دول التحالف العربي بقيادة السعودية تستعد لإطلاق ” عاصفة حسم ” في اليمن

- ‎فيأخبار اليمن, تقارير, هامة

تلقى دعوات شعبية واسعة في دول التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، تطالب بتصعيد العمليات العسكرية ضد الانقلابيين المدعومين من إيران وحسم المعركة، تأييداً متزايداً من قادة دول التحالف الذي تقوده السعودية، ما ينبئ بإمكانية إعلان جديد قد لا يتضمن بين بنوده أي شق سياسي.

فبعد نحو عام ونصف من بدء مقاتلات التحالف في شن أولى غاراتها على معاقل جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ما زالت العاصمة صنعاء ومناطق واسعة من اليمن تحت سيطرتهم، وما زالت المدن الحدودية السعودية عرضة لهجمات صاروخية من الجانب اليمني.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، أنور قرقاش، “دقيق وصف عبد الرحمن الراشد في مقاله اليوم حول اليمن، حيث يرى محدودية الخيار السياسي طالما أن الحوثيين وصالح يريدون الحكم لا المشاركة السياسية”.

وكان قرقاش يعلق على مقال للكاتب والإعلامي السعودي المعروف، عبد الرحمن الراشد، دعا فيه دول التحالف إلى اعتماد الخيار العسكري في اليمن.

وسلطت وسائل إعلام عربية وعالمية الأضواء على مقال الراشد الذي نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية الصادرة من لندن، الأربعاء، بوصفه مؤشراً على يأس يسري بسرعة في أروقة اتخاذ القرار في دول التحالف العربي.

وقال الراشد في مقاله الذي حمل عنوان “اليمن وفشل المشروع” “الخيارات في اليمن اليوم محدودة طالما أن الحوثيين وصالح يريدون الحكم لا المشاركة السياسية فقط، عدا أنه يخالف قرارات مجلس الأمن، وضد رغبة الشعب اليمني الذي ثار ضد صالح العام 2011. وينقض العهد الذي وقعوه، وفوق هذا ثبت تحولهم إلى جماعات تعمل لصالح إيران ضد السعودية، كل هذه الاعتبارات تجعل مواجهتهم الخيار الوحيد”.

ونُشر مقال الراشد بعد ساعات من مقتل سبعة مدنيين في قصف نفذته جماعة الحوثيين على المنطقة الصناعية في نجران المحاذية للحدود السعودية اليمنية، أعقبه موجة غضب عارمة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية وباقي دول التحالف تطالب بالثأر.

وقال إعلامي سعودي متابع للشأن اليمني لموقع “إرم نيوز” إن فشل مفاوضات الكويت بين الفرقاء اليمنيين، وإعلان الانقلابيين عن تشكيل مجلس رئاسي، والتصعيد الحوثي على الحدود السعودية الذي تستخدم فيه الجماعة أسلحة متطورة إيرانية الصنع، ستدفع دول التحالف نحو خيارات جديدة.

وأضاف أن دول التحالف العربي، تجد نفسها أمام تحديات جديدة، فعملية عاصفة الحزم/إعادة الأمل التي تستهدف إعادة الشرعية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي ، تعتمد بشكل كبير في نجاحها على إجبار الانقلابيين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والوصول إلى تسوية سياسية بين الفرقاء اليمنيين لا تلغي أياً منهم.

وأوضح أن هناك رأياً يحظى بتأييد سعودي إماراتي على الأقل، يقول إن عدة تحولات في الصراع اليمني تستوجب البدء بعملية عسكرية أوسع وأكثر عنفاً ضد الجماعة بما يسهم في حسم المعركة لصالح الشرعية اليمنية بدل التعويل على المفاوضات.

وكان المتحدث باسم قوات التحالف العربي، اللواء أحمد عسيري، قال قبل يومين إن الانقلابيين اليمنيين استغلوا فترة المفاوضات الطويلة والهدنة المعلنة لتعزيز موقفهم العسكري وترتيب أوراقهم.

لكنه رد على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية عن إمكانية أن تتراجع المملكة عن خيار الحرب في اليمن بسبب تكلفته المادية بالقول إن السعودية لن تسلم اليمن للحوثيين مهما كلفها ذلك.

ومن المرجح أن يكون يوم الثلاثاء الماضي الذي سقط فيه أكبر عدد من الضحايا المدنيين في السعودية بيوم واحد منذ بدء عملية (عاصفة الحزم/إعادة الأمل)، علامة فارقة في تاريخ الصراع اليمني، وقد ينتج عنه قرار جديد مدعوم بقاعدة شعبية واسعة، تتخذه دول التحاف العربي بعد خبرة عام ونصف من مقارعة الحوثيين.