عاجل .. تعرف على “فتح الله كولن” الذي قاد انقلاب تركيا وحركة “الكيان المزازي” الذي دعا الرئيس التركي للتحقيق معها

- ‎فيأخبار اليمن, عربي ودولي

سلطت الحملة التي تقوم بها السلطات التركية ضد ما يعرف في تركيا بـ “الكيان الموازي” الضوء على شخصية فتح الله كولن مؤسس “حركة الخدمة” ذات الانتشار داخل تركيا وخارجها. تركيا بوست وعبر هذه النافذة، يعرف القارئ العربي بشخصية “فتح الله كولن” زعيم الكيان الموازي في تركيا.

في تطورات الحملة التي تشنها الحكومة التركية، لملاحقة عناصر الكيان الموازي، أصدرت محكمة الصلح الجزائية الأولى في إسطنبول، يوم الجمعة، 19 ديسمبر / كانون الأول، قراراً بإلقاء القبض على “فتح الله كولن”، واصفتا إياه بـ “المشتبه به” وذلك في إطار تحقيقاتها مع عناصر الكيان الموازي التي تشرف عليها النيابة العامة التركية بمدينة اسطنبول. وكانت النيابة العامة بإسطنبول، قد طالبت من القضاء، في وقت سابق بإصدار مذكرة اعتقال، بحق “كولن” المقيم في الولايات المتحدة، في إطار قضية الجماعة التي يتزعمها.

ولفتت نيابة اسطنبول في حيثيات طلبها، إلى أن المشتبه به “كولن الذي يتزعم منظمة اجرامية، تُعرف لدى الرأي العام بحركة الخدمة، وتبين أنها قامت بأنشاء تنظيم، في مجالات الاعلام والاقتصاد، وأجهزة الدولة، بصورة مخالفة للقوانين والأنظمة، لم يعد إلى تركيا بعد مغادرته البلاد عام 1998”. مشيرة إلى أن “كولن” ما زال مقيمأً في الولايات المتحدة الأمريكية، وأنها “توصلت في ضوء التحقيقات؛ إلى أدلة ملموسة وكافية حول ارتكابه جريمة”، موضحة أنه لا يمكن الوصول إليه؛ بسبب إقامته خارج البلاد منذ فترة طويلة، مطالبة بإصدار أمر قضائي لاعتقاله.

وتصف الحكومة التركية جماعة “فتح الله كولن”، بـ”الكيان الموازي”، وتتهم جماعته بالتغلغل داخل سلكي القضاء والشرطة وقيام عناصر تابعة للجماعة باستغلال منصبها وقيامها بالتنصت غير المشروع على المواطنين، والوقوف وراء حملة الاعتقالات التي شهدتها تركيا في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2013، بدعوى مكافحة الفساد، والتي طالت أبناء عدد من الوزراء، ورجال الأعمال، ومدير أحد البنوك الحكومية، كما تتهمها بالوقوف وراء عمليات تنصت غير قانونية، وفبركة تسجيلات صوتية.

من هو فتح الله كولن؟
ولد “كولن” في قرية بمحافظة أرضروم شرق البلاد يوم 27 أبريل/ نيسان 1941. وتلقى تعليما دينيا منذ صباه، إضافة لعلم الفلسفة وغيرها، كما اطلع على الثقافة الغربية وأفكارها وفلسفاتها إلى جانب الفلسفة الشرقية. وفي أثناء دراسته تعرف على رسائل النور التي ألفها سعيد النورسي (أحد أبرز علماء الإصلاح الديني والاجتماعي في عصره) وتأثر بكتاباته وسيرته الشخصية حتى أنه عزف عن الزواج تشبهاً به وتفرغاً للدعوة.

وفي العشرين من عمره، عُين كولن إمام جامع في مدينة إدرنة (شمال غرب) لكنه بدأ عمله الدعوي في مدينة إزمير، وانطلق بعدها ليعمل واعظا يلقي الخطب والمواعظ في جوامع غرب الأناضول، كما رتب محاضرات علمية ودينية واجتماعية وفلسفية وفكرية.

وخلال النصف الثاني من القرن الماضي، كان كولن من الرواد الذين كونوا الجيل الثاني من الحركة النورسية بعد تفرقها، منشئاً ما سمي لاحقاً بحركة “الخدمة” أو “جماعة كولن” التي تعتبر أحد أهم وأقوى فرق الجماعة الأم.

ويعرف عن كولن تبحره في العلوم الإسلامية المختلفة، وبراعته في الخطابة، إضافة إلى غزارة إنتاجه العلمي، حيث ألف أكثر من سبعين كتاباً، ترجمت إلى 39 لغة في مقدمتها العربية والإنجليزية والفرنسية والصينية والألمانية والألبانية. وأغلب كتب كولن تدور حول التصوف في الإسلام ومعنى التدين، والتحديات التي تواجه الإسلام اليوم.

ومن أبرز ما يثير الاستغراب حول مواقف فتح الله كولن، هو موقفه عندما كانت الجماعات والحركات الإسلامية تحتج على حظر الحجاب في الجامعات في ثمانينات القرن الماضي، قال فتح الله كولن إن لبس الحجاب ليس من أصول الإسلام، بل هي قضية فرعية، وطلب من الطالبات خلع الحجاب لمواصلة دراستهن.

يعيش كولِن، الان، في منفى اختياري في ولاية بنسلفانيا الأميركية حيث يترأس شبكة ضخمة غير رسمية من المدارس والمراكز البحثية والشركات ووسائل الإعلام في خمس قارات. وقد أنشأ أنصاره وأتباعه ما يقرب من مئة مدرسة مستقلة في الولايات المتحدة وحدها، كما اكتسبت الحركة زخماً قوياً في أوروبا منذ تأسست أولى مدارس كولِن في شتوتغارت بألمانيا في عام 1995.

ماهي حركة غولن؟
هي جماعة إسلامية تنسب للحركة الصوفية، قام كولن بتشكيل نواتها الأولى أوائل عام 1970 بمدينة إزمير، قبل أن تتوسع لتصبح حركة لها أتباعها داخل تركيا وخارجها. وتعتمد في مرجعيتها على الفكر والقائد معا، وأهم ما يطبعها أنها اجتماعية وقومية، تركز على مسلمي تركيا وتنزوي عن باقي الهويات الإسلامية، ولديها انفتاح على الغرب خاصة.

وتهتم حركه كولن بالدرجة الأولى بالتعليم وإنشاء المدارس بمختلف مستوياتها داخل وخارج تركيا، إضافة لإنشاء مؤسسات اقتصادية وإعلامية وطبية وثقافية وإغاثية، وتعتبر هذا وسيلة لإعداد كوادر يتولون عدة مهمات في الدولة مستقبلا، حتى تبقى الحكومات دائما تبقى تحت وصايتها. وتركز الجماعة على التعليم الحداثي في جميع المستويات، ولها مدارس ومعاهد منتشرة في جميع القارات، كما أن لها أنشطة ثقافية تنتقدها الجماعات الإسلامية الأخرى، كتلك التي تسمى “أولمبياد اللغة التركية”، وهي عبارة عن حفلات تقام في تركيا سنويا ويتسابق فيها طلاب مدارس الجماعة وطالباتها من مختلف دول العالم بالأغاني والرقصات التركية.

خمسة عوامل تمثل اهداف جماعة كولن
يرى الباحث العربي، حسين الرواشدة، في بحث له عن الجماعة، بأن جماعة “كولن” تشكل خطرا لافتاً على الدول العربية، مشيرا الى انها في الجانب الديني تقدم تصوراً مختلفاً للدين يقوم على “التقية” لتحقيق اهدافها دون النظر لأحكام الحلال والحرام (الحجاب ودفع الرشوة مثلاً) الأمر الذي يثير مزيداً من الأسئلة حول “تحولاتها” على صعيد الانتشار في البلدان العربية، وخاصة بعد “صراعها الاخير مع اردوغان.
ويوضح الرواشدة، بأنه حين ندقق في طبيعة الجماعة وانتشارها، نكتشف من خلال قراءة فاحصة لأهدافها وتجربتها ان ثمة خمسة عوامل –على الاقل- تقف وراءه:
أولاً: تمييع حالة “التدين” لمواجهة حركة الدين في المجال السياسي والعام، فهي كحركة صوفية تتبنى فكرة “الاسلام الروحي” وتعتقد أنها تستطيع من خلال التغلغل في المجال الاجتماعي الى ان تصل لمرحلة “التمكين” السياسي، وهذا ما حدث تماماً في تجربتها الحالية.

ثانياً: نزع حالة “العداء الديني” في عالمنا العربي والاسلامي للمشروع الصهيوني وتعميم “التطبيع” مع المحتل تحت ذريعة ان الوقت غير مناسب لمواجهته واستعدائه، وقد تمثلت هذه النزعة في تبرع “جولن” السخي لأحد  المدارس التبشيرية (2 مليار دولار) ولقاءاته مع الحاخامات، وفي علاقة الجامعات التي انشأتها “الجماعة” مع الجامعات الإسرائيلية، وفي ادانة كولن لسحب السفير التركي من تل ابيب، وفي رفضه لسفينة “مرمرة” حين توجهت لمساندة أهل غزة المحاصرة.

ثالثاً: التأسيس لمجال ديني وسياسي خارج تركيا لخدمة الحركة مستقبلا إذا ما تجاوزت مرحلة “التمكين” وسيطرت (كما كانت تخطط) على مفاصل الدولة التركية، وهذا المجال بدأته في الدول التي يوجد فيها مسلمون من أصول تركية او غير عربية، ثم وصلت للمغرب العربي وانتهت بالمشرق العربي.

رابعاً: استخدام مناطق النفوذ الديني والثقافي بما تمثله من شخصيات دينية وسياسية للاستقواء على المشروع الذي يمثله اردوغان، وتوظيف ذلك في معركة “الصراع” على السلطة بين “الخدمة” و”حزب العدالة والتنمية” أو بين العثمانيّة التي يدعو اليها اردوغان وتركيا “القوميّة” التي يبشر بها فتح الله كولن.

خامساً: تخويف العالم العربي من خطر الاسلام السياسي، واستخدام ذلك كمظلة للعبور والتغلغل من جهة، وتطمين الدوائر السياسية العربية بأنها جماعة دعوية ترفع شعار “الاسلام الاجتماعي” من جهة اخرى، ثم اغراء المجتمعات العربية بالمشتركات والمصالح التي تحملها كبديل “للاسلام السياسي” الذي اصبح غير مرغوب فيه “ومطلوباً” في هذه المرحلة.

كولن وجماعته والسياسية
رغم عدم انخراط كولن في الحياة السياسية بشكل مباشر وإصراره على وصف جماعته أنها ”فوق السياسة” وتركيز اهتمامه بالمدارس وغيرها، فإنه اجتمع بانتظام مع شخصيات سياسية بارزة في مختلف الحكومات التي حكمت تركيا.ولا يرفض كولن الجمهورية بل يرى لها أصلا قرآنيا، ويعرفها بأنها شكل الإدارة الذي يملك فيه الشعب حق الانتخاب والشورى. واتخذت أفكاره جانبين: الابتعاد عن العمل السياسي المباشر، وعدم انعزاله وترك الساحة فارغة.

وبزغ نجمه في تركيا بعد انقلاب عام 1980 الذي أيده ومدح قياداته العسكرية، بينما وجدت فيه القوى الحاكمة بديلاً للإسلام السياسي، لكن شهر العسل لم يدم فتمت ملاحقته لسنوات عدة بتهمة تهديد النظام العلماني ومحاولة إقامة نظام إسلامي، إلى أن ترك تركيا عام 1999 متذرعاً بالعلاج واستقر في ولاية بنسلفانيا الأميركية منذ ذلك الوقت.

ولا يفضل كولن تطبيق الشريعة في تركيا، لأنه يرى أن القسم الأكبر من قواعد الشريعة تتعلق بالحياة الخاصة للناس بينما القسم الأصغر منها يتعلق بإدارة الدولة وشؤونها، وفق تصوره. ويشير الكاتب التركي، إسماعيل ياشا، في مقال له، بأن جماعة كولن كانت تقول “أعوذ بالله من السياسة”، وأما اليوم فالسياسة تقول “أعوذ بالله من الجماعة”.. هكذا يُقال هذه الأيام في تركيا، في إشارة إلى تورط الجماعة في السياسة من رأسها إلى أخمص قدميها. وتستغل الجماعة السياسة وعلاقاتها مع الأحزاب والحكومات لصالح مشروعها، وهو التغلغل في أجهزة الدولة ومؤسساتها وكذلك للحفاظ على مصالحها.

ويلفت “ياشا” الى ان الجماعة لها مواقف سياسية تتناسب مع آرائها ومنهجها وتخدم مشروعها ومصالحها، وتعبر عنها من خلال وسائل الإعلام التي تملكها. وفي هذا السياق، تؤيد الحكومة في بعض سياساتها وتنتقدها في أخرى. ومن أبرز الانتقادات التي توجهها إلى حكومة أردوغان في الآونة الأخيرة عدم نجاحها في صياغة دستور جديد وكذلك انفتاحها الواسع على العالم العربي و”دخولها مستنقع الشرق الأوسط”. مفيدا بأن جماعة كولن تتهم حكومة أردوغان بإثارة المشاكل مع تل أبيب، وترى أن إثارة التوتر في العلاقات مع إسرائيل في الوقت الراهن ليس في صالح تركيا ويبعدها عن المعسكر الغربي ويقربها من إيران وروسيا والشرق الأوسط، كما تتهمها بمحاباة إيران والابتعاد عن الواقعية في السياسة الخارجية وتبني أسلوب المغامرة في سوريا ومصر.

علاقة كولن بأربكان
لم تكن علاقة كولن برئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان أبدا علاقة ثقة أو تعاون، لأنهما ينحدران من مدرستين مختلفتين، ففي حين يدعم أربكان الاتحاد مع العالم الإسلامي، فإن كولن يركز على هوية الإسلام القومي التركي الأناضولي وضرورة إقامة الحوار مع باقي الديانات خاصة المسيحية واليهودية.

والموقف الوحيد المسجل للقاء الرجلين كان عام 1996 قبل أن يصبح أربكان رئيسا للوزراء، في حفل توزيع جوائز لمسابقات الرياضيات الذي نظمته مدرسة ثانوية تابعة لحركة كولن، وأثنى وقتها أربكان في خطابه على جهود كولن وحركته في تربية الأجيال بتركيا.

لكن مفترق الطرق النهائي ما بين الرجلين تزامن مع انقلاب الجيش التركي على حكومة أربكان. لأن كولن أراد أن يتخطى هذه المرحلة بأقل خسارة ممكنة، فبدل الدخول في التضامن مع حزب الرفاه وبعض المجموعات الإسلامية التي كانت أول من تعرض للضربة القوية من الجيش، حاول إعلان نفسه مختلفا عنها وبعيدا عنها.

علاقة كولن بأردوغان
“اللهمّ أحرِقْ بيوتَهم، وخرِّبْ ديارَهم” كان هذا جزءا من تعليق كولن على قرار حكومة رجب طيب أردوغان إلغاء ما يُسمّى “المدارس التحضيريّة” التي تدير جماعة كولن الكثير منها، وفصل عدد من ضباط الشرطة. ويُعد هذا إعلانا بوصول العلاقة بين الرجلين -اللذين لم يلتقيا أبدا- إلى نقطة المفاصلة بعد أن دعم كولن حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان في انتخابات عام 2007.

ويعزو الكثيرون هذا الدعم كون كولن رأى في أردوغان الشخصية القوية التي ستعزز قوته أيضا في مختلف مجالات نشاطاته خاصة داخل تركيا. لكن عدة أسباب بدأت تشكل تصدعات في هذا التحالف، منها القضية الكردية وكيفية حلها، والتي كان الرجلان يختلفان تماما حولها وأدت لتعقيد العلاقة بينهما إضافة لاختلافات أخرى

نفوذ الجماعة داخل مؤسسات الحكومة التركية
خلق أتباع حركة كولِن ما يُعَدّ فعلياً دولة داخل الدولة التركية، ورسخوا وجودهم بقوة في الشرطة والقضاء والجهاز البيروقراطي للدولة. وينكر أتباع حركة كولن أنهم يسيطرون على الشرطة التركية، ولكن كما قال سفير الولايات المتحدة إلى تركيا في عام 2009: “لم نجد شخصاً واحداً يشكك في هذه الحقيقة”.

ويضمن نفوذ الحركة داخل السلطة القضائية عدم الطعن في تجاوزات أعضائها. ويشير مراقبون الى انه وفي قضية جيدة التوثيق تم ضبط أحد ضباط الصف في قاعدة عسكرية وهو يزرع بتكليف من حركة كولِن بعض المستندات من أجل إحراج ضباط عسكريين. وسرعان ما وجد النائب العسكري الذي يحقق في هذه القضية نفسه في السجن باتهامات ملفقة، في حين أعيد الجاني إلى مركزه السابق. وفي قضية أخرى وُجِّهَت إلى أحد كبار قادة الشرطة، الذي كان مقرباً من الحركة وكتب مؤلفاً عن أنشطتها، تهمة التعاون مع جماعات اليسار المتشدد التي أمضى قسماً كبيراً من حياته المهنية في ملاحقة أفرادها؛ وانتهت به الحال هو أيضاً إلى السجن.

تستخدم حركة كولِن هذه المحاكمات لحبس المنتقدين وإحلال الموالين لها في مناصب الدولة المهمة. ويبدو أن الهدف النهائي لكل هذا يتلخص في إعادة تشكيل المجتمع التركي على نفس هيئة الحركة المحافظة دينيا. وكانت وسائل الإعلام الموالية لحركة كولِن شديدة النشاط في تعزيز هذه الغاية، فأفرزت تياراً مستمراً من المعلومات المضللة عن المتهمين في المحاكمات التي حركها أنصار حركة كولِن في حين بذلت قصارى جهدها في التستر على آثام الشرطة وخطاياها.

موقف كولن تجاه القضية الفلسطينية 
وصفت الصحف التركية، في خبر لها، جاء على اثر العملية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، والتي حدثت مؤخرا، كلمة  “كولن”، بالظهور الذي كان بعد غيابٍ طويل. مشيرة الى ان ما جاء في حديثه عن اسرائيل بـ “الحديث المودب”. وذكرت صحيفة يني عقد في خبر لها؛ ان “فتح الله كولن الذي دعا للمسلمين بكل حرقة، يظهر أدباً في حديثه عن اسرائيل”.

وكان “فتح الله كولن” وبعد كثرة الاقاويل عن صمته على ظلم العدوان الإسرائيلي تجاه ما يحدث في غزة، قرر أن يخرج من دائرة صمته ليتحدث عما يحدث في غزة، فقام وهو -الذى دائما ما ينتقد تركيا في تصريحاته ولا يدين العدوان الاسرائيلي بأي شكل من الاشكال في التصريح الذى أدلى به- بإرسال برقية تعزية لأهالي الشهداء، وبالدعاء الى الله لإنهاء العنف والمجازر التي تُرتكب في غزة.

ويقول “كولن” في الرسالة التي وجهها أثناء حديثه: “لقد تم إبلاغي بما يحدث في غزة من قصف وعدوان أثناء قيامي بالاعتكاف”، ولقد علمت بما يحدث في غزه من قصف وعنف وظلم العدوان الإسرائيلي للأطفال الابرياء في هذا الشهر المبارك وهذه الايام المباركة. ولا يمكن لأي ضمير ان يقبل قتل وسفك دماء الاطفال والنساء دون وجه حق. وإن الاوجاع التي يشهدها الشعب الفلسطيني القائم تحت الظلم والقهر ليس بالشيء الهين على كل من يحمل ذرة إنسانية.

ومن خلال الرسالة التي أراد بها إدانة العدوان الصهيوني قام “كولن” بانتقاد تركيا، قائلاً “أشعر بأننا بدأنا نفقد قوتنا وهويتنا وأختل توازننا بين الدول”. متمنياً: من الله تعالى أن يرحم كل من فقد حياته في هذا العدوان الصارخ وأن يُلهم ذويه الصبر والسلوان. مشيراً الى ان: كل ما يمكننا فعله الآن هو التضرع الى الله والدعاء من أجل فك الكرب عن أخواتنا الفلسطينيين ونشر السلام في أرجاء العالم الاسلامي.

(تركيا بوست)