ودشن ناشطون يمنيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم “#الحديدة_محافظة_منكوبة” لإظهار المعاناة التي يتكبدها سكان المحافظة، الثانية بين المحافظات اليمنية من حيث الكثافة السكانية.
ونشر ناشطون صوراً لطلاب بالمدارس وهم شبه عراة، بعد أن نزعوا ما يغطي الأجزاء العلوية من أجسادهم بسبب الحر الشديد، وصور أطفال تنتشر على أجسادهم البثور الناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، وصور لآخرين ينامون خارج بيوتهم بحثاً عن نسمة باردة.
وترتفع درجة الحرارة في الحديدة خلال الصيف إلى نحو 45 درجة مئوية، وتتراوح نسبة الرطوبة العالية بين 70 و85 مئوية.
طلاب مدرسة في الحديدة (ناشطون) |
الكهرباء مقطوعة
وما يزال التيار الكهربائي مقطوعاً بشكل تام عن 11 محافظة يمنية، بينها العاصمة صنعاء منذ أكثر من عام بسبب توقف محطة مأرب الغازية لتوليد الطاقة، وهي المحطة الرئيسية التي تزود الشبكة الوطنية بالكهرباء.
وتجاوزت محافظة الحديدة حرارة الصيف الماضي بسبب تشغيل محطة توليد “رأس كثيب” البخارية بشكل جزئي، لكنها توقفت بشكل تام نهاية العام الماضي بسبب انتهاء مادة “المازوت” وعدم توفير شركة النفط اليمنية، التي يهيمن عليها الحوثيون، أي شحنات جديدة لتشغيل المحطة.
وقال أنور العامري المتحدث باسم شركة النفط اليمنية إن الشركة استعانت بوكيل تجاري لجلب ناقلة مازوت لتشغيل محطة التوليد في الحديدة، لكن التاجر رفض تفريغ الكمية من السفينة الراسية بالقرب من ميناء الحديدة “دون معرفة الأسباب”.
لكن مصدراً ملاحياً قال إن خلافاً حول مبلغ العمولة الذي سيحصل عليه الوكيل التجاري، إضافة إلى “غرامات تأخير” تسببا في منع تفريغ الناقلة التي تحمل 29 ألف طن من المازوت.
وأضاف المصدر -الذي طلب عدم نشر هويته- للجزيرة نت إنها المرة الثالثة التي تحصل فيها الناقلة على تصريح من الأمم المتحدة بالدخول إلى غاطس السفن بميناء الحديدة بموجب التفتيش الدولي على الصادرات إلى اليمن، وأنها كانت حصلت على التصريح الأول قبل نحو شهر لكن الخلافات أدت إلى خروجها من الميناء.
ووصف الصحفي بسيم الجناني الوضع في محافظة الحديدة بالكارثي، وقال إن رقعة المعاناة الإنسانية تشمل معظم جوانب المرافق الخدمية التي أصيبت بالشلل، ومن بينها المستشفيات ومراكز الغسيل الكلوي.
وأضاف للجزيرة نت أن حالات وفيات تسجل بشكل يومي في صفوف مصابي الأمراض المزمنة ومرضى “حمى الضنك” بسبب ضعف أو توقف الرعاية الصحية في المستشفيات والمراكز الحكومية، وإن كثيرين لجؤوا إلى المستشفيات الخاصة التي تستخدم مولدات كهربائية رغم نسبة العوز الكبيرة في أوساط السكان.
وأشار الجناني إلى أن الأطفال يعانون من أمراض جلدية “سلخت أجسادهم” بسبب ارتفاع حرارة الطقس وزيادة نسبة الرطوبة التي زادت عن الأعوام السابقة.
وقال إن ألواح الطاقة الشمسية التي لجأ إليها الكثيرون في الحديدة لا تفي بالغرض، لأن الطاقة الناتجة عنها لا تكفي لتشغيل المراوح أو المكيفات طوال الوقت، وإن ارتفاع أسعار الوقود في السوق السوداء منع المواطنين من استخدام المولدات الصينية الصغيرة، مضيفاً أن تشغيل محطة “رأس كثيب” التي تنتج نحو 120 ميغاواتا سيخفف من المعاناة.