تركيا: من هم أبرز المتورطين في محاولة الانقلاب الفاشلة؟

- ‎فيأخبار اليمن, عربي ودولي

تتكشف يومًا بعد يوم أطراف المؤامرة التي قادت محاولة انقلابية على الحكومة الشرعية المنتخبة ديمقراطيًا في تركيا، حيث تستمر حملات الحكومة لتوقيف كافة العناصر المتورطة في هذا الانقلاب الفاشل سواء بالتخطيط أو بالتواطؤ.

هذه الحملات أسفرت حتى الآن عن توقيف قرابة 6 آلاف عنصر من الجيش وعدة مؤسسات حكومية تركية في مدن مختلفة، من بينهم عدد جنرالات بالجيش التركي وصل إلى 103، وبحسب وسائل إعلام تركية فإنه تمت إقالة 30 حاكمًا إقليميًا، وأكثر من 50 من كبار الموظفين في تركيا، كما نقلت وكالة ‫رويترز للأنباء عن مسؤول أمني كبير في تركيا خبر عزل 8 آلاف من أفراد الشرطة في مختلف أنحاء البلاد بما في ذلك مدينتي ‏اسطنبول و ‏أنقرة. هذا بجانب الأخبار عن أن قوات الأمن التركية تبحث عن عسكريين ضالعين في محاولة الانقلاب في عدة مدن وبعض العسكريين من الرتب الكبيرة فروا إلى خارج البلاد.

من هذه الأنباء المتدوالة يمكن تخيل حجم المتورطين في هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة، لكن ثمة عناصر رئيسية كانت العقول المدبرة الرئيسية لهذه المحاولة بالإضافة إلى المجموعات التي قدمت دعمًا لوجستيًا للانقلاب في مختلف أجهزة الدولة الأمنية والقضائية.

الأسلحة الرئيسية الضالعة في الانقلاب الفاشل

صرح رئيس هيئة الأركان بالوكالة الجنرال أوميت دوندار إن محاولة الانقلاب نفذتها قوات من سلاح الجو وبعض قوات الأمن والدرك و”عناصر مدرعة”، وفي نفس الوقت رفض دوندار القول بأن القوات المسلحة التركية بأكملها تورطت في هذه المحالة، ولكن وصف المتورطين بمجموعة متمردة، وتؤكد وسائل الإعلام التركية أن المجموعة الرئيسية المدبرة لهذه المحاولة تقع ضمن الجيش الأول التركي.

  • القوات الجوية:

كان واضحًا للعيان تورط القوات الجوية بشكل رئيسي في هذه المحاولة الانقلابية، بعد أن ظهر دور مجموعات الطائرات التي قصفت مبنى البرلمان والقصر الرئاسي في أنقرة، كما حاولت مجموعة أخرى اغتيال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقر إقامته بمدينة مرمريس.

بل وظلت الطائرات حتى وقت متأخر من صباح السبت تحلق في الجو، في ظل مطاردة طائرات تابعة للحكومة الشرعية، وهو ما يعني ثبوت تورط جزء كبير من السلاح في هذه المؤامرة.

وقد ثبت بالتحقيق الأولي إرسال الانقلابيين طائرتي إسناد من قاعدة إنجرليك الجوية العسكرية في ولاية أضنة لمساعدة مقاتلات “F16” التي جابت سماء أنقرة وإسطنبول لدعم الانقلاب بقصف عدة مقرات سياسية وأمنية، وهو ما ساهم في تحليقها ساعات طويلة. كما استعملوا طائرات أخرى من عدة قواعد عسكرية في أنحاء البلاد.

  • القوات البرية:

تورطت قيادتي الجيش الثاني المتمركز في ولاية ملاطية والمكلف بحماية حدود تركيا مع سوريا والعراق وإيران، والجيش الثالث في ولاية أرزينجان المكلف بحماية الحدود مع أرمينيا وجهة البحر الأسود في المحاولة الانقلابية.

وعلى العكس كان قائد الجيش الأول المكلف بحماية الحدود مع أوروبا أحد أبرز المتصدين للانقلاب وهو الجنرال أوميت دوندار قائد الجيش الأول الذي أصبح رئيس هيئة الأركان بالوكالة بعد ذلك، إثر سيطرة الانقلابيين على مقر الهيئة واحتجازهم رئيسها خلوصي أكار الذي حُرر لاحقا.

  • المدبرون:

أوقفت السلطات التركية العشرات من الجنرالات في الجيش التركي على خلفية هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة، ووجهت لهم تهمًا عدة أبرزها الانضمام إلى الكيان الموازي، والخيانة العظمى.

لكن من أبرز الشخصيات التي اتهمت بأنها العقول المدبرة لهذه المحاولة الانقلابية الفاشلة:

– الجنرال أكن أوزترك:

القائد العام السابق للقوات الجوية وعضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة التركية، الذي كان من المفترض أن يتولى منصب رئيس الجمهورية في حالة نجاح الانقلاب.

وُلد الجنرال أكين أوزتورك عام 1952 وتخرج من الكلية الجوية عام 1973. وشغل سابقًا وظيفة المحلق العسكري التركي في إسرائيل خلال 1996-1998، ثم تدرج في العديد من المناصب القيادية داخل سلاح الجو التركي حتى تولى قيادة قواته ما بين عامي2011-2015.

نال أوزتورك رتبة “جنرال” عام 2013 وأعفي من منصبه، لكنه أصبح عضوًا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة التركية، وكان من المقرر أن يُحال إلى التقاعد بعد أول اجتماع لمجلس الشورى العسكري التركي.

استخدم أوزتورك زوج ابنته العامل في سلاح الجو العقيد حقان كاركوس في إجراء الاتصالات بالعناصر الانقلابية بسلاح الجو، وتمكنوا في بداية محاولتهم من خطف قائد القوات الجوية التركية عابدين أونال حين كان يحضر حفل زفاف ابنة أحد الجنرالات.

هذا واتهم رئيس الأركان بالوكالة وهيئة الاستخبارات الوطنية في تركيا قيادة سلاح الجو بالمشاركة في الانقلاب، وعلى خلفية هذا الاتهام اعتقل الجنرال أكين أوزتورك ليواجه تهمة الخيانة العظمى الآن.

كما أعلنت السلطات التركية اعتقال نحو 100 عسكري في قاعدة جوية بديار بكر على خلفية المحاولة الانقلابية. وقال محافظ ملاطية إنه ألقي القبض على 39 طيارًا عسكريًا كانوا على متن 7 طائرات عسكرية.

– المستشار القانوني لرئيس الأركان الكولونيل محرم كوسي:

أشارت السلطات التركية أن الكولونيل محرم كوسي هو أحد أبرز العقول المدبرة لهذه الانقلاب الفاشل، وهو الذي يشغل المستشار القانوني لرئاسة الأركان في الجيش التركي.

وسائل الإعلام التركي قالت أن كوسي هو من أسس “مجلس السلام” الذي بث البيان الانقلابي على قناة TRT الرسمية، وقد ساهم في قيادة عملية الانقلاب الفاشلة بالتنسيق بين حوالي 45 ضابطًا رفيع المستوى بالجيش التركي، وقد أقيل من منصبه واعتقل في مطار أتاتورك الدولي إثر فشل الانقلاب مع بعض الجنود الموالين له.

وكان القضاء التركي قد اتخذ قرارًا سابقًا بوضع كوسي تحت المراقبة القانونية أثناء التحقيق معه بسبب شبهات في ارتباطه بالتخطيط لعملية انقلابية عام 2003، وهي العملية المعروفة باسم “مخطط بيلوز”، وبعد خمس سنوات أصدر الادعاء العام قرارًا برفع المراقبة عنه، وفي ذات الوقت تم تعيينه مستشارًا قانونيًا لرئيس الأركان. كما اتهِم بمحاولة اغتيال مساعد رئيس الوزراء الأسبق بولنت أرنتش.

يتهم كوسي بأنه على علاقة قوية بعناصر من الكيان الموازي في الدولة التركية، وهي نفس العناصر التي يُرجّح أنها ساعدت كوسي على الخروج بريئًا من التحقيق الذي فتح عام 2003 حسب صحيفة أكشام التركية.

ويذكر موقع أوده تي في أنه تم تلفيق التهم سنة 2003 لضباطٍ لا علاقة لهم بالعملية الانقلابية وتقديم معلومات وأوراق ثبوتية مزورة من طرف عناصر الجماعة في القضاء لإخراج كوسي بريئًا.

يعتبر كوسا أحد ضباط الصف الثالث داخل الجيش التركي، ورغم كونه لم يشغل أي منصب قيادي في الجيش خلال فترة خدمته العسكرية، فإنه تمتع بروابط قوية مع قيادات عسكرية، إلى أن عُين مستشارا قانونيًأ لرئيس الأركان. وحسب الحكومة التركية، فإن الضباط الذين تحركوا بقيادة كوسا بلغ عددهم 1563 عسكريًا في هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة.

– القائد العام للجيش الثاني الجنرال آدم حودوتي:

اعتقلت السلطات التركية الجنرال آدم حودوتي الذي كان مسؤولًا عن تحريك المقاتلات والمروحيات خلال المحاولة الانقلابية، واعتقل حودوتي قائد الجيش الثاني في محافظة ملاطية شرق تركيا.

فيما يعتبر الجنرال حودوتي أبرز قادة الانقلاب، وهو قائد الجيش الثاني الذي تكشف بعد ذلك أنه الذي أمر باغتيال الرئيس أردوغان بطائرات F16.

– قائد الجيش الثالث الجنرال أكرم جاغلر:

اعتقل رئيس أركان الجيش الثالث اللواء أكرم جاغلر في مدينة أرزينجان، على خلفية صلته بالمحاولة الانقلابية.