هدد رئيس هيئة أركان الجيش الوطني، اللواء الركن، محمد المقدشي، الأحد، جماعة الحوثيين وقوات الجيش الموالية للمخلوع علي عبدالله صالح، بدخول العاصمة صنعاء عسكريا، في حال لم يسلموها سلميا، وهو الأمر الذي أثار أسئلة عديدة، بشأن “توقيت التهديد وبداية العد التنازلي لحسم هذه المعركة”.
وهذه المرة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي يتحدث فيها المقدشي عن معركة استعادة صنعاء، بل بات الحديث عنها مملا للغاية لدى الشارع اليمني المعارض للانقلاب الحوثي، ومرتبطا بالمسار السياسي لمحادثات الكويت، التي جرى تأجيلها حتى منتصف تموز/ يوليو الجاري.
ففي الوقت الذي ترابط ثلاثة ألوية مدرعة ومشاة من الجيش الوطني “114، و310 و314″، مجهزة بأحدث الأسلحة ومدربة على فنون قتال متعددة، يساندها لواء رابع يضم مجاميع من المقاومة الشعبية في بلدة نهم على تخوم صنعاء، ينظر مراقبون إلى حديث الرجل الثالث في الجيش اليمني، اللواء المقدشي، بأنه “تصريح مكرر”، لنفض غبار الجمود والترقب الذي تعيشه قواته الواضعة يدها على الزناد، انتظارا لتصفير ساعة الحسم.
متطلبات المعركة ليست بيده
وفي هذا السياق، اعتبر الخبير الاستراتيجي اليمني في الشؤون العسكرية، علي الذهب، أن اللواء المقدشي يبدو أنه جاد فيما قال، لكن الذهب طالبه بأن يتحدث بهذا الأمر أمام جنوده الذين خسروا من زملائهم الآلاف بهدف إسقاط الانقلاب واسترداد الدولة.
وقال في حديث خاص لـ”عربي21″: “قد يكون الكثير من متطلبات قرار مثل هذا ليس بيد رئيس أركان الجيش الوطني”.
كما أن الخبير اليمني لم يستبعد أن “تنحو المواجهة مع الحوثيين منحى آخر بعيدا عن التحالف أو أي من دُوله”.
جاهزون لدخول صنعاء
وفي شأن متصل، أكد المتحدث الرسمي باسم محافظة صنعاء، عبداللطيف المرهبي، أن قوات الشرعية لديها قدرات كافية لحسم معركة العاصمة، لكنها تنتظر قرار القيادة”، مؤكدا أن التقدم نحو صنعاء لم يوقفه الانقلابيون، بل أوقفته مشاورات الكويت المؤجلة، رغبة من السلطات الشرعية في تحقيق السلام، بعيدا عن الخيار العسكري.
وأضاف في تصريح خاص لـ”عربي21″ أن الميدان يشهد على جهوزية المقاومة والجيش الوطني، حيث استطاعا في الأيام الماضية إحراز تقدم عسكري ملحوظ، وانتزاع السيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية في بلدة نهم (شرقا) كانت خاضعة للمتمردين الحوثيين، خصوصا “حصن المنارة” المطل على مركز البلدة من جهتي الشرق والغرب.
وأشار ناطق محافظة صنعاء إلى أن التصعيد العسكري من الحوثيين يفرض خيار “الردع المضاد” من القوات الحكومية لذلك التصعيد، في الوقت الذي يمكنها إخماد مصادر النيران والسيطرة على مواقع جديدة.
وبالنسبة لاستعدادات القوات الحكومية، أوضح المرهبي أن هناك كتائب عسكرية من أربعة ألوية، تتمتع بدرجة عالية ومنظمة، تلقت تدريبات مكثفة خلال الأشهر الماضية على كل المستويات، إضافة إلى السلاح الحديث والنوعي الذي بات بحوزتها.
استعدادات وتعزيزات حربية
من جانب آخر، أفاد مصدر مطلع لـ”عربي21″ بأن قيادة جيش الشرعية تعمل على قدم وساق؛ لتعزيز قدراتها الحربية في صنعاء، حيث شرعت في “تشكيل كتائب وألوية جديدة” ما زالت تتلقى التدريب منذ شهرين.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه، أن ألوية الجيش المتمركزة في نهم، أكبر مديريات صنعاء، حصلت على دفعات جديدة من الأسلحة والمعدات العسكرية، عبارة عن “عشرات المدرعات والأطقم القتالية، ومدافع حديثة وأسلحة نوعية أخرى” تسلمتها في حزيران/ يونيو الفائت.
وحسب المصدر اليمني، فإن القوات الحكومية تسلمت معدات أخرى “تموينية وطبية وآليات نقل” من التحالف العربي الذي تقوده السعودية.