سيطرت القوات الحكومية في جبهة نهم على «جبل الذهب» والجبال المحيطة به، إضافة إلى «جبل القرن» الإستراتيجي، وأدت المعارك إلى مقتل 20 حوثياً وجرح العشرات إضافة إلى الاستيلاء على أسلحة كثيرة. كما احتدمت مواجهات عنيفة في جبهة «صرواح وجبال هيلان» غرب مأرب، تمكنت خلالها القوات الحكومية من استعادة مواقع عدة في محيط معسكر «كوفل».
وأكدت المقاومة الشعبية والقوات الموالية للحكومة أنها واصلت التقدم في جبهة نهم شمال شرقي صنعاء وفي جبهات مأرب والجوف المجاورتين في ظل معارك ضارية مع المتمردين الحوثيين وقوات صالح وغارات لطيران التحالف استهدفت مواقع لمسلحي الجماعة وتعزيزات في أكثر من منطقة
وتمكنت قوة من وحدات الجيش والمقاومة اليمنية في محافظة تعز من إعطاب وتدمير سبعة أطقم عسكرية لميليشيا الحوثي والرئيس السابق علي صالح في معسكر التشريفات خلال معارك عنيفة اندلعت بين الجانبين في الجبهة الشرقية من المحافظة. فيما وصل المبعوث الدولي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ الى صنعاء امس لإجراء مشاورات مع قيادات الحوثيين وحزب علي صالح في سياق مساعيه الرامية الى استئناف مشاورات الكويت بين وفد الحكومة الشرعية ووفد الانقلابيين التي كان من المقرر بدؤها غداً الجمعة.
وأوضح مصدر في المقاومة الشعبية لـ «الحياة» أن ميليشيا الحوثي وصالح تستخدم معسكر التشريفات كخط إمداد لمواقعها المختلفة، وقال انه تم تدمير معدات عسكرية تابعة للميليشيا بالقرب من مستشفى الحمدي بجوار معسكر قوات الأمن الخاصة شرق مدينة تعز.
وقالت مصادر عسكرية إن منظومة الدفاع الصاروخية التابعة للتحالف العربي اعترضت صاروخاً باليستياً، أطلقته ميليشيا الحوثي وقوات صالح على محافظة مأرب، ما أدى إلى تدميره من دون التسبب في وقوع أية أضرار.
وفي جبهة الجوف المجاورة ذكرت مصادر المقاومة أن القوات الحكومية صدت هجوماً للحوثيين في منطقة «مزوبة» في مديرية المتون غرب الجوف، ما أدى إلى مقتل خمسة متمردين وجرح آخرين، إضافة إلى قتلى وجرحى سقطوا في غارة للتحالف استهدفت آليات عسكرية للمتمردين في إحدى المزارع.
وأفاد المتحدث باسم المقاومة الشعبية بالجوف عبدالله الأشرف لـ «الحياة» بأن معارك طاحنة دارت رحاها مساء أول من أمس بين الجيش والمقاومة من جهة والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى في جبهة حام شمال المتون وجبهة المجمع الحكومي و»مزوبة» بالمتون، لافتاً إلى تعرض الميليشيات لهزيمة كبيرة إبان هذه المعارك بالتزامن مع هجوم مماثل شنته الميليشيات في «جبهة وقز» غرب المصلوب. وأشار الأشرف إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين خلال المعارك فيما استشهد ثلاثة من المقاومة وأصيب ستة أشخاص بجروح.
من جهة اخرى علق وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي على موقع «تويتر» على زيارة ولد الشيخ صنعاء، وأعرب عن امله بأن يعود «ولديه التزامات واضحة» من جانب المتمردين بأنهم «سينفذون الانسحابات وإنهاء الانقلاب». وأضاف «انهاء الانقلاب بكل آثاره هو المدخل الوحيد للسلام».
في غضون ذلك علمت «الحياة» من مصادر ديبلوماسية مطلعة أن الولايات المتحدة ودولاً أوروبية تمارس ضغوطاً على الرئيس هادي لإقناعه بالعودة إلى المشاورات على رغم الرفض الحكومي للرؤية الأممية المقترحة للحل والتي يحاول ولد الشيخ فرضها من دون مراعاة استنادها إلى مرجعيات الحوار.
وأفادت مصادر حكومية بأن هادي استقبل أمس في مقر إقامته الموقت في الرياض القائمين بأعمال السفارتين الأميركية والبريطانية لدى اليمن، ريتشارد رايلي وأندرو هنتر، إضافة إلى استقباله في لقاء منفصل السفير الفرنسي مارك جروجان.
وجاءت الضغوط الغربية على الحكومة الشرعية بعد عرقلة روسيا للمرة الثانية صدور بيان عن مجلس الأمن يدعم جهود المبعوث الأممي لاستئناف المشاورات اليمنية والتوصل إلى حل سلمي، بسبب اعتراض موسكو على تعديلات أدخلت بطلب من اليمن ودول التحالف العربي، بما في ذلك إضافة فقرة الى المسودة الأصلية التي قدمتها بريطانيا.
وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة» أن التعديلات التي رفضها مندوب موسكو «تؤكد ضرورة استعادة الحكومة السيطرة على مؤسسات الحكومة وإزالة أي عقبات وعراقيل في هذه المؤسسات تحول دون ممارستها مهماتها على نحو ملائم».
(الحياة)