الجنرال الأحمر.. أخطبوط الشرعية في معركة صنعاء الذي يهابه المخلوع

- ‎فيأخبار اليمن

أصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي الأحد 3 أبريل 2016، قراراً قضى بتعيين الفريق علي محسن صالح الأحمر نائباً له.

علاقته وخبرته

تعيين الأحمر الذي عُرف بقربه من القبائل وقادة الجيش نائباً للرئيس قد يكون رسالة من الرئيس عبد ربه منصور هادي والمملكة العربية السعودية إلى الحوثيين بأن لا مكان لهم في ظل احتفاظهم بالأسلحة ورفضهم تسليم المدن التي يحكمونها بقوة السلاح.

ويتمتع الأحمر بعلاقة واسعة مع القبائل التي تحيط بالعاصمة صنعاء وعمران والأماكن التي ما زال للحوثيين قوة فيها، وهذا من شأنه أن يُسهل مهمة الجيش الوطني في استعادة تلك المناطق.

وقاد الأحمر معارك ضد جماعة الحوثيين المدعومة من إيران عرفت بالحروب الست قبل 10 سنوات، بينما يقول مقربون منه إن الرئيس السابق علي صالح ابتكر الحرب من أجل التخلص من قوات الأحمر الذي كانت له سلطة كبيرة داخل الجيش اليمني.

اللواء الأحمر المعروف بعلاقته القوية مع الرياض، يتمتع بخبرة عسكرية واسعة استقاها طوال 6 حروب خاضها الجيش اليمني ضد الحوثيين.

تدرج الأحمر في المراتب العسكرية، فمن قائد سرية مشاة في معسكر المغاوير، إلى قائد سرية دبابات في اللواء الأول مدرع، ثم قائد كتيبة دبابات مستقلة في الكتيبة الرابعة، ثم أركان حرب اللواء أول مدرع، ثم قائد أركان حرب الفرقة الأولى مدرع، ومن ثم قائد اللواء الأول فيها، إلى أن تولى قيادة المنطقة العسكرية الشمالية الغربية في اليمن.

وعلى غرار ما كان يوصف في عهد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، عاد اللواء الأحمر “رجلا ثانيا” في البلاد مع توليه المنصب الأرفع عسكريا بعد منصب الرئيس، القائد الأعلى للقوات المسلحة.

ويعول الرئيس هادي ومن خلفه التحالف العربي الذي تقوده السعودية، على قدرة اللواء الأحمر في حسم معركة صنعاء التي باتت وشيكة، بحسب مراقبين.

لكن البعض يذهب في دور الجنرال إلى ما بعد معركة صنعاء، سيما في مسائل ضبط الحكم وتثبيت أركان الدولة، بل يعد اللواء الأحمر من القلائل في اليمن القادرين على ضمان تنفيذ أية تسوية سياسية في البلاد، فهو الأخ غير الشقيق لعلي عبدالله صالح .

عسكرياً

التحق اللواء الأحمر بالجيش اليمني عام 1961، ثم التحق بالكلية الحربية في العام 1971، وحصل منها على شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية في العام 1974، كما حصل على شهادة قادة الكتائب من معهد الثلايا في تعز، إلى أن حصل على زمالة الدكتوراه من أكاديمية ناصر العسكرية العليا في القاهرة في العام 1986.

عرف عن علي محسن الأحمر بأنه الرجل العسكري القوي في نظام المخلوع صالح لنحو 3 عقود.

عن أهمية هذا «الرجل – الرقم» في المعادلة اليمنية، يقول الباحث اليمني نجيب غلاب، رئيس منتدى الجزيرة والخليج للدراسات، إن علي محسن «رجل المهمات الصعبة.. عبر تاريخه العسكري لم يمارس السياسة لكنه غارق فيها بوعي محترف في صناعة التوازنات، قاد معارك ضد اليسار العنيف في المناطق الوسطى، وكان قوة منظمة في مطاردته في دهاليز الحكم وفي الجبال. ووقف بصرامة في وجه التيارات التي ارتبطت بالاتحاد السوفياتي لكنه لم يقترب كثيرًا من أميركا»، ويضيف غلاب أنه «يبدو متطرفًا نتيجة العزلة الإعلامية التي فضلها كخيار، لكنه كان حاضرًا في مؤسسات الدولة وفي القبيلة وفي الأحزاب، كان يفضل المعتدلين من الأحزاب الآيديولوجية يسارية كانت أو قومية أو إسلامية ويقترب منهم ويبني قوته برزانة الموالي للقائد فلم يتمرد يومًا على ولي الأمر».

ويعتقد غلاب أن الفريق الأحمر مثّل للنظام «نقطة ارتكاز مهمة» وأن «الفرقة الأولى مثّلت قلب الجمهورية والوحدة، استوعبت قوى الجنوب الخاسرة في 1986، واحتوى قوى كثيرة منها بعد حرب 1994. وظلت قوى الجنوب الوحدوية على علاقة قوية بالجنرال الذي حارب من أجلها»، حسب قوله.

كذلك يرى الباحث اليمني أن القوى الحزبية المعاركة لم تتمكن «من فهم محسن ولم تقبله حتى بعد أصبح حامي ثورتهم وقوتها الصلبة في وجه صالح، لقد ثار على صالح من دون أن يتخلى عن ولائه للرئيس، فبعد أن غادر صالح نقل ولاءه لهادي وصار مصدر قوته وبقائه. وعمل على أضعاف صالح»، وعندما اجتاحت الميليشيات الحوثية بتسهيل من قوات المخلوع صالح للعاصمة صنعاء، في أعقاب «ابتلاعها» المناطق الشمالية في طريقها كان رأس علي محسن الأحمر هو الهدف الأول لهذه الجماعة القادمة من شمال الشمال، ولحليفها الجديد، عدو الأمس المخلوع صالح. وهنا يوضح غلاب أن علي محسن «كان أحد ضحايا الانقلاب.. حيث رحل من اليمن ولديه قوة كبيرة كان بإمكانها أن تخوض حرب استنزاف طويلة، لكن محسن خرج من صنعاء فوقعت الجمهورية في كهف الأئمة، وضاع الجيش والأمن وانتهت الدولة كأذرع في خدمة سيد الكهف ومشروعه الإيراني».

منصبه الجديد

جاء تعيين الفريق علي محسن الأحمر، نائبا للقائد الأعلى لقوات المسلحة اليمنية، كورقة قوية رمى بها الرئيس هادي مع اقتراب قوات الشرعية من العاصمة صنعاء، حيث باتت المواجهات تدور على بعد نحو 40 كيلومترا شرقًا وهذا، رغم أن المعطيات تؤكد أن الرجل كان فاعلاً في تفاصيل العمليات العسكرية التي تجري في اليمن منذ بدايتها، أولاً بحكم مكانته في قوات الجيش الوطني ووجود الكثير من القيادات العسكرية التي كانت تعمل تحت إمرته وقيادته وما زالت تكن له الاحترام والولاء، وثانيًا من خلال منصبه كمستشار عسكري للرئيس هادي.

الفريق الأحمر، الذي كان رفيق درب صالح ورجله الأول، ثم أصبح عدوه الأول اللدود بعد انحيازه لخيارات الشعب التي طالبت برحيل صالح، ينظر إليه المراقبون والمتابعون بأنه سيكون رجل المرحلة عسكريًا، وربما سياسيًا في المراحل المقبلة.. تحديدًا مرحلة ما بعد تحرير العاصمة صنعاء وبقية المحافظات التي ما زالت تخضع لسيطرة الميليشيات الحوثية وقوات صالح، كثيرون قد لا يقتنعون بأن الأحمر مجرد ورقة رابحة مرحلية، فهؤلاء بمعظمهم يجزمون بأنه سيكون له دور مهم في اليمن الاتحادي، خصوصًا على مستوى شمال البلاد.

(اليمن العربي)