات…
وتأتي رسالة من حجة تقول: والله إن أسراً بأكملها لا تجد كفافها…
ورسائل كثيرة عن النازحين في عمران وأوضاعهم القاسية مع قدوم رمضان…
أما صعدة فمنكوبة مرتين …
وقبل فترة أرسلت لي إحداهن من صنعاء، تقول: والله إن بعض الأسر لا تجد ما تأكل إلا البقايا في صحون الزبائن الذين يرتادون مطاعم العاصمة، وإنني رأيت من يأكل من براميل القمامة…
وسوف تأتي رسائل أخرى بعد ذلك عن مأساة هنا أو هناك، في بلاد اليمن “السعيد جداً” بمليشياته وتجار حروبه وحكومته…
وهذا القلم لا يملك إلا أن يكتب، ويبلغ…
لعل من يسر الله عليه يقرأ ويتفاعل…
لعل منظمة خيرية تسمع…
لعل الناس تتراحم…
ولن أقول لعل الحكومة تستجيب …
وأرجوكم لا تخبروا المليشيات…
لا تشغلوها عن إعداد العدة لمقارعة الاستكبار العالمي…
لا وقت لديها لرؤية “أم” في صنعاء، تسكب فضلات طعام زبائن المطعم في كيس -تحت نظرات استهجان وصرخات من صاحب المطعم- لتذهب به إلى صغار يتضورون جوعاً في بيت خاوٍ على عروشه…