في 11 مارس/آذار الماضي، بدأت المقاومة الشعبية اليمنية في فك الحصار على مدينة تعز بشكل جزئي، بعد شهور من محاصرة الحوثيين لها.
وتشارك المقاومة الشعبية بتعز الآن في حصار الحوثيين غرب المدينة، التي تقع جنوب العاصمة صنعاء، بعد عدة عمليات نوعية شنتها الحكومة الشرعية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
لمدينة تعز أهمية خاصة، من حيث موقعها الجغرافي الواقع جنوب غرب البلاد، وتحتضن المحافظة ميناء المخا على البحر الأحمر، وهو المدخل الرئيس للحوثيين لتلقى السلاح من إيران، بحسب تقارير صحفية.
وتحتل مدينة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية، المرتبة الأولى من حيث عدد السكان، إذ يشكل سكانها ما يزيد عن 12.2% من إجمالي السكان اليمن، ويبلغ عدد مديرياتها 23 مديرية، كما أنها من أهم المحافظات اليمنية لما تمتاز به من موقع وتربة خصبة ومناظر طبيعية.
وتعتمد المدينة على زراعة البن منذ مطلع القرن العشرين واليوم لا تزال القهوة جزءًا رئيسيًّا من اقتصادها، واشتهر ميناء المخا في السابق؛ كونه السوق الرئيسية لتصدير البُن بين القرنين الـ15 والـ17، وسميت قهوة الموكا والموكاتشينوا نسبة لاسم هذا الميناء، كما يزرع فيها بعض المحاصيل الزراعية كالحبوب والخضراوات، والفاكهة مثل المانجو، إلى جانب الثروة الحيوانية وصيد الأسماك في ساحل مدينة المخا، كما يوجد في المدينة العديد من المنشآت الصناعية، منها مصنع أسمنت البرح وبعض الصناعات الغذائية.
وتتميز المحافظة بمناخها المعتدل طوال العام ويعد الأغزر أمطارًا في اليمن بعد مدينة إب، وتضم المدينة جبل صبر، وهو ثاني أعلى الجبال في اليمن والجزيرة العربية بعد جبل النبي شعيب، ويبلغ ارتفاعه نحو 3070 مترًا عن سطح البحر، كما يبلغ ارتفاع الجبل عن مدينة تعز إلى قمته في حصن العروس 1500 متر، ويدخل من ضمن المرتفعات الجنوبية.
ويمثل جبل صبر مقصدًا سياحيًّا لكل الزوار من جميع المحافظات لما يحتويه من مدرجات في منحدرات الجبل، بالإضافة إلى احتوائه على متنزهات حديثه ذات خدمات سياحية راقية كمتنزه الشيخ زايد.
وتُعَد تعز العاصمة الثقافية لليمن، ولعبت دورًا مهمًّا عبر تاريخ اليمن في المراحل القديمة الإسلامية والمعاصرة، قد بدأ عندما قام سلطان الدولة الصليحية عبد الله بن محمد الصليحي ببناء قلعة القاهرة في النصف الأول من القرن السادس الهجري، التي كانت بمثابة حصن للمسلمين.
(العين)